ثلاث ملاحظات:
الأولى : من مفارقات الديموقراطية المغربية، ثلاثة دقائق لبرلمانية الحزب الإشتراكي الموحد لتقديم راي حزب معروف بقوة دفاعه عن الوحدة الترابية،ولنا في مهمة السويد المثال الاوضح، وذلك في الجلسة البرلمانية المشتركة.
الثانية :قارئ مداخلة برلمانية الحزب الإشتراكي الموحد،في الجلسة المشتركة لمجلسي التواب والمستشارين المنعقدة يوم 3-11-2025،
حول تقرير مجلس الأمن 2797 الخاص بملف الصحراء المغربية،سيلاحظ، أن مداخلة البرلمانية نبيلة منيب،هي خارطة طريق وطنية لما بعد القرار الأممي.
الثالثة :المداخلة منطلقه من أسس ومنطلقات ورؤية أطروحة الحزب الإشتراكي ألموحد لمؤتمره الخامس،وذلك لتحديد مهام المغرب مابعد 31اكتوبر2025.
<<باسم الحزب الاشتراكي الموحد، يشرفني أن أتناول الكلمة، و نحن نستقبل ، باهتمام كبير، القرار رقم 2779, الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 31 أكتوبر 2025.>>.
1-خمسون سنة،إذن، مرت بكل نتوئاتها ومنعرجاتها وصعوباتها ،على تلك اللحظة الكبرى ، لحظة المسيرة الخضراء، والتي رفع فيها المغاربة ، بصوت واحد وموحد، شعار “سبتة ومليلية والصحراء مغربية”؛ اللحظة والشعار التي صاغت وعينا الوطني وشكلت الأفق السياسي لجيل، وأنا منه، إذ ارتبط بخط النضال الوطني الديموقراطي الراديكالي،في ظل ما سميناه بظرفية “الهامش الديمقراطي” وصولاَ إلى “دفاعا عن الوحدة الترابية وحقوق المواطنة”وهو شعار المؤتمر الوطني الأول لمنظمة العمل الديموقراطي الشعبي(1985).
توالت السنوات وبقي المغرب بكل قواه صامدا متشلبثا بوحدته الترابية،إلى لحظة القرار الاممي،والذي قالت عنه برلمانية الحزب الإشتراكي ألموحد الدكتورة نبيلة منيب مايلي-<<-ان هذا القرار الهام، يؤسس لمحطة واعدة في مسار إيجاد حل نهائي لملف الصحراء المفتعل، حيث تم الاقرار بأن حل ملف الصحراء الغربية المغربية، سيتم في إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي و في احترام تام للسيادة المغربية. واضعا بذلك حدا لأطروحة تقرير المصير التي كانت تستهدف وحدتنا، منذ مؤامرة ” ايكوفيون” و مخلفات الحرب الباردة، الى العداء و المصالح من قبل من دفع بخلق دويلة جنوب المغرب، تجر خيوطها مجموعة ” الكليبتوكرات” و غيرها من القوى الاستعمارية، التي عرقلة بناء المغرب الكبير و تنميته و تحرره>>.
2-وبالعودة إلى أطروحة الحزب الإشتراكي ألموحد.،نجد أن السياق الدولي، او مايسمى بسمات الوضع العالمي قد أخذ مساحة وافية من التحليل خلاصتىه:إن العالم القديم تهتز أركانه ، وعالم جديد لم تتشكل، وبقوة، طبيعته بعد، وبين العالمين، مرحلة عسيرة ومدمرة٠وكان القرار الأممي في ظل هذه الخلاصة
<<كما أن تمديد مهمة المينورسو لسنة كاملة، و إعادة التأكيد على ضرورة تقديم المغرب لمقترح متكامل ” للحكم الذاتي” بمثابة أرضية للمفاوضات المقبلة و التي حددت أطرافها، يجعلنا أمام ضرورة الاستعداد لربح هذا الشوط الأخير من نضالاتنا على كافة الأصعدة ، لاحقاق حقنا و استكمال وحدتنا الترابية و لم شتات شعبنا و رفض أي مخطط يرمي التفرقة لاضعافنا و الهيمنة على خيراتنا و عرقلة مسيرة الانجازات و الاستثمارات و الوفاء للتضحيات و لدماء الشهداء و تعرقل المصالحة مع الإخوة و الاشقاء. إن هذا الوضع يتطلب>:>.
