أزيلال: ساكنة إكمير – آيت عباس تجسد مسيرة احتجاجية نحو العمالة للمطالبة بالخدمات الاساسية

متابعة: أحمد رباص
على غرار سكان آيت بوگماز وآيت اعبي، خرج سكان جماعة آيت عباس، في مسيرة احتجاجية اتجهت نحو عمالة إقليم أزيلال، ورفع المشاركون والمشاركات فيها شعارات تستنكر سياسة الإقصاء والتهميش الممنهج الذي طال أحد عشر دوارا، فضلا عن تماطل السلطات الإقليمية والمنتخبة في توفير أبسط شروط العيش الكريم من صحة وتعليم وبنيات تحتية أساسية. لهذا، فهم يطالبون بإيجاد حلول عاجلة لملفات الصحة والتعليم، إلى جانب فك العزلة عن المنطقة وتحسين وضعية المسالك الطرقية.
للأسف مسيرة ايت عباس لم تكتمل وانتهت باعتقال العشرات وتهديدهم بالسجن والضرب.
ويدعو المتظاهرون السلطات الإقليمية إلى فتح حوار جدي وشفاف ومسؤول معهم، دون قيد أو شرط، لإيجاد حلول ملموسة للمشاكل العالقة.
كما شاركت في هذه المسيرة الاحتجاجية نساء جسورات، لم يكتفين بحمل همّ البيت والأشغال اليومية الشاقة من جلب الماء والحطب ورعاية الأبناء، بل حملن همّ الدوار بأكمله، وخرجن في مسيرة احتجاجية بعدما اعتُقل ذووهن. قدّمن درسا في الصبر والتضحية، وأثبتن أن صوت الحق لا يُسكت، وأن كرامة الساكنة مسؤولية يتقاسمنها جنبا إلى جنب مع الرجال.
من وسط هذا الفضاء الجبلي الخالد إلى بؤسه، وقفت المرأة الأمازيغية الحرة، سواء كانت أم، أو أختا، أو زوجة، بكل شجاعة، تمشي على قدميها وسط المسيرة، لا تطالب سوى يالكرامة والحق في مستقبل أفضل لأبنائها
في مسيرة ساكنة آيت عباس، فوجئ المحتجون بكمٍّ هائلٍ من القوات المساعدة تحاصرهم في الطريق، ورغم أنهم شقّوا طريقًا مختصرًا عبر الغابة لمواصلة المسير، تمت محاصرتهم من جديد. فلماذا كل هذا التضييق على مسيرة سلمية لا تحمل سوى مطالب اجتماعية بسيطة؟
بعد توقيف واعتقال بعض المحتجين، خرجت نساء آيت عباس، مصخوبات بأطفالهن، في مسيرة حاشدة داخل المنطقة، احتجاجا على الاعتقالات، مطالبات بإطلاق سراح أبنائهن والاستجابة لمطالب الساكنة العادلة. وطالبن بـإطلاق سراح المعتقلين بشكل فوري، لأن السجن لا يجب أن يكون ثمنًا للمطالبة بالحق، بل يجب أن يكون للفاسدين والظالمين.
بعد المسيرة التي نظمتها ساكنة أكمير – آيت عباس، بإقليم أزيلال للمطالبة بحقوقهم البسيطة، تم اعتقال عدد من المحتجين، وها هو السؤال الذي يطرحه الجميع: هل ارتكب هؤلاء جريمة؟
ما فعلوه هو أنهم خرجوا بصوتهم الحر يطالبون بحق التعليم والصحة: – إعدادية لأبنائهم لوقف معاناة التنقل – طبيبة للولادة لإنقاذ أرواح الأمهات والأطفال.
فهل أصبحت المطالبة بحقوق مشروعة جريمة؟ وهل من خرج يصرخ من قلب الجبال يجب أن يسجن بدل أن يُسمع؟
هؤلاء المعتقلون هم صوت الجبال، هم ممثلو ساكنة صبرت طويلاً، واليوم يقولون كفى!