بايدن في إسرائيل لتشكيل تحالف عسكري لمواجهة إيران… من سيشارك؟

وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل في مستهل جولة تشمل أيضا السعودية. إيران وتشكيل تحالف عسكري للتصدي لها على رأس موضوعات البحث.
في ظل تعثر المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي والتهديدات الأمريكية بزيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على إيران، تراقب طهران بحذر جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط. ولا يخفي الإيرانيون قلقهم من ضغوط جديدة تنبثق عن الزيارة وتساهم في تفاقم الأزمات الاقتصادية. فيما لخص الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أهداف زيارة بايدن للمنطقة بالعمل على تثبيت أركان إسرائيل من خلال تطبيع علاقاتها مع بعض الأنظمة الإقليمية.
خطوة “استفزازية” قد تهدد الأمن، بهذه العبارات وصفت وزارة الخارجية الايرانية طرح الولايات المتحدة تعزيز التعاون بين حلفائها الاقليميين في مجال الدفاع الجوي.
ويأتي الموقف الإيراني ردا على إعلان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الخميس أن زيارة بايدن الأسبوع المقبل، سيتخللها نقاش مسألة “تعزيز التعاون الإقليمي ولا سيما في مجال الدفاع الجوي” بين حلفاء واشنطن في مواجهة طهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان ليل السبت إن “طرح هذه المسألة استفزازي والجمهورية الإسلامية الإيرانية تنظر إلى هذه التصريحات من منظور التهديدات ضد الأمن القومي والإقليمي”.
وأضاف: “إن محاولة ايجاد مخاوف أمنية جديدة في المنطقة لن تؤدي سوى إلى إضعاف الأمن الاقليمي المشترك وتأمين المصالح الأمنية للكيان الصهيوني”، في إشارة لإسرائيل.
ومن المقرر أن يزور بايدن إسرائيل والضفة الغربية المحتلة من 13 إلى 15 تموز/يوليو، على أن يتوجه بعدها إلى جدة في رحلة مباشرة تعتبر سابقة بين الدولة العبرية والسعودية اللتين لا تربط بينهما علاقات رسمية.
وأكد كيربي أنه خلال زيارة البلدين الحليفين للولايات المتحدة، سيناقش بايدن “تعزيز التعاون الإقليمي، ولا سيما في مجال الدفاع الجوي”.
وأضاف: “نُواصل العمل على أُطر وقدرات دفاع جوي متكاملة في كل أنحاء هذه المنطقة” بسبب “مخاوف تتعلق بإيران وقدراتها المتزايدة والمتنامية (في مجال) الصواريخ البالستية، ناهيك عن دعمها المستمر للإرهاب في أنحاء المنطقة”.
وتابع “نحن نتحدث في شكل ثنائي مع دول المنطقة بشأن قدرات الدفاع الجوي ونستكشف فكرة دمج هذه القدرات” في إطار مشترك لتوفير “تغطية (جوية) أكثر فاعلية للتعامل مع التهديد الإيراني المتزايد”.
وحذر كنعاني من أن “دخول الأجانب في أي عملية إقليمية لا يوفر الأمن والاستقرار، بل هو بحد ذاته السبب الرئيسي في خلق التوتر والانقسام الإقليمي”، معتبرا أن “توفير أرضية لزيادة وجود ودور أمريكاا في آليات الأمن الإقليمي لن يؤدي إلا إلى انعدام الأمن وعدم الاستقرار وانتشار الإرهاب على المستوى الإقليمي”.
خصوم إقليميون
وتعد إسرائيل العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية، وتعارض جهود إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين القوى الكبرى وطهران، وانسحبت منه واشنطن أحاديا في 2018.
واتهمت إيران الدولة العبرية بالوقوف خلف هجمات وعمليات تخريب طالت منشآت نووية وعسكرية في الجمهورية الإسلامية، واغتيال عدد من علمائها لا سيما في المجال النووي.
في المقابل، تعد السعودية وإيران أبرز خصمين إقليميين في الخليج. وتبدي الرياض، كما عواصم عربية أخرى، توجسا من البرنامج النووي لإيران، إضافة إلى قدراتها العسكرية والصاروخية، وتتهمها بـ”التدخل” في دول عربية والنزاعات في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في مطلع العام 2016، إلا أن البلدين عقدا اعتبارا من نيسان/أبريل 2021، مباحثات في بغداد برعاية عراقية سعيا لتحسين العلاقات بينهما.
فرانس24/ رويترز