إن الدعوة إلى ضرورة تجاوز عالم قديم سمته،آنذاك، الظاهرة والمرحلة الإستعمار ية، وحتمية حلول عالم جديد مشرق للبشرية، سمته الأساسية العدالة الدولية؛لكن هناك استدراك ،بالتأكيد على أن القديم، لن يتراجع، بل، سيدخل البشرية إلى مرحلة مخاض عسير ومدمر،في مواجهة العالم الجديد القادم لا محالة.
بلغة الحاضر،إن النظام الدولي الذي أرست أسسه وركائزه نتائج الحرب العالمية الثانية، بمنظومته القيمية وبقوانينه وبمنطق تعامله مع سياسات الهيمنة الجيوسياسية وإخضاع الشعوب.
إن هذا النظام الدولي يقف عاجزا ومشلولاَ أمام مآسي إنسانيةما يؤكد تصميم الثالوث الإعلامي العسكري الرقمي على تعويد البشرية على “اللاقانون واللانظام واللاعدل” والأمثلة هنا واضحة؛
منها:أوجد النظام الدولي مابعد الحرب العالمية الثانية، قاعدة متقدمة وزرعها في قلب الشرق الأوسط،وسماها”إسرائيل” ومكنها من تفوق كبير،وهزيمتها تعني إنهيار سردية النظام الدولي مابعد 1945ولمظلومته، بما فيها انهيار حق الفيتو الحامي للغطرسة والإبادة ؛إن تمكين خمس دول من”حق الفيتو”” وظفه القطب الإعلامي العسكري الرقمي لتعطيل عمل كل مؤسسات مايسمى بالمنتظم الدولي.
3-الوضعية أعلاه، تؤكد من جهة ثانية، ضرورة ولادة عالم جديد، ولأن الولاد ه لم يتبلور بالشكل القوى والواضح،فإن البشرية أمام مرحلة متسمة بصراع مرير ومؤلم، طابعه، حرب تلو حرب؛ وحدها الأوطان والشعوب المنيعة هي القادرة على تجاوز المرحلة..
وهذا هو الدرس العظيم من تاريخ البشرية.
<<-الأخد بعين الاعتبار السياق الدولي والإقليمي البالغ التعقيد و الخطورة: و حيث من ضمن القضايا الدالة على خطورته، حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني المكافح و فرض ” سلم الاستسلام و الغطرسة” و الدوس على القانون الدولي و الإنساني.>>.
4-لما سبق،هناك ضرورة
وملحاحية التعاطي مع المتغيرات الدولية،يسبق الترقب والتخطيط: -<< كما أنه و بالرغم من التغيرات و التوازنات الدولية الجديدة المرتقبة، التي ستخلق لا محالة ميزان قوى جديد، إلا أن التدخل مستمر لزعزعة استقرار العديد من الدول و الاستيلاء على خيراتها من قبل ” المركب المالي الاقتصادي الصناعي العسكري الرقمي” و الذي يزداد غطرسة بعد تحالف قوة السلطة و قوة التكنلوجيا و ايديلوجيتها المستبدة المدمرة.>>
5-ان مهمة تمنيع الوطن المغربي،بلحمة وطنيةقوبة ،و لوطنية متقدمة متجددة وبوجدة ترابية أقوى، تفرض <<لهذا فلا بد من اعتبار التدبير الذي يعرفه ملف الصحراء في الاونة الاخيرة، غير بعيد عن منطق لغة المصالح الجيواستراايجية الضاغطة، و التي تضعنا أمام تحديات كبرى تتطلب منا وعيا متجددا و عملا متواصلا لتمنيع أوطاننا و خفض تكلفة إنهاء الصراع المفتعل، و حيث أن الأوان لتقوية مناعة بلادنا بالديمقراطية و صيانة الحقوق و الحريات، و ربط المسؤولية بالمساءلة للتاسيس لدولة الحق و القانون و المواطنة الكاملة.>>.
