بنسليمان: نزار البركة يتناقض مع نفسه بين تفشي الفقر وانعدامه في الإقليم

أحمد رباص – تنوير
أشار نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال إلى الأوراش التنموية الكبرى التي يشهدها إقليم بنسليمان، كالملعب الكبير بجماعة المنصورية ومصنع اللقاحات، إلى جانب أوراش طرقية وسككية أخرى، مستنتجا من ذلك إرادة سياسية لتعزيز العدالة المجالية وتسريع الإقلاع المحلي.
وتطرق بركة، خلال ترؤسه أمس السبت بإقليم بنسليمان، لقاء تواصليا، نظمته المفتشية الإقليمية للحزب بالإقليم، بالأرقام إلى مظاهر التفاوتات المجالية داخل إقليم بنسليمان، وما يعرفه من نسب فقر وهشاشة ناجمة عن الجفاف والتحولات الديمغرافية، مؤكدا أن ذلك يستدعي بذل مزيد من الجهود، مستعرضا أهم التطورات التي شهدها الإقليم في السنوات الأخيرة، والتي عكست إرادة سياسية واضحة جسدتها التوجيهات الملكية السامية، وجعلت من الإقليم ورشا مفتوحا للتنمية.
لكن السيد الوزير تناقض مع نفسه عندما قال بتراجع نسبة الفقر وتحسن المؤشرات. واستفز خطابه في النقطة المتعلقة بالفقر والهشاشة بإقليم بنسليمان عضوا في المجلس الوطني لحزب الشمعة ما جعله يكتب تدوينة وينشرها على صفحته الفيسبوكية، جاء فيها أن نزار بركة تحدث عن تراجع نسبة الفقر و تحسن المؤشرات، وهو نفسه الذي يشرب الماء المعدني ويرتدي بذلته الأنيقة، ويتقاضى راتبا سمينا يكفي لإعالة عشرات الأسر في مناطق مغربية منسية لا تجد حتى نقطة ماء.
وتساءل هذا المواطن المغربي: أي فقر هذا الذي لا تراه يا معالي الوزير؟ هل قمت يوما بزيارة دواوير إقليم بنسليمان؟ هل جلست مع الناس الذين لا يعرفون معنى العطلة لأنهم لم يعرفوا يوما طعم الراحة؟ هل مشيت في طرقاتهم الترابية؟ هل شاركتهم هموم الماء، والدواء، والتعليم، والعمل، والكرامة؟ هل جربت أن تستيقظ صباحا ولا تجد نقطة ماء في بيتك؟ أن تذهب إلى السوق ولا تملك درهما واحدا لشراء حاجيات أبنائك؟ أن ترى ابنك يقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى مدرسة لا تتوفر حتى على مقاعد كافية؟ هل جربت أن تقف في طابور مستشفى لا يجد فيه الطبيب حتى جهازا للفحص؟ هل جربت أن تبحث عن محسِن ليتكفل بمصاريف عملية جراحية لأن دولتك الاجتماعية لا ترى فيك أولوية؟
وواصل المدون حديثه قائلا: “نحن لا نطلب المستحيل. نطلب فقط أن نُعامل كمواطنين، لا كأرقام انتخابية، نطلب الكرامة قبل الوعود، والصدق قبل الشعارات، والعمل قبل الخطابات. لقد أصبح من المأساة أن نرى المسؤولين يتحدثون عن الفقر وكأنه إشاعة، فالفقر ليس مجرد أرقام في تقاريركم السنوية، الفقر يُعاش كل يوم في صمت، في القرى والهوامش و حتى في المدن. لكن رغم كل شيء الفقر ليس مبررا لبيع الكرامة. فمن يبيع كرامته من أجل مئة درهم لا يستحق أن يترافع عليه أو أن تخدم مصالحه، فالشعب الذي ينتخب فاسدين فهو ليس ضحية و انما هو شريك في الجريمة.
ومن بين ما ورد في خطاب السيد الوزير إبرازه أن اللقاء التواصلي مع ساكنة إقليم بنسليمان يندرج في إطار البعد التواصلي، وحرص الحزب على تقديم الحصيلة ومناقشة ما تحقق وما هو قيد الإنجاز، كما استعرض مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش، الذي رسم خارطة طريق واضحة تقوم على تسريع إقلاع الأقاليم، وجعله في صلب السياسات العمومية، بهدف تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية، لبناء مغرب موحد لا مكان فيه لا اليوم ولا غدا لسرعتين.
حضر اللقاء التواصلي عبد الجبار الرشيدي، رئيس المجلس الوطني للحزب، وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، فضلا عن مصطفى حنين، المفتش العام للحزب، وامبارك عفيري النائب البرلماني للحزب بدائرة بنسليمان، وأحمد الحمولي المفتش الإقليمي للحزب ببنسليمان، وكذا رؤساء الجماعات الاستقلالية ومنتخبات ومنتخبي الحزب بالإقليم وعدد من برلمانيي ومفتشي الحزب بالجهة، وحشود هامة من الاسنقلاليين والمتعاطفين مع الحزب من ساكنة الإقليم.
في ختام اللقاء التواصلي، قدم نزار بركة درعا تذكاريا تكريما للفقيد المناضل الاستقلالي الراحل المكي المحجوبي، الرئيس السابق للمجلس الإقليمي لإقليم بنسليمان، اعترافا بمساره النضالي والحزبي الحافل وتفانيه في خدمة قيم ومبادئ حزب الاستقلال.