ثقافة و فن

فيدادوك 2022: مريم بكير تفتتح العروض الخاصة بفيلمها “أمهات”.

إلى جانب عروض المسابقة الرسمية، منذ اليوم الثاني من أيام المهرجان، انطلقت أول حصة من حصص فقرة “العروض الخاصة” بالدورة 13 للمهرجان الدولي للشريط الوثائقي (FIDADOC) بأكادير، ليلة الثلاثاء 14 يونيو الجاري بقاعة إبراهيم راضي بالقصر البلدي، بفيلم “أمهات” (2020) للمخرجة المغربية مريم بكير.

ومعلوم أن هذا الفيلم المصور بعاصمة سوس يتمحور موضوعه حول الأمهات العازبات ومعاناتهن داخل مجتمع لايزال قانونه الجنائي (المادة 49) يدينهن بالسجن وكأنهن المسؤولات وحدهن عن حملهن الذي لا يمكن اعتباره نتيجة اغتصاب وإنما هو ثمرة علاقة جنسية رضائية يتحمل تبعاتها الرجل والمرأة معا.

فمن خلال مؤسسة أم البنين بأكادير، برئاسة الجمعوية المناضلة محجوبة إدبوش، التي تستقبل عينات من الأمهات العازبات وتآزرهن نفسيا وطبيا واجتماعيا وقانونيا وتحاول التوسط بينهن وبين أفراد عائلتهن (الأب والأم أساسا)، يسعى الفيلم إلي التحسيس بضرورة إعادة النظر في البند 49 من القانون الجنائي المغربي وإلى تغيير العقليات داخل مجتمعنا الذكوري المحافظ الذي ينظر إلى المرأة بشكل عام نظرة دونية وينبذ ويدين بشكل خاص الأم العازبة معتبرا إياها بمثابة عاهرة أو مفسدة تستحق السجن.

لقد نجحت مخرجة الفيلم في تسليط الأضواء على جانب من معاناة هذه الفئة المظلومة من النساء المغربيات، من خلال الغوص في حياتهن اليومية والتعريف بمساراتهن المختلفة منذ وصولهن إلى الجمعية وحتى ولادة أطفالهن وأحيانا حتى مرحلة تحقيق المصالحة مع أسرهن، مثمنة المجهودات التي تقوم بها السيدة محجوبة ومساعداتها عبر جمعية “أم البنين” التي تستقبل النساء الحوامل غير المتزوجات وتوفر لهن الحماية اللازمة.

بعد عرض هذا الفيلم، الذي استغرقت مدته ساعة كاملة، فتح نقاش مثمر وغني بين  مخرجته والجمهور الغفير الذي حج لمشاهدته، نشطه باقتدار المدير الفني للمهرجان ومندوبه العام المخرج هشام فلاح وتم أثناءه الحديث عن دواعي وظروف وغايات إنتاج الفيلم والدور الذي يمكن للسينما أن تلعبه لتغيير بعض العقليات والتحسيس ببعض الظواهر الاجتماعية وكيفية التعاطي معها بشكل عقلاني لتفادي العديد من المشاكل التي قد تعوق التنمية الشمولية للمجتمع حاضرا ومستقبلا.

تجدر الإشارة إلى أن مريم بكير، عضوة لجنة تحكيم مسابقة الدورة 13 للمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير من 12 إلى 17 يونيو 2022، مخرجة ومؤلفة مغربية- فرنسية من مواليد باريس داخل أسرة مغربية أصلها من منطقة سوس. بعد إتمام دراستها بالمعهد الحر للسينما الفرنسية بباريس، ثم اجتيازها لدورة تدريبية في التصوير الفوتوغرافي بالولايات المتحدة الأمريكية، واكتسابها لخبرة مهنية في التلفزيون في جزر الهند الغربية (Antilles)، أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة من بينها فيلم “سامية” من بطولة نزهة رحيل التي فازت عن دورها فيه بجائزة التشخيص إناثا بالمهرجان الوطني للفيلم سنة 1998 بالدار البيضاء. كما أخرجت أول أفلامها الروائية الطويلة “أكادير بومباي”، الذي أحرزت بطلته الممثلة نفيسة بنشهيدة على جائزة أفضل ممثلة بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2011، وصورت أول أفلامها الوثائقية الطويلة “أمهات” سنة 2019.

 

من أكادير: أحمد سيجلماسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى