اخبار جهوية

العرائش: الشرفة الأطلسية الشهيرة صارت في خبر كان

أحمد رباص – تنوير
لأمر ما طفا هذه الأيام على سطح بحر الفيسبوك حديث كالنحيب عن الشرفة الأطلسية بمدينة العرائش، وجرى بالتالي إبراز محاسنها باعتبارها واجهة سياحية رائعة، وتتميز بجمالها الطبيعي والمعماري. لذلك، تتيح للزائر رؤية بانورامية للمدينة، وتمنحه فرصة للاستمتاع بالهواء النقي، ولتصوير الصور الجميلة. وهي، فوق ذلك، مكان مثالي للاستجمام والراحة. فلماذا التباكي حاليا على الشرفة الاطلسية؟
الخبر اليقين يعود إلى شهر فبراير 2024 حيث تم تنظيم اجتماع في العرائش لتقديم سلسلة من المشاريع التي تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وتنويع العروض السياحية للمدينة. ذلك أن العرائش تشتهر أكثر بصيد الأسماك ومصانع التعليب، وتهدف إلى الاستفادة الكاملة من معالمها السياحية.
وبالتالي، كان مستقبل المدينة في قطاع السياحة في قلب النقاش خلال هذا الاجتماع الذي تم تنظيمه لمناقشة الوضع السياحي الحالي في جهة طنجة تطوان الحسيمة.
شهد هذا الاجتماع، الذي بادر به المجلس الجهوي، تقديم سلسلة من المشاريع التي تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وتعزيز الجاذبية السياحية للعرائش. من بين هذه المشاريع، يظل تطوير كورنيش الشرفة الأطلسية الشهيرة، باستثمار إجمالي ضخم قدره 35 مليون درهم.
تعتبر هذه المنطقة الساحلية جزءً من الذاكرة المعمارية والتاريخية للمدينة، وتعتبر الأكثر دينامية وشعبية في المدينة، وخاصة للتأمل في غروب الشمس فوق المحيط.

تستفيد العرائش من مشروع آخر لترميم وإعادة تقييم برج السعديين، الذي يعود تاريخه إلى العصر السعدي (في عهد السلطان أحمد منصور الذهبي)، باستثمار قدره 40 مليون درهم. وقد سُمي هذا الحصن في ذلك الوقت بحصن الفتح لمهمته في الدفاع عن كامل الأراضي، واستمر بشكل مهيب لفترة طويلة، وعلى الرغم من تقلبات الزمن، يحتل صدارة المواقع التاريخية والثقافية الأخرى في المدينة، بينما يطل على الساحل عند مصب وادي لوكوس.
وفي إطار الحفاظ على تراثها الطبيعي والغابات، تستفيد العرائش أيضا من مشروع تطوير كبير لغابة هيبيكا لتحسين الجاذبية السياحية لأراضيها الحضرية.
وللأسف، اليوم وبعد إطلاق هذه المشاريع، يستنكر سكان العرائش قرار هدم الشرفة الأطلسية. فهم يعتبرونها تراثا تاريخيا يجب حمايته من خلال مشروع ترميم يحفظه ولا يمحوه تماما.
قبل اتخاذ أي إجراء لا رجعة فيه، كان من الضروري دراسة كيف يحافظ جيراننا الإيبيريون، في إسبانيا مثلاً، على شرفة بنيدورم المتوسطية ويحمونها، والتي شُيّدت في القرن التاسع عشر، وتجذب أكثر من أربعة ملايين زائر إلى هذه المدينة الصغيرة سنويا.
كما يثير ترميم برج السعديين وإعادة تقييمه مخاوف بشأن آلية العمل. أما غابة هيبيكا، فلا تزال تعجّ بأطنان من النفايات والبلاستيك.
وما لوحظ بأسف في العرائش هو غياب مقاربة تشاركية تضمّ المختصين وجميع الجهات المعنية على المستويين المحلي والجهوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى