متابعة: تنوير
شرعت اليوم الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT)، إحدى أبرز المركزيات النقابية في المغرب، في تنظيم مؤتمرها الوطني السابع في مركب بوزنيقة أيام 28 و29 و30 نونبر 2025. يأتي المؤتمر، الذي يصادف ذكرى تأسيس النقابة في نونبر 1978، بعد استكمال تحضير الأوراق وانتخاب المؤتمرين وأعضاء المجلس الوطني، ليُعقد تحت شعار “الوفاء لمبادئ التأسيس ومواصلة النضال الديمقراطي والاجتماعي”.
يأتي اختيار هذا الشعار ليترجم رغبة التنظيم النقابي في التمسك بجذوره التاريخية من جهة، واستمرار حضوره النضالي من جهة اخرى، في وقت تتصاعد فيه انتظارات الطبقة العاملة وتتعاظم رهانات العدالة الاجتماعية.
ويكتسي هذا الشعار بعدا خاصا في ظل التحولات العميقة التي يعرفها المشهد الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب، إذ يؤكد حرص الكونفدرالية على الجمع بين الوفاء للمبادئ التأسيسية التي شكلت هويتها النقابية منذ عقود، وبين الالتزام لخوض معارك اجتماعية جديدة تستجيب لاحتياجات العمال وتطورات سوق الشغل، كما يعكس توجها نحو حماية المكتسبات وتعزيز أسس الحوار الاجتماعي ومقاومة كل أشكال التراجع عن الحقوق الشغلية.
عرفت الجلسة الافتتاحية حضور شخصيات نقابية وسياسية وثقافية وحقوقية ووفود نقابية من مختلف القطاعات بالإضافة إلى الاتحادات المحلية والجهوية، وذلك لمناقشة الأوضاع المهنية والاجتماعية للطبفة العاملة وتقييم حصيلة المرحلة السابقة في ضوء الشعار الذي يشكل بوصلة هذه المرحلة التنظيمية، وستخصص جلسات المؤتمر لبلورة رؤية رؤية مستقبلية تجعل من النضال الإجتماعي والديمقراطي خيارا ثابتا ومن الوفاء لمبادئ التأسيس أساسا لأي تجديد تنظيمي مرتقب.
ومن المقرر أن يفرز المؤتمر أجهزة قيادية جديده تحمل على عاتقها مسؤولية تنزيل هذا الشعار في ممارستها اليوميه عبر تعزيز الحضور الميداني للكونفدراليه وتقوية ادوارها الترافعية، وتأمين انتقال تنظيمي يواكب التحديات الجديدة. ومن المرتقب أن يشكل المؤتمر السابع محطة فارقة لتشكيل لإعادة تأكيد الهوية النضالية للكونفدرالية وترسيخ اختياراتها المبدئية التي طالما ميزت مسارها داخل الساحة النقابية بالمغرب، بما يضمن مواصلة العمل من أجل كرامة الشغيلة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
في إطار الاستعداد لهذا المؤتمر الوطني وفي سياقٍ يتسم بتصاعد التوترات الاجتماعية واستمرار السياسات التي تُعتبر مُضرة بالمواطنين، عقدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT) اجتماع مجلسها التنفيذي يوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025، بمقرها بالدار البيضاء. خُصص هذا الاجتماع لاستعراض الوضع العام، ورصد الشؤون النقابية، والتحضير للمؤتمر الوطني السابع المُقرر عقده أيام 28 و29 و30 نوفمبر.
وبعد مناقشات مستفيضة، أكدت اللجنة التنفيذية دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، ودعت أعضاءها إلى تعزيز التعبئة في مواجهة الحرب المستمرة في غزة وضد أي شكل من أشكال التطبيع.
وأدانت المنظمة بشدة عمليات القمع التي استهدفت عدة وقفات احتجاجية للمواطنين ضد تدهور الخدمات الصحية العمومية، معربة في الوقت نفسه عن تضامنها مع ضحايا هذه التدخلات.
كما انتقدت تأخر الحكومة في عقد جلسة الحوار الاجتماعي في سبتمبر، مطالبةً باحترام الالتزامات السابقة وفتح مفاوضات جادة حول وضعية مختلف الفئات المهنية. وترى النقابة أن قانون ميزاينة 2026 يجب أن يتضمن، بشكل قاطع، تدابير لتحسين القدرة الشرائية، وحل القضايا القطاعية العالقة، وتخفيض العبء الضريبي على الموظفين.
كما جدد الاتحاد النقابي معارضته لمشروع القانون المنظم لحق الإضراب، معتبرًا أنه يقيد الحريات النقابية وينتهك المواثيق الدولية. وحذّر من أن أي محاولة للتقييد القانوني لن تمنع استمرار التحركات.
وأخيرا، أدانت النقابة المركزية للشغل عمليات الفصل التعسفي والقمع النقابي التي لوحظت في عدة قطاعات، مع التأكيد على التطبيق الصارم لقانون الشغل والتصريح الإلزامي للموظفين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي واحترام الحقوق الأساسية.
وأمام هذا المناخ المتوتر وحجم السخط الاجتماعي، تدعو الكونفدرالية جميع هياكلها الإقليمية والمحلية إلى تعزيز التعبئة من أجل الدفاع عن مكاسب العمال وحقهم في حياة كريمة.
زر الذهاب إلى الأعلى