أخبار وطنية

تحطم طائرة “ألفا جيت” بفاس يخلّف شهيدين من سلاح الجو ويهزّ القوات الملكية الجوية

عزيز الحنبلي -تنوير

تحطمت صباح اليوم الإثنين 28 يوليوز 2025، في تمام الساعة 08:48 دقيقة، طائرة تدريب عسكرية من نوع “ألفا جيت” تابعة للقوات الملكية الجوية، وذلك أثناء تنفيذها لمهمة تدريبية اعتيادية بين القاعدة الجوية بمكناس ومطار فاس–سايس. وقد وقع الحادث لحظة ملامسة الطائرة لأرض المدرج بمطار فاس، في سياق تدريب من نوع “تاتش أند غو”، وهو تمرين معروف في أوساط الطيران العسكري.

الحادث المأساوي أسفر عن استشهاد ضابطين من طاقم الطائرة، أحدهما برتبة رائد والآخر برتبة نقيب، وقد خلف الحادث حزناً عميقاً في صفوف القوات المسلحة الملكية، وأثار تعاطفاً واسعاً في الرأي العام الوطني.

وعقب الحادث، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بلاغاً رسمياً أكدت فيه فتح تحقيق دقيق للوقوف على حيثيات وظروف الواقعة، مشيرة إلى أن لجنة تقنية متخصصة باشرت أشغالها فوراً لتحديد الأسباب المحتملة للحادث، سواء كانت تقنية، بشرية، أو ظرفية. كما عبّرت القيادة عن تعازيها الحارة ومواساتها الصادقة لعائلتي الشهيدين وذويهما، وأكدت التزامها بمواصلة تكوين أطر الطيران وفق أعلى معايير السلامة والانضباط.

في السياق ذاته، أصدرت إدارة مطار فاس–سايس تعليمات تنظيمية جديدة للطيارين المدنيين والعسكريين تقضي بتجنب استعمال آخر 400 متر من المدرج رقم 27، وهي المسافة التي شهدت تحطم الطائرة، وذلك في انتظار الانتهاء من إزالة الحطام والتأكد من سلامة المنشأة الجوية بشكل تام.

ويُذكر أن طائرة “ألفا جيت” هي طائرة تدريب عسكرية خفيفة، فرنسية–ألمانية الصنع، تستعملها القوات الملكية الجوية لتكوين الطيارين المقاتلين بفضل مرونتها وكفاءتها العالية. وقد راكمت هذه الطائرات سنوات من الخدمة داخل المغرب، وأسهمت في إعداد أجيال من الطيارين العسكريين.

الحادث يعيد إلى الواجهة أهمية تشديد إجراءات السلامة خلال التدريبات الجوية، والتأكيد على ضرورة التحليل الدقيق لكل المعطيات التقنية والفنية المرتبطة بأسطول الطيران التدريبي، لضمان تفادي مثل هذه الحوادث في المستقبل.

وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمي، يواصل الرأي العام المغربي التعبير عن تضامنه مع أسر الضحايا، داعين إلى تخليد أسمائهما بما يليق بتضحيات رجال الدفاع الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى