وجهة نظر

اليسار المسلح والاسلام المقاتل الحلقه الثانيه – عبد الله انحاس

تهدف هذه المقاربه النظريه النظر في طبيعه العلاقه التماثليه المضمره التي تجمع المقاتل الاممي ارنيستو شي جيفارا،بنظيره المغاير الوجهه والمتباين الطبعه،يتعلق الامر باحد ابرز الزعامات التاريخيه الفلسطينيه المقاتله التي ساهمت بشكل مركزي في اطلاق فيتنام 7 اكتوبر 2023،التي زلزلت اسس كيان عنصري فاشي صهيوني قام على تزوير التاريخ،وعلى الانقلاب الفاضح ضدا على حقائقه الثابته. يرتبط الامر بحاله القائد المقاتل يحيى السنوار وبالاثر السياسي المادي والقتالي الذي خلف ضمن متون الزمن التاريخي للكفاح والنضال الوطني الفلسطيني،اثناء تصريفه لتمثلاته الخاصه لمبدا القناعه الجهاديه في سبيل تحرير الارض والانسان وكذا مقدسات امة لا يكترث سوادها الاعظم لها وبها.
في رمزي خطاب الفجيعة
ترمز صورة الرجلين الى تجربتين و ظاهرتين مختلفتين على مستوى المقاصد الاستراتيجيه النهائيه،لكنهما موحدتان على مستوى التجسيد الاداتي الميداني الملازم لتصريف قناعتيهما الجهادية والثورية،من خلال ركوب متن رهان القوه المسلحه في مواجهه ما يعتبرانه العدو المشترك بمسمياته المتعددة المطابقة لمرجعية كليهما،لكن على ارضية الانتماء والتمثل الرمزي الاستعاري الموحد لخطاب الفجيعة: الخطاب الماركسي كتعبير طبقي عن الفئات والطبقات المضطهدة والمستغلة وعن القضايا العادله للشعوب. مقابل الخطاب الاسلامي الحركي وفي قلبه ومركزه خطاب الاسلام المقاتل المجسد في حماس و الجهاد الاسلامي وحزب الله وانصار الله… كتعبير مزدوج عن واقع المحنة والمظلمة التاريخية الكبرى للشعب الفلسطيني وعن زفرته الجماعية التي بلغت اقصى درجاتها مرحله حرب الاباده الوحشيه المستمره ضد غزه.
ان التاكيد النسبي على كون منظمات اليسار المسلح وجماعات الاسلام المقاتل،تشكلان الاداة التنظيميه لتصريف خطاب الفجيعه عبر عنوانيه العريضين،يحمل في المقام الاول متنا من متون الام وامال طبقات اجتماعيه منتجه ومقصية يتم سحقها عبر اليات استغلال الراسمال الفظ والتهميش والعدوان والقمع المتعدد الابعاد،الذي يمارسه المركز الراسمالي المتوحش و المتروبولات ضد جيوب المحيط ومراكز الفقر والجوع والتخلف،في ارتباط وثيق الصله بوكلائه المحليين من نظم عسكريه وبوليسية فاسده،حاله معظم بلاد الجنوب وفي مركز صدارتها غالبيه البلاد العربيه والاسلاميه. كما يحمل من خلال عنوانه الثاني متنا من القتل الجماعي و التهجير القسري كما الاضطهاد التاريخي،الذي يجد تعبيره في نوعية العدوان المزدوج الذي يطال الشعب الفلسطيني من قبل العصابات الصهيونيه المعاصره المدعومه بالسلاح الامريكي الغربي،والمسنوده بالخذلان وشراكه النظام الرسمي العربي المفتقد لكل الشرعيات الاخلاقيه والشعبيه والديمقراطيه.
