ثورةشعب السودان من أجل #الدولة المدنية والسيادة الوطنية#
في الوقت الذي يستمر فيه الشعب السوداني في شق طريقة بثبات وإصرار بهدف التحرر من قبضة العسكر المستبد وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، ومع قرب انتصار الجماهير الثائرة بقيادة تحالف قوى الحرية والتغيير على الاستبداد بالسودان الشقيق، تأتي تصريحات مضللة تلو أخرى وزيارات وفود القوى الدولية النيوليبرالية للسودان لإنقاذ الطغمة العسكرية بقيادة البرهان من السقوط والانهيار أو لإطاله عمر النظام العسكري المرفوض شعبيا لغاية إنضاج الظروف المواتية للتذخل.
لم يكن الهدف من تدخل القوى النيوليبرالية استثباب الامن والاستقرار وحماية المواطنين من بطش العسكر وحماية المسار الديمقراطي بالسودان، بل بالتأكيد هدفها هو إذكاء المزيد من الحروب وخلق النزاعات وإدامة الفتن واستنزاف نضالات الشعوب وكسر شوكتها وزرع الإحباط واليأس من إمكانية التغيير الديمقراطي و لخدمة أطماعها الاستعمارية الجديدة القديمة ومصالحها المتمثلة في المتاجرة في الأسلحة ونهب ثروات الطبيعية للشعب السوداني وغيره من الشعوب المقاومة.
لم تنل #مجزرة17يناير2022 والضحايا التي سببها عنف العسكر والمتمثلة في استشهاد سبع مواطنين وجرح العشرات، واقتحام البيوت من طرف ملثمين والاختطافات ومسلسل التعذيب، لم تنل من العزيمة القوية للشعب السوداني، بل تضاعفت موجات الغضب الشعبي وتنوعت أشكال المقاومة الشعبية، المرتوية بدماء #74شهيد وما يناهز #2000_جريح منذ اندلاع الانقلاب على الثورة السلمية للجماهير السودانية، تنوعت واتسعت بانخراط مختلف المهنيين الديبلوماسيين والاطباء والجنود المتقاعدين ومشايخ الطرق الصوفية الخ، كما اتسعت رقعة المساندين للثورة السودانية لتصل شمال دارفور …، ولقد قوبل عنف العسكر بإعلان قوى الحرية والتغيير الاضراب السياسي والعصيان المدني وتتريس الشوارع لحماية المتظاهرين من بطش العسكر وأزلامه.
بعد فشل القوى الامبريالية في تثبيث اتفاق البرهان وحمدوك الذي رعته #مصروالاماراتوإسرائيل، وبهدف إيقاف المد الثوري، شرعت قوى “الطاعون” والكيان الصهيوني ووكلائهما الاقليميين من دول الجوار في إطلاق تصريحات مضللة وتنظيم زيارات غير بريئة تدعو للعودة للحوار ولخارطة الطريق التي رسمتها الوثيقة الدستورية وتم الدفع بهيئة الامم المتحدة للتدخل في شؤون الشعب السوداني البطل لإيجاد مخرج مشرف للنظام العسكري السوداني الذي كاد ينهار بفضل وحدة وعزيمة قوى الحرية والتغيير وصمود وتضحيات بنات وأبناء السودان.
ومع يقظةالشعب السوداني، لاقى هذا التوجه الاستعماري الجديد رفضا شعبيا كبيرا، حيث اندلعت احتجاجات بربوع السودان وامام مقر الامم المتحدة في الخرطوم للمطالبة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان واحترام سيادة الدولة السودانية وشعبها.
فأي دور للقوى السياسية الممانعة في شمال إفريقيا خصوصا والعالم عموما في دعم المسار النضالي السلمي للحراك السوداني العظيم والتضامن مع شعب السودان؟
إن تدخل قوى التحالف الاستعماري الامريكي والغربي والصهيوني في الشؤون الداخلية للسودان وسيادته الوطنية يستدعي من كل قوى التحرر الاعلان العاجل عن انحيازحا ودعمها السياسي والاعلامي لشعب السودان الشقيق حتى تحقيق الأهداف الديمقراطية للثورة وفضح وإجهاض النوايا الحقيقية للقوى النيوليبرالية الاستعمارية، والمطالبة ب #محاكمة_المجرمين المتورطين في قتل المواطنين السودانيين.
العلمي الحروني
تمارة، في 27 يناير 2022