الزيادة في سعر بطاقة “جواز”: الشركة الوطنية للطرق السيارة تخرج بمبررات غير مقنعة

أحمد رباص – تنوير
أمام انتقادات وتنديدات المغاربة المقيمين بالمغرب ومواطنيهم المقيمين بالخارج، اضطرت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب إلى تقديم توضيحات حول الزيادة في سعر بطاقة “جواز”، التي انتقلت من 50 درهما برصيد أولي قدره 40 درهما إلى 80 درهما دون أي رصيد.
تم تحديد سعر البطاقة عند 100 درهم بعد سلسلة من المراجعات، بهدف جعله في متناول جميع القدرات الشرائية وتعميم تحصيل الرسوم إلكترونيا كحل أساسي لتأمين حركة المرور على الطرق السريعة وتسهيلها، لا سيما خلال فترات الذروة، مع توفير رحلة آمنة وممتعة للمستخدمين، حسبما أوضحت الشركة الوطنية للطرق السيارة لجريدة وطنية .
ووفقا لمصدر مسؤول في الشركة، فقد تم تعديل سعر البيع للأسفل خلال مدة خمس سنوات ليصل إلى 80 درهما، وهو مبلغ أقل من التكلفة الفعلية للحصول على بطاقة “جواز”، وذلك لتخفيف العبء على المستخدمين. وقد تحملت الشركة الفرق الناتج عن هذا العرض الترويجي، كجزء من استراتيجيتها لتعميم تحصيل الرسوم إلكترونيًا، كما أوضحت.
حققت هذه المبادرة، إلى جانب سياسة تنويع قنوات البيع وإعادة التعبئة، نجاحا باهرا، إذ تجاوزت مبيعات بطاقة “جواز” مليوني بطاقة حتى الآن. وقد مكّن ذلك من تحقيق معدل استخدام يقارب 60% مقارنةً بوسائل الدفع الأخرى، في جميع فئات المركبات، و80% في فئة المركبات الثقيلة المهنية. وبعد هذا النجاح، أصبح من الضروري العودة إلى السعر الأصلي البالغ 100 درهم اعتبارا من شتنبر 2024، وهو سعر يُعتبر أكثر تمثيلًا للتكلفة الحقيقية للحصول على بطاقة “جواز”.
ويهدف هذا التعديل في الأسعار إلى ضمان استدامة وجودة خدمة تحصيل الرسوم إلكترونيا، وضمان استمرارية الاستثمارات التكنولوجية، وتلبية تطلعات مختلف فئات المستخدمين بشكل أفضل، وفقا للمصدر نفسه.
وأضافت: “مع الحفاظ على هذا السعر الرسمي للبيع، أطلقت الشركة الوطنية الطرق السيارة، اعتبارا من 1 يوليو 2025، عرضا ترويجيا صيفيا لصالح مستعملي الطريق السيار، حيث حددت السعر مؤقتا عند 80 درهما بهدف خفض تكلفة الحل وتعزيز ولاء الزبناء.
وكانت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب قد أعلنت، في ماي الماضي، عن إطلاق تطبيق “جواز” على منصتي Android و iOS، وهو خدمة رقمية جديدة لتسهيل تنقلات زبناء “جواز” على شبكة الطرق السيارة.
وأوضح بلاغ للشركة، أنه تم تصميم هذا التطبيق الجديد، الموجه إلى مستعملي “جواز”، بهدف تبسيط مختلف الخدمات المتعلقة ب”جواز”، مثل التعبئة، والاطلاع على الرصيد وعلى بيانات المرور عبر محطات الأداء.
وأضاف المصدر ذاته، أنه “بواجهة مبسطة وسهلة الاستخدام، يقدم تطبيق “جواز” مزايا عديدة منها: تعبئة سريعة في بضع ثوان فقط، وتعبئة عدة أجهزة جواز (Recharge Panier) دفعة واحدة، والاطلاع على فواتير التعبئة وتحميلها لتتبع عملي وبكل شفافية”.
ومن بين هذه المزايا أيضا الاطلاع على الرصيد بكل استقلالية لتفادي حالات نفاذ الرصيد عند المرور عبر محطات الأداء، والاطلاع على بيانات المرور عبر محطات الأداء وتحميلها لمستعملي الطريق السيار الراغبين في الحصول على مستندات إثباتية لتنقلاتهم.
يندرج هذا التطبيق في إطار استراتيجية تنويع قنوات البيع والتعبئة للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، ليكمل بذلك القنوات المادية (وكالات الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب ووكالات القرب ومتاجر باحات الخدمات)، والقنوات الرقمية ( التطبيقات البنكية والموقع الالكتروني).
ووفقا للمصدر ذاته، تمكن هذه المقاربة الشاملة من تعزيز الولوج إلى خدمات “جواز”، وذلك بتوفير مجموعة كاملة من الحلول المناسبة لكل فئة من مستعملي الطريق السيار.
وأشار إلى أن وسيلة الأداء عن بعد “جواز” هي الحل الوحيد القادر على استيعاب حركة مرور عالية، خاصة في فترات الذروة. فمع قدرة استيعاب تفوق 8 مرات ما توفره ممرات الأداء النقدي، تمكن ممرات “جواز” مستعملي الطريق السيار من المرور عبر محطات الأداء دون توقف، وبكل سلامة وانسيابية.
ومن خلال إطلاق تطبيق “جواز”، تجدد الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب التزامها بتقديم خدمة عمومية ذات جودة وفقا للمعايير الدولية، وبضمان تجربة سفر آمنة وممتعة على شبكة الطرق السيارة الوطنية.