6-إن شوط الحسم النهائي لقضية وحدتنا الترابية، تفرض الشراكة الوطنية المجتمعية التامة في التعبئة، من منطلق جدلية الوحدة الوطنية والوحدة الترابية <<-التحلي باليقضة و ضبط التخطيط الاستراتيجي للمرحلة المقبلة، باشراك القوى الفاعلة السياسية و العلمية، و خلق مناخ التعبئة إلى حين التوصل إلى الحل النهاءي الضامن للسيادة المغربية على كامل أراضيه و مياهه و خيراته بالموازات مع فتح آفاق بناء المغرب الكبير.>>.
7–ونستحضر هنا مابعد المسيرة الخضراء الشعبية1975، والذي تمير”بالاجماع الوطني” حول الصحراء المغربية، والذي سمح بهامش سياسي وثقافي وحقوقي ضمن ماسمي “بالمسلس الديموقراطي” بكل شعاراته:نعم، لم يعبر الوطن للديموقرتطية، لكنه خلق تعبئة وطنية لجدلية النضال الوطني والنضال الإجتماعي <<الحفاض على الأمن و السلم الداخلي، و صيانة كرامة المغاربة لتقوية الجبهة الداخلية بدءا بإصدار قانون “العفو العام” و إطلاق سراح كل” شباب جيل زد 212 و كافة المعتقلين السياسيين و على رأسهم شباب الحراك الشعبي بالريف و الصحافيين و المدونين.. و استمرارا بوضع حد للشرخ الاجتماعي و توفير التعليم و التكوين و الصحة و الشغل لشبابنا و وضع مخطط للنهوض بالتعليم و الصحة العموميتين و النجاح كما و كيفا، حيث 3.5 مليون من الشباب و الذين تتراوح اعمارهم ما بين 15 و 34 سنة لا هم يتابعون التعليم و لا التكوين و لا هم يشتغلون>>.
8–إن التذكير بما بعد المسيرة الخضراء، يفترض التأكيد على أنّ ما بعد القرار الأممي، هيظرفية قرارات تقديمية لفتح ورش متطلبات مغرب الغد
،<< المصالحة مع إخواننا الصحراويين، يجب أن تسبقها فرحة إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين و معتقلي الرأي مع وضح حد للمقاربة القمعية و استبدالها بسياسة الاجتهاد في إيجاد الحلول للمطالب المشروعة المطروحة.>>
9-ان تمكين منطقة صحرائنا من الحكم الذاتي، يفتح ورش العدالة الجهوية والمناطقية،وتجارب شعوب أخرى ،تقدم لنا نماذج في تدبير الفوارق الجهوية والمناطقية؛ومن ذلك، فكرة سبق أن بلورها المفكر الإيطالي أنطونيو گرامشي، منذ أزيد من قرن، وهو يتأمل تقدم الشمال الإيطالي، وتأخر جنوبها، وانطلق من هذا الفارق المناطقي للدعوة أولاَ إلى عدالة مناطقية لإيطاليا، والدعوة ثانياَ إلى ضرورة تجاوز عالم قديم سمته،آنذاك، الظاهرة والمرحلة الإستعمار ية، وحتمية حلول عالم جديد مشرق للبشرية، سمته الأساسية العدالة الدولية؛لكنه استدرك،بالتأكيد على أن القديم، لن يتراجع، بل، سيدخل البشرية إلى مرحلة مخاض عسير ومدمر،في مواجهة العالم الجديد القادم لا محالة.
