اخبار جهوية

الكابلاج.. فرصة عمل بفاتورة إنسانية

هي شركات متخصصة في تصنيع الأسلاك المستخدمة في تركيب السيارات والحافلات  الكابلاج وهو” المصطلح الأكثر انتشارا”
الاشتغال بهذه الشركات يتم عن طريق التسجيل في الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل ودعم الكفاءات المعروفة إختصارا ب أنابيك
ويشترط في ذلك شهادة البكالوريا أو أي مستوى دراسي مرفق بدبلوم حرفي للحلاقة أو الفصالة أو الخياطة، ويوجد عقد عمل يربط الطرفين لمدة سنتين قابلتين لتجديد.( نعرض عليكم اليوم بعض الحالات  :سميرة ، سناء و نادية  ).
سميرة : “شابة تحكي عن تجربة خاضتها في شركة ل”الكابلاج” دامت أكثر من ثلاث سنوات، إذ قالت لتنوير إن معاناة العمال والعاملات تتجلى في المعاملة الدونية و الاحتقار،الضغط النفسي والاهانة، وكأنك لاشيء، السب والشتم أمام زملاء العمل بعبارات نابية قد تصل إلى قذف الأبوين في حالة عدم استيفاء الهدف الغير محدد أصلا، العقاب بالاستبعاد والوقوف طيلة الليل أو النهار دون فعل أي شيء في حالة صدور أي مشكل في العمل يستفزونك لكي تترجاهم ،ناهيك عن التهديد بالطرد التعسفي لترهيب العمال الآخريين، إيصال جميع معلومات الفريق حتى الشخصية منها إلى المشرف من قبل المتملقين “العْطَايَة”، إضافة إلى الوقوف طيلة مدة المناوبة ،وهي وضعية تفرضها طبيعة العمل التسلسلي.

أتذكر يوما أنه كان يوجد مشكل في المرحلة التي أعمل فيها لا دخل لي به، كان للمجموعة التي عملت قبلي ،لأن نظام العمل بالشركة متواصل على مدار 24 ساعة وذلك عن طريق أفواج العمال والعاملات ،فبالرغم من ذلك لم يدعونني لأتكلم أو أدافع عن نفسي، فهم يبحثون فقط عن شخص للومه، أما بالنسبة لمن يرغب في تحسين منصبه داخل الشركة ماعليه سوى الخضوع لنزوات المسؤولين، وإلا سيبقى على حاله حتى وإن قضى عمره كاملا في”الكابلاج”، وفيما يخص وقت الاستراحة فحدث ولاحرج تصورو معي 20 دقيقة فقط لتناول الطعام وقضاء الحاجة وأداء فريضة الصلاة في حالة إذا أصبت بإسهال مفاجئ لايمكنك الذهاب إلى المرحاض لأن مرات الذهاب محسوبة، أما عند حلول وقت صلاة الفريضة يمنع عليك الذهاب لصلاة.
أما سناء :وهي الطالبة التي ماتزال تتابع دراستها الجامعية بكلية الآداب و العلوم إلانسانية في جامعة عين الشق ، فقد قالت ضمن حديثها لجريدة تنوير الإلكترونية أنها تعرضت لسوء المعاملة بدءا من موظفي الاستقبال.
أماعند دخول الشركة فيفرض عليك المشرفين وبشكل إجباري أن تبدأ العمل قبل حلول الوقت المسموح به ،فمثلا إذا وصلت ل الشركة مع 05:45 صباحا فيفرضون عليك البدأ حينها رغم أن وقت عملك القانوني يبدأ مع 06:00 صباحا ،إضافة إلى أنه من هب ودب يحاول فرض نفسه عليك من خلال إصدار عبارات إستفزازية ك”أنت لا تريد أن تشتغل، أنت تريد تضييع الوقت فقط، إذا لم تكن تريد العمل يمكنك المغادرة أو تقديم إستقالتك.”
أتذكر موقفا لازال لحد الآن عالقا بدهني ،أنه تم منعي من الذهاب لقضاء حاجتي معتذرين بأنني سرعان ماعدت من الاستراحة أتذكر أنني وقتها بكيت بكاء حارقا.
نادية :تحكي كنت في “بوسط” صعب مع ذلك لم أقل لا .تقبلت ذلك و عملت مدة 8 أشهر خلال تلك المدة أصبت بألم شديد في كتفي الأيسر ،ورغم ذلك تحملت الألم وواصلت العمل بل ووضحت لهم مسألة كتفي، لكنهم لم يعيرو كلامي أي إهتمام مرت الشهور أحسست بأن الآلم يتضاعف ،وفي يوم من الأيام دون سابق إنذار، لاحظت أن كتفي المصاب تكتل فيه شحم، مما دفعني إلى فتح ملف المناقشة مرة أخرى مع مشرفي العمل مطالبة منهم إستبدالي من ذلك “البوسط” فقابلوني بالرفض مبررين ذلك بأن “البوسط” الذي طلبته خاص بالحوامل ،ومن الواجب علي إثبات صحة ما أدعي، عاينت الطبيب وقد وضح لي أن سبب الشحم في كتفي راجع إلى العمل الشاق الذي أقوم به ومع ذلك لم يقتنعوا بكلامي مطالبين مني أن أزور طبيبة العمل، أتذكر أنها قالت بكل برودة أن مشكلتي الصحية مشكلة عادية و أستطيع مزاولة العمل.
وقد تقبلت تلك الممارسات في حقي إلا ان الألم إزداد وبشدة، ثم راجعت دكتوري مرة أخرى، وهو الذي أكد لي وجوب إجراء عملية في أقرب وقت، عدت عند مشرفي في العمل مرة آخرى، وفي ذلك الحين قالو عبارتهم المعتادة “يمكنك القيام بالعملية والرجوع بعد الشفاء لممارسة عملك بشكل طبيعي” في تلك الأثناء قررت مع نفسي مغادرة العمل بشكل نهائي، وقد أدركت من خلال تجربتي المريرة أن الإنسان لايساوي عندهم مثقال ذرة ، وها أنا ذا أعاني من إنفصال عضلي لم أجد له علاج إلى يومنا هذا تضيف دون أن تزيد حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم.
تنوير.م\هدى سعد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى