خاطرة:الوان صاخبة لعبداللطيف صردي
الوان صا خبة
لما كنت مدرسا.تعجبني كل تعابير التشكيل من الوان صاخبة وزوايا تكسوها العتمات ومنعرجات سائبة.ودوائر تذكرني بتلك التي تنشأ وانا اطوح بحجارة في برك اسنة. ونقط التلاشي .ونقط الضوء والظلال. والغيوم تحث سيرها شمالا .تظهر أشباح سريالية. ارى فيها ذلك المفتش القاسي التقاسيم ومحفظته المتورمة ومعطفه الأسود الطويل.يبغضني لاني في نظره ذلك التيس الامرد .يختم تقاريره التي تصف حجرة الدرس البئيسة.استاذ هادئ جدا.ربما كان يغبطني على سكينتي التي تراكمت عندي او لذي لاني اقمت دهرا بجوار مقبرة لالة مباركة.فاقتسمت معها ذلك السكون.لا يخرجني عن شرودي الا نباح كلب او اتان تمر على مريرة يمتطيها فلاح بئيس .ويخط المتعلمون مأدن ايلة للسقوط تغص بطائر البجع او الخطاف الذي يحمي عشه في الاعالي.لكن للرياح العاتية في الخريف لغة مخاتلة ومقاتلة تكتسح قش التبن.لكن طائر الدوري كان أكثر حكمة حينما يؤنسنا تارة ويزعجنا تارة اخرى في سقف الفصل.لكننا لا نعيره اهتماما لشغبه في حصة الرسم.وكان قرص الشمس يبزغ كخبز الفلاحات المجدات ثم يستوي فوق الفصول المركبة حتى يمنحها نصيبها من الدفء التي افتقدته في ليل الفرعية الحالك .ثم يتهادى ذلك القرص حتى يعود برتقاليا بعد انصراف الصبية.وارهف السمع لرياح ومذياع في حجم كف اليد.
عبداللطيف صردي