<< إرساء الجهوية الحقيقية باعتبارها ورشا أساسيا يدخل ضمن التفعيل الجيد و المستدام لمقترح الحكم الذاتي، مع إعطاء الأولوية للجهات المهمشة و إطلاق اوراش تطوير البنيات التحتية و فرص الشغل و الاستثمار في الإنسان لتحقيق عدالة اجتماعية و جهوية و مناطقية في إطار من التضامن و التكامل بين الجهات و احترام التوازنات الاجتماعية و البيئية.: مغرب تكافؤ الفرص ، مغرب يسير بنفس السرعة لضمان الكرامة للجميع و جبر الضرر.>> 10-ان وطن الغد يتطلب الإقدام على عقد تعاقد جديد بين الدولة والمجتمع،وهو القطيعة البانية المنتجة مع تجربة المسلسل الديموقراطي، والذي لم يؤهل وطننا للعبور للديموقرتطية
<<ضرورة اقدام الدولة على انفتاح سياسي و تعاقد جديد بين الدولة و المجتمع و التأسيس للديمقراطية بكونها ترجمة الإرادة الشعبية إلى سيادة شعبية، و إطلاق ورش الإصلاحات السياسية و الدستورية التي لم تعد قابلة للتأجيل و استقلال و نزاهة القضاء، و وضع حد للقوانين المكبلة للحريات و المكممة للأفواه و ربط المسؤولية بالمساءلة و بناء مجتمع المعرفة و المواطنة>>.
11-ان المطلوب في وضع اقتصادي، معبر عن “أزمة مركبة”-الإقدام على اختيارات اقتصادية شعبية،تعطي للتعبئة الوطنية رحمها الأقصى -<< وضع حد للريع و الاحتكار و الفساد و استغلال النفوذ و التقدم نحو وضع أسس اقتصاد مزدوج و منتج، ترافقه إصلاح الإدارة و القضاء و المالية و النهوض بمنظومة التربية و التكوين مع ضرورة وضع حد للنهب الممنهج و احداث قطاءع بالنسبة للاختيارات اللا ديمقراطية و اللاشعبية و الانفتاح لا معقلن و هدر الثروات بما فيها الماء و خوصصة المقاولات و المؤسسات العمومية الكبرى، امتثالا لتوجهات المؤسسات المالية و على رأسها صندوق النقد الدولي و الذي يرهن مستقبل البلاد .و يهدد الأمن الاستراتيجي الطاقي و الماءي و الغذاءي و الصحي.>>.
12– ان الفضاء المغاربي والفضاء الإفريقي،فضائان استراتيجيان لوطن الغد بلغة أطروحة المؤتمر الوطني الخامس للحزب الاشتراكي الموحد ،-<< العمل على مواصلة تطوير العلاقات الخارجية و على كل الاصعدة مع دول المغرب الكبير و الدول الافريقية
– الصحراء مغربية و ستبقى مغربية
– و فلسطين عربية و ستبقى عربية
– نبيلة منيب
– برلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد
– الرباط 3 نونبر 2026>>
في الخلاصة العامة:إن خارطة الطريق التي قدمتها برلمانية الحزب الإشتراكي الموحد ،الدكتورة نبيلة منيب،و بمنطلقات أطروحة الحزب،وبعد الإقرار الأممي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، تحذد وتجدد أفق التفكير، ومباشرة حوار وطني،في قضايا من قبيل
تحديد المضمون التجديدي لثقافتنا السياسية الوطنية الحداثية تتطلب
تحديد المضامين التي تعبّر عنها و تحملها و تحيل عليها مقولة الوطنية المتجددة؟
و نطرح الحوار لتبادل الرأي في مواضيع أساسية على رأسها:
أي تعاقد جديد بين الدولة و المجتمع؟
أي سبل لتجديد الوطنية المغربية؟
أي مسار لتمنيع الوطن إنسانا و تراباَ؟٠
إن المأثرة الكبرى لحوار وطني مغربي – مغربي، أنه تتيح وتحفز النخب الثقافية والفكرية والميدانية التي تقول عن نفسها انها ديموقراطية وحداثية ومواطناتية على جعل مستقبل الوطن أم الأولويات والمهام.
الحرية لمعتقلي الحراك الشعبي بالريف وكل المعتقلين السياسيين والصحافيين والمدونين وطي صفحة الإنتهاكات لحقوق الإنسان ومباشرة المصالحة التاريخية مع كل الجهات والمناطق المهمشة بأفق عدالة اجتماعية وجهوية ومناطقية وتجديد مقولة الوطنية المغربية لتصبح حاضنة وجامعة لكل بنات وأبناءالوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه.
#محمد صلحيوي…
عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي ألموحد.