يتمثل العدو المشترك بالنسبه للرمزين الملتحيين،في الامبرياليه الامريكيه والطغم الديكتاتوريه والانظمه الفاشيه المرتبطه بها من جهه،تشي،وقوى الاحتلال المستقوية بالدعم الامريكي والغربي ومن والاه من ولاة التطبيع من العرب المستعربة،ابو ابراهيم،من جهه ثانيه،في افق التجسيد الفعلي لمثلهما الاعلى،فهو في الحالة الغيفارية مثل اعلى بعمق اشتراكي انساني تحرري اممي وحدوي مستقل وخالص. بينما يفصح عن نفسه في الحالة السنوارية من خلال مثل اعلى جهادي مسكون برهان بدايات عز الدين القسام واستمراريه عبد القادر الحسيني … التي تتوسل الانتصار لتحرير فلسطين. خصوصا وان حماس هي اساسا فرع من فروع حركه الاخوان المسلمين. التي تقوم على اعتبار فلسطين وقفا اسلاميا ،مما يجعل اي تنازل ولو عن شبر من ترابها تنازلا عن ثابت من توابث العقيده.
يحيل التوسل المشترك للنموذج التغايري من قبل التجربتين،على الزمن الذاتي التاريخي الخاص بكليهما،زمن التجربه الغيفارية في مقابل التجربه السنواريه.
زمن التجربه الغيفارية
ارتبط زمن التجربه الغيفارية بمرحله الحرب البارده المطبوعه بالصراع الايديولوجي بين المعسكرين،وبتصاعد موجة المد الثوري في معظم البلاد غير الاوروبيه،امريكا الجنوبيه،افريقيا،اسيا،اضافه الى بعض الاقطار العربيه.
لقد بدا زمن التجربه مع حرب العصابات التي قادها فيديل كاسترو وشقيقه راوول وتشي غيفارا ضد نظام باتيستا العسكري الذي حول الجزيره الى مزرعه سكر امريكيه. غير ان هذا الزمن لم ينته مع نجاح الثوره التي اخرجها مقاتلو العصابات منذ زحفهم الشهير على هافانا من جبال سييرا مايسترا،وما تلاها من اعاده هيكله المجتمع الكوبي على ضوء التوجيه المؤسس على قراءه معينه،سياسيه تحديدا،لنوعيه العلاقه مع النظريه الماركسية. اذ لم يكن هذا الانتصار الثوري الكوبي،بالنسبه لتشي،حلقه ضمن الحلقات المركزيه المتصله بنظريه البؤره الثوريه،ولعل ذلك ما يفسر خوضه لمجموعه ممتده من المعارك البطوليه المسلحه في مناطق عده من امريكا الجنوبيه،كما ادرك سريعا،بحسه الثوري،طبيعه المغامره التي حاول خوضها في ادغال افريقيا،حاله الكونغو بعد تصفية زعيمها التاريخي باتريس لومومبا،منذ لقاءاته المتكرره مع كابيلا او الثوري الماجن كما سماه تشي يوما. هذا الاخير الذي لعب من موقعه دورا كبيرا في التهيي ء لانعقاد مؤتمر القارات الثلاث بهافانا عام 1965،الى جانب رئيسه المفترض القائد الوطني والاممي الشهيد المهدي بن بركه قبل اختطافه واغتياله من قبل عصابات الموت المغربيه،بتواطئ مع الموساد الاسرائيلي وباسناد من المخابرات الامريكيه التي لعبت دورا قذرا في تصفيه غيفارا بعد سنتين من اختطاف المهدي.
لم ينته زمن التجربه الغيفارية مع التصفيه الجسديه لهذا الرمز الثوري الاممي،اضافه الى خذلانه الصريح من قبل قياده الحزب الشيوعي البوليفي،بل ضمن استمراريته من خلال استلهام روح التجربه التي اعتبرت الظاهره الغيفارية بدايتها التاسيسيه وحجر زاويتها العملي،من خلال منظمات ماركسية وماويه مسلحه في السلفادور،كولومبيا،البيرو البيرو،وفي بعض اقطار الوطن العربي،كما حصل على سبيل المثال لاالحصر مع تجربه جبل ظفار…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى