حرائق تلتهم غابات شمال المغرب وتحمل حزبا سياسيا على إصدار بيان

أحمد رباص – تنوير
تفاصيل المعاينة
اندلع حريقان كبيران ليلة 12-13 غشت الجاري في غابات منطقتي داردارة وبن قريش، التابعتبن لإقليمي شفشاون وتطوان على التوالي. تفاقمت هذه الحرائق بسبب الظروف الجوية القاسية التي تشهدها حاليا بلادنا.
مع  موجات الحر القياسية المسجلة في الأيام الأخيرة، اندلعت عدة حرائق غابوية في شمال المغرب، خاصة في أقاليم شفشاون وتطوان وطنجة .
في تلك الليلة، اندلع حريقان كبيران بالقرب من شفشاون وتطوان.
الأول، في غابة داردارة، دمر مساحة واسعة من الغابات المحسوبة على إقليم شفشاون، واستلزم دعما جويا من طائرتين من طراز كاندير وقوات برية للسيطرة عليه.
أما الحريق الثاني فقد طال غابة بجماعة بن قريش، القريبة من الجبال المحيطة بتطوان، حيث أتى على مساحة خضراء واسعة من المنطقة.
سبق هذين الحريقين، اللذين اندلعا يوم الاثنين حادي عشر غشت الحالي، حريق اندلع في غابة شراقة الواقعة بجماعة حجر النحل قرب گزناية، ما استدعى تعبئة رجال الإطفاء والوكالة الوطنية لمكافحة الحرائق والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية.
في بلاغ صحفي صدر يوم الأربعاء 13 غشت، أشارت الوكالة الوطنية للمياه والغابات إلى أن عمليات إخماد حريق غابة داردارة قد أسفرت عن السيطرة على ثلاثة من أصل أربعة حرائق رئيسية. وتعمل الطائرات المُستخدمة حاليا على إخماد الحريق الرابع.
حتى كتابة هذه السطور، لم تُسجل أي خسائر بشرية. إلا أن النيران ألحقت أضرارا بما لا يقل عن 500 هكتار من الغابات وبعض الحقول المحيطة بها.
وللسيطرة على هذا الحريق، عبأت السلطات العمومية موارد هامة تتمثل في 450 عنصرا من فرق التدخل المختلفة، فضلا عن الموارد والمعدات التقنية الحديثة، بما فيها أربع طائرات من نوع كنادير وأربع طائرات من نوع “Turbo Thrush”.
تواجه الأطقم الأرضية تحديات بسبب الرياح القوية والتضاريس الوعرة، ما أدي إلى تعقيد عمليات الاستجابة.
وذكر البيان أن جميع الموارد البشرية واللوجستية تظل مجندة حتى السيطرة على الحريق وإخماده بشكل كامل.
بيان حزب العدالة والتنمية
أعرب حزب العدالة والتنمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة عن قلقه البالغ إزاء الحرائق الواسعة التي اندلعت منذ ظهر الثلاثاء 12 غشت الجاري بضواحي إقليمي تطوان وشفشاون، خاصة بمنطقتي بن قريش وداردارة، والتي تسببت في خسائر جسيمة بالغطاء الغابوي، وأضرار مادية طالت ممتلكات الساكنة من أشجار مثمرة ومحاصيل زراعية، إضافة إلى نفوق مواشٍ، ما اضطر السكان إلى قضاء ليلة بيضاء خشية وصول النيران إلى منازلهم.
وأشار الحزب، في بيانه الذي توصلت “تنوير” بنسخة منه، إلى أن الساكنة هرعت منذ اندلاع الحريق للتصدي للنيران بكل الوسائل المتاحة، قبل أن تتدخل فرق الإطفاء مدعومة بطائرات “كنادير” وعناصر الوقاية المدنية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، وعناصر الجيش، إلى جانب متطوعين من أبناء المنطقة وجمعيات المجتمع المدني، لمواجهة الحرائق التي ساهمت التضاريس الوعرة ودرجات الحرارة المرتفعة ورياح “الشركي” في تأجيجها.
وذكّر البيان بأن جهة طنجة تطوان الحسيمة تشهد في السنوات الأخيرة حرائق متكررة ألحقت أضراراً بمناطق عدة، منها غابات الرميلات ومديونة بطنجة، وجبل بوعنان وقرية بن قريش بتطوان، والدردارة وتيزران بباب برد بشفشاون، بالإضافة إلى غابات إقليم الحسيمة، مسجلة نسباً مرتفعة وطنياً في المساحات المتضررة.
وختم الحزب بيانه بالتشديد على ضرورة فتح تحقيق جدي في أسباب هذه الحرائق وسابقاتها، وترتيب الجزاءات، واتخاذ إجراءات وقائية لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.
حرائق الغابات: خطر الحرائق مرتفع للغاية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط
بحسب برنامج كوبرنيكوس الأوروبي، فإن خطر الحرائق “شديد إلى شديد جدا” في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط في الفترة من 11 إلى 17 غشت 2025 ، مع وجود خطر مرتفع بشكل خاص في الجزء الشمالي من المغرب حتى الرباط..
من جهتها، توقعت منصة الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن تحدث يوم الأربعاء 13 غشت 2025، بناء على التوقعات الجوية الوطنية، مخاطر عالية لاندلاع حرائق في الغابات المحيطة بطنجة وشفشاون.
يذكر أن المديرية العامة للأرصاد الجوية أعلنت في نشرة جوية من الدرجة البرتقالية، أنه من المنتظر أن تشهد عدة أقاليم بالمملكة موجة حر مصحوبة برياح الشرگي، حيث ستصل درجات الحرارة إلى 47 درجة مئوية، وذلك ابتداء من الأربعاء إلى السبت.