أحمد رباص ـ تنوير
اختار موقعو أرضية اليسار الجديد المتجدد ” والرفيقات والرفاق المتبنون لندوتهم المنظمة يوم الأحد تاسع نونبر الجاري هذا العنوان: “النزاع في الصحراء الغربية المغربية في ظل التحولات الجيوسياسية الدولية الراهنة”؛ وذلك لغاية أساسية هو الاستماع لأصوات أخرى..
لهذا وكما قيل في الجلسة الافتتاحية لابد من فتح نقاش موسع، والإفصاح عما يجري.. خاصة وأن المغرب ينتظره رهان ضخم، وهو تطبيق “الحكم الذاتي” في إطار السيادة الوطنية..
كانت الندوة بجلساتها الثلاثة من تنظيم مؤيدي أرضية التيار السياسي داخل الحزب الاشتراكي الموحد، المشار إليه قبل قليل، وقد عرفت ثلاث جلسات متتابعة.
في الافتتاح تم إحياء ذكرى وفاة عبد السلام المودن.ومن المسلم به إن الجهات المعنية مطلعة على كل شيء، هذا ما يفترض، رغم انتقادات وملاحظات قيلت من طرف المتحدثين حول طريقة الترافع وما يتم إهماله وهو لصالح المغرب من خلال حوادث تاريخية ومعاهدات مع دول غربية استمر توقيعها وتطبيقها منذ قرون.
كما طرحت بعض الأراء عما تراه هفوات أو أخطاء تدبيرية في المنطقة، وخاصة ما تم الإدلاء به من طرف المنحدرين من الصحراء حول الأرض وغير ذلك..
شارك في الندوة أحمد الطالبي المسعودي، وهو شخصية عايشت الكثير من الأحداث التي لها علاقة بالمشكلة، وهو مؤلف وناشر كتب ويعتزم إصدار أخرى كما قال.. أعاد إثارة الموضوع المعروف عن الظروف التاريخية التي أدت إلى ظهور البوليزاريو.. وكيف تبنت التنظيم ليبيا ثم الجزائر.. لكنه يختص بتفاصيل يعرفها هو شخصيا.
أما حسناء أبو زيد، فقد استفاضت في إثارة قضايا تاريخية من قبيل سوء تدبير مرحلة ما بعد الاستقلال من قبل مختلف الفرقاء حينذاك وهي ابنة الصحراء (واد نون) ولعائلتها امتداد في الصحراء الغربية المغربية كما أشير لذلك في الندوة. ثم تحدثت عن أزمة اليسار، وتأسفت على وضعه، وترى أنه يمكن أن يساهم في حلحلة المشكل. وختمت مداخلتها، وهي المفوهة المتمكنة من اللغة والإستشهادات، بالوقوف عند أحداث راهنة..
أما المؤرخ عبد الرحيم بردجي فقد ظهر دون مبالغة أنه يجب ضمه لأي فريق تفكير او بحث لوضع البناءات القامة وكذلك الطروحات الضرورية للتفاوض دوليا و إقليميا، فالرجل طاقة هائلة فعلا..
وكان حديث المشاركين الآخرين من خلال محاور أخرى لا يقل أهمية كذلك.
أصبح ضروريا تنظيم مثل هذه الندوات واحتضانها ونشر محتوياتها، لأن في ذلك فوائد كثيرة، حيث لا يكفي فقط الإيمان بعدالة القضية، والركون للسهل وركوب العواطف، بل التمكن من المعلومات الحقيقة واستعمالها للترافع وحتى لتثقيف الشعب. فقد ذكر المحاضر بردجي حوادث تاريخية قلة من يعرفونها.
ومن واجب مختلف منظمات وهيآت المجتمع القيام بتأطير الشعب عن طريق تثقيفه وفتح نقاشات واسعة.. لكن، هل الدولة مستعدة لذلك؟ وهو تساؤل طرح من قبل المشاركين على صيغ مختلفة، من ذلك مثلا كيف سيقع حل للإشكال الدستوري؟ كيف ستكون عليه الإجراءات المنظمة للحكم الذاتي الذي على المغرب اقتراحه وإعادة صياغة ما وضع سنة 2007؟ كيف سيكون حال الحدود مع الجارة الشرقية؟..
———————————
تم الاعتماد في كتابة هذا التقرير على تدوينة الأستاذ مصطفى المودن الذي سافر إلى الرباط خصيصا لحضور أشغال الندوة.