“وجوه يومئذ باردة”- قصيدة : عبدالرحيم صابر
وجوه يومئذ
باردة
في هذا الصف
ودقائق معدودة
والساعات من العدم
تآكلت
على الأرض منذ القدم
ونبضات القلب بالكاد لا تستقر
مضرة عند هذا النبض وضاربة في القيم
البوصلة أخذت معها الزمان والمكان
وذاب شكلها في أشعة الشمس ظلالاً
وظلال
والموت تصنع مجدا لكل فرد منا جناحا على الارض من جليد:
الشعور بالحر و البرد
الإحساس بالدوران
الجسد يتقيأ لوحة حمراء بطعم الموت
الحياة شارة زرقاء
تلوح في الأفق
وراء
من بعيد
الروح صلبة خضراء في الكيان
تقاوم هزة الأرض و تصدُّع الجبل بالألم الفظيع
والرأي الأخر
صداه منقسم
أمطرته السما-ء من حديد
في صرخة الملائكة
وقصائد السياب
وعينان بلوريتان بلون الأرض
تشكوان من المرض اللعين
على شط البياضالوريد
وتغو صان في الصمت
في قعر الرمل والحياد
وأنامل فارغة من الإحساس
تشعر بشلل ما في الكتابة على مفاتح اللوح
وعلى مدارالخط المستقيم في الرحيل
كرسي محوري الشكل في التكوين
يعصر القلب والرئة حد الموت شكلا في التقويم المنسي على الحيطان
ويضمه وضعية المومياء الخالدة
والرأس الثقيل الثمل بالذكريات
غرقا
يجتر الحبر يابسا عن الحب
والثورة والقبلات
يقابل مكتبا حقيرا
خشبيا قديم
رسخ على جدار بيت
هش يتيم
والأقلام تحنط الأحلام
وكتب على الرف تعاني من الغبار
وأخرى ناعمة على السطح تستحق العناية
وهي تداعب شكا لعين
أيقظته خيانة ما
صادقة النظرة في اليقين
وألوان الرسم
تفقد اللمسة والحنين
……
عبد الرحيم صابر
18غشت 2020