أخبار وطنية

محمد الغلوسي:معركة مكافحة الفساد والرشوة ليست نزهة فوق باخرة فخمة في أعالي البحار إنها معركة شاقة وصعبة

نحن في الجمعية المغربية لحماية المال العام لما نتقدم بشكايات ذات صلة بالفساد والرشوة ونهب المال العام معززة بوثائق وحجج الى الجهات القضائية المختصة فإننا لانقوم بذلك من باب اعتماد منطق “الفضيحة” او الرغبة في التشهير بالأفراد والأشخاص وتصفية حسابات ضيقة أو من أجل توظيف تلك الشكايات للإبتزاز وترهيب المعنيين بتلك الشكايات ،إننا نقوم بذلك إيمانًا منا بدور السلطة القضائية في مكافحة الفساد والرشوة ونهب المال العام وبدور القضاء في تخليق الحياة العامة وتجسيد ربط المسوؤلية بالمحاسبة كقاعدة دستورية على ارض الواقع ،فمعركتنا هي ضد الفساد ونهب المال العام وليست ضد الأشخاص
نحن حريصون كل الحرص على ان تكون الشكايات التي نتبناها في الجمعية مؤسسة على حجج صلبة وقرائن قانونية تسعف في فتح بحث قضائي جاد ، ولهذا فإننا لانساير الإدعاءات والإشاعات التي تقال هنا وهناك والقيل والقال من أجل تقديم شكايات كيدية ،إن رأسمالنا هو مصداقيتنا وإستقلاليتنا ،رأسمال نعتز به ونتشبث به في القيام بدورنا الحقوقي والوطني في مكافحة الفساد وتخليق الحياة العامة بكل شجاعة وموضوعية ودون أي تطرف أو مزايدة الى جانب كل الإرادات الصادقة والفاعلين من مختلف المواقع ،وهي معركة ليست هينة كما قد يبدو للبعض من الخارج ،والذي يتوهم اننا نقوم بذلك بحثا عن شهرة مزيفة او غرور وأنانية زائدة فهو إما حاقد وتحركه الضغينة او جاهل بالمجال ،فمواجهة الفساد وفضح مظاهره ومواجهة المفسدين ولصوص المال العام حقل ملغوم ومحفوف بمخاطر متعددة :ولي قال “العصيدة باردة يدير يديه ” فإنتاج الكلام والنميمة والحلقية وتوزيع الإتهامات الرخيصة ومغادرة الميدان والتخلي عن الإنخراط في المعارك اليومية والحيوية للمجتمع ،والتفرغ لإستهداف الناس أمر سهل ومريح ،وهو عمل مخرب بإمتياز يلتقي موضوعيا مع أهداف ومخططات رموز الفساد ولصوص المال العام
إن معركة مكافحة الفساد والرشوة ليست نزهة فوق باخرة فخمة في أعالي البحار إنها معركة شاقة وصعبة تتطلب جهدا متعبا ومضاعفا ،إبداع وإجتهاد وفهم عميق للواقع الموضوعي دون أي تنطع ،جهد يجعلك تشعر بإستنزاف حقيقي لقواك الذهنية والبدنية ويضيق مجال تحركك وانت تحت المجهر دوما وحريتك محروسة إلى أبعد الحدود ، ومناضلي ومناضلات الجمعية يعيشون هذه الحقيقة ويدركون مغزاها الحقيقي
محمد الغلوسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى