شهادة الروخ في حق الممثل سعيد باي في مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي
شهادة الروخ في حق باي:
بمناسبة تكريم الممثل القدير سعيد باي في الدورة التاسعة لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، المنظمة رقميا من 17 إلى 19 دجنبر الجاري، بعث الممثل والمخرج إدريس الروخ إلى إدارة المهرجان بالشهادة المكتوبة التالية:
سعيد باي …كاماراد الأصيل.
بقلم: ادريس الروخ.
التقينا في حضرة المسرح …التقينا في صف الدراسة ذات يوم في مقهى المثلث الأحمر بالرباط …بمعيّة الكبار ..المرحوم محمد البسطاوي والقائد محمد خيي والمجنون محمد الشوبي …التقينا وكأن القدر كان يعبد طريقنا إلى المستقبل …كان رشيقا كما هو وحماسيا كما الآن وصادقا وعفويا ونشيطا ..كان سعيدا وهو يتقدم لاجتياز مباراة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي حاملا حينها أحلامه وأفكاره ومستقبله بداخله…يرغب بشدة في أن يرتمي في حضن المسرح وينتشي بما يتعلمه من مبادئ الفن المسرحي وتقنيات الأداء … من أساتذته.
منذ الوهلة الأولى …منذ قدومه من عين تاوجطات (المدينة التي تسكن روحه وجسده).. منذ ذلك الحين وهو يتربع على قلوب كل من التقاه ولو عن طريق الصدفة.. يحبه الجميع لبساطته ..لحيويته …لموهبته التي جعلت منه نجما …
فارس الخشبة …مبدع الشخصيات الدرامية والكوميدية …يتقمصها وتتقمصه …تحبه ويحبها …يلتقيان في صالات العرض أمام الجماهير التي تصفق له طويلا ..يبدع في رسم ملامحها …ينحتها نحتا في مختبر أحاسيسه..يسخرها لمشيئته صوتا وجسدا ..همسا وصخبا ..شكلا ومضمونا..يسافر معها تحت الكشافات ..فيبهرنا ….ويسحرنا ويأسرنا مثل كل الشخصيات العميقة …يجعلنا مشدودين لقوة أدائه وسخاء عطائه …يبتسم ونبتسم …يحزن ونحزن …إنه الخلوق المعطاء المبدع …سعيد باي …
عندما قمت بإخراج مسرحية “فصيلة على طريق الموت” لالفونسو ساستري ..كان ذلك سنة 1992 ونحن طلبة بالمعهد ..اكتشفت فيه الوفاء والإخلاص وحب العمل ..اكتشفت انه من طينة مختلفة ..لم يكن متصنعا ولا وصوليا ..لم يكن أنانيا …كان عفويا ..
كنت أراه في شخصيات تشيكوف البسيطة ..وفي حوارات إبسن العميقة …وفي حكايات شكري…
كنت أعرف منذ ذلك الزمن أننا سنعيش حكايات في عوالم مختلفة …بين المسرح والسينما والتلفزيون …كنت واثقا من أننا سنركب قطارا يأخذنا معا لوجهة طالما حلمنا بها ونحن فوق الركح نتدرب على مشهد من مسرحية “بلادي مون بيي” أو “الرقصة الأخيرة” أو “الفلوجة”…
سعيد باي …كاماراد…ولد العم …ولد عين تاوجطات …أنت عنوان صريح لفنان مغربي موهوب …فنان أصيل وصادق.
عن إدارة المهرجان: أ.س