اخبار دولية

55 سنة على “أيلول الأسود”.. هل منطقة الشرق الأوسط على موعد مع كامب ديفيد 2؟

محمد جرو/ تنوير
عشية الذكرى 55 لما يعرف باندلاع مواجهات بين الأردنيين والفلسطينيين المدعومين من سوريا وغيرها، قالت مصادر صحفية، منها موقع “أكسوس” الأمريكي الذي نقلت “سكاي نيوز” عنه جزئيا، إنه من المقرر عقد اجتماع أمني بين سوريا وإسرائيل في باكو يوم غد. وكشف الموقع نقلا عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل قدمت مقترحا لسوريا بشأن اتفاقية أمنية جديدة. وبحسب تقرير لذات الموقع الأمريكي، لم تردّ سوريا بعد على المقترح الإسرائيلي، الذي قُدّم قبل عدة أسابيع، وتعمل على إعداد مقترح مضاد في الأسابيع الأخيرة.
وفي هذا الصدد، يعتزم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي “رون ديرمر” ووزير الخارجية السوري “أسعد الشيباني” مناقشة المقترح يوم الأربعاء، إلى جانب المبعوث الأمريكي “توم باراك”، الذي يتوسط بين البلدين. سيكون هذا الاجتماع الثلاثي الثالث من نوعه، وذكرت مصادر مطلعة على المحادثات أنها تُظهر تقدما، لكن لا يبدو أن هناك اتفاقا وشيكً.
وبحسب مراقبين ،يستند الاقتراح الإسرائيلي إلى اتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية لعام 1979
المعروفة بكامب ديفيد، التي قسّمت شبه جزيرة سيناء إلى ثلاث مناطق – أ، ب، ج – وحددت ترتيبات أمنية مختلفة ومستويات متفاوتة من نزع السلاح بناءً على بعدها عن الحدود الإسرائيلية. وبحسب “أكسيوس”، فقد طُلب من سوريا الموافقة على منطقة واسعة منزوعة السلاح ومنطقة حظر جوي على أراضيها، دون أي تغيير على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وفقا للاقتراح، ستُقسّم المنطقة الواقعة جنوب غرب دمشق إلى ثلاث مناطق، مع قدرة السوريين على الاحتفاظ بمستويات مختلفة من القوات وأنواع الأسلحة حسب المنطقة. كما يدعو الاقتراح إلى توسيع المنطقة العازلة بمقدار كيلومترين على الجانب السوري.
من جهتها، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر قولها إن سوريا تسرع المحادثات مع إسرائيل، تحت ضغط أمريكي، للتوصل إلى اتفاق أمني تأمل في أن يؤدي إلى استعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في الآونة الأخيرة لكنه لن يرقى إلى مستوى معاهدة سلام شاملة.
ولفتت إلى أن دمشق تحضر لردّ على المقترح الإسرائيلي، ويهدف المقترح السوري إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي استولت عليها في الأشهر القليلة الماضية، وإعادة المنطقة العازلة المتفق عليها في هدنة عام 1974 كما كانت منزوعة السلاح، ووقف ما تقوم به تل أبيب من غارات جوية وتوغلات برية في سوريا.
وذكرت المصادر أن المحادثات لم تتناول وضع هضبة الجولان التي احتلتها الدولة العبرية في حرب عام 1967، بينما أشار مصدر سوري مطلع على موقف دمشق إلى أن هذه المسألة ستُترك “للمستقبل”.
وسط هذا كله، تخيم أحداث “أيلول الأسود” سنة1970 على كل هذه التطورات المتسارعة والمتواترة، و أيلول الأسود هو الصراع الذي نشب في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في المقام الأول بين 16 و27 سبتمبر 1970 مع استمرار بعض الأعمال حتى 17 يوليوز1971،
حيث نمت قوة منظمة التحرير في الأردن، وبحلول عام 1970، بدأت علنا الجماعات المطالبة بالإطاحة بالملكية الهاشمية، مع عملها كدولة داخل الدولة وتجاهل الفدائيون القوانين واللوائح المحلية، وقامت فصائل منظمة التحرير مثل الجبهة الشعبية والكفاح المسلح وفتح الصاعقة بتهميش مؤسسات الدولة الأردنية وأصبحت تستقبل الوفود الأجنبية في المطار بإعتبارهم ممثلي الدولة الأردنية، وعملت نقاط تفتيش وتنظيم المرور في الشوارع، إلى حين محاولة اغتيال الملك حسين مرتين، مما أدى إلى مواجهات عنيفة بينها وبين الجيش الأردني في يونيو 1970؛ الشيء أدى إلى حادث إختطاف الطائرات في ميدان “داوسون” في 10 سبتمبر، التي اختطف فيها فدائيون ثلاث طائرات مدنية وأجبروها على الهبوط في الزرقاء، وأخذوا مواطنين أجانب كرهائن، وقاموا في وقت لاحق بنسف الطائرات أمام الصحافة الدولية. رأى الملك حسين أن هذه هي آخر قشة، وأمر الجيش بالتحرك.
في 17 سبتمبر حاصر الجيش الأردني المدن التي بها وجود لمنظمة التحرير بما في ذلك عمان وإربد وبدأ قصف الفدائيين الذين تمركزوا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات. في اليوم التالي، بدأت قوة من سوريا مع علامات جيش التحرير الفلسطيني يتقدمون صوب إربد التي أعلنها الفدائيون “مدينة محررة”.
في 22 سبتمبر انسحب السوريون بعد شن الجيش الأردني الهجوم الأرضي الذي ألحق خسائر فادحة بسوريا وقاد الضغط المتصاعد الذي قامت به البلدان العربية الملك حسين إلى وقف القتال..
في 13 أكتوبر وقع إتفاق مع عرفات لتنظيم وجود الفدائيين، بيد أن الجيش الأردني هاجم مرة أخرى في يناير 1971 وقام بطرد الفدائيين من المدن الواحدة تلو الأخرى، حتى استسلم 2،000 من الفدائيين تقريبا بعد محاصرتهم في غابة قرب عجلون يوم 17 يوليوز، وكان ذلك إيذانا بانتهاء الصراع.
سمح الأردن للفدائيين بالتوجه إلى لبنان عبر سوريا وبعدها أصبحوا أحد الأطراف المحاربة في الحرب الأهلية اللبنانية، إثر ذلك تأسست “منظمة أيلول الأسود” أثناء النزاع لتنفيذ عمليات انتقامية، وأعلنت المنظمة مسؤوليتها عن إغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في عام 1971، وعملية ميونيخ التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة في عام 1972.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى