حوارات

الخبير التربوي عبدالرزاق بن شريج (3):*دخول جامعي بطعم التراجع عن المكتسبات

س= تعيش الجامعة المغربية حالة من الشد والجدب بين نقابة لتعليم العالي والاساتذة الجامعيين من جهة ووزير التعليم العالي من جهة ثانية، كيف تنظرون للوضع؟

ج= وضع المنظومة التربوية بصفة عامة لا يطمئن، وفي نفس الوقت لا يختلف عن الوضع العام بكافة مؤسسات وقطاعات الدولة، ولنكون دقيقين فبالرجوع للوثائق الرسمية لنقابة التعليم العالي وخاصة البلاغ المشترك بين الوزارة والمكتب الوطني للنقابة بتاريخ 20 أبريل 2020، واللقاء بين المكتب الوطني والوزير يوم الجمعة 26 غشت 2022 في الدورة الثانية من اجتماعه المفتوح منذ 10 غشت 2022. الذي تطرق لنقط أساسية هيإخراج المرسوم المتعلق بتغيير الإطار من إطار “أستاذ مؤهل” إلى إطار “أستاذ التعليم العالي” بما يتيح إمكانية الحصول على شهادة الدكتوراه بالنسبة للأساتذة المؤهلين الحاصلين على دبلوم الدراسات العليا أو ما يعادله وإخراج المرسوم المتعلق برفع الاستثناء عن الأساتذة الباحثين حملة الدكتوراه الفرنسية في أقرب الآجال، وعرض مشروع المرسوم المتعلق بالنظام الأساسي الجديد لهيئة الأساتذة الباحثين على مسطرة المصادقة، وإعداد النصوص التنظيمية المواكبة للنظام الأساسي من طرف اللجنة المشتركة بين النقابة والوزارة، لكن لحد الساعة لم يخرج أي شيء للعلن مما تم الاتفاق عليه، ولم يرشح أي شيء عن اجتماع اللجنة الإدارية للنقابة المجتمعة يوم الأحد 28 غشت 2022، باستثناء الاتفاق على انتظار مخرجات الاجتماع  الثلاثي الذي سينعقد بين رئاسة الحكومة ووزارة التعليم العالي ووزارة المالية يوم الأربعاء 07 شتنبر 2022 من أجل النظر في مشروع النظام الأساسي الخاص بالأساتذة الباحثين، والمخرجات المذكورة ستقدمها الوزارة الوصية  للمكتب الوطني لنقابة التعليم العالي في اجتماع  مرتقب بعد 07 شتنبر 2022، كما تجدر الإشارة أن هناك فئة الجامعات وفئة مؤسسات تكوين الأطر العليا،التي تعيش مشاكل أكثر تعقيدا مما هو عليه الوضع بالنسبة لفئة الجامعات.

 

س= كيف سيكون الموسم الجامعي في ظل ما يحدث؟

ج= بناء على ما جاء في الجواب أعلاهفطبول الحرب بين الأساتذة الجامعيين والوزارةتدق طبول انطلاق المعركة مع بداية الدخول المدرسي، لاعتبارات عديدة أهمها تراجع عبد اللطيف الميراويعن العديد من النقط المتفق عليها مع سلفه سعيد أمزازي، لكن هذا يعتبر فقط الجانب الظاهر من الأزمة، أما عمق المشكل فيكمن في كون كل إصلاحات الجامعة المغربية منذ الاستقلال كانت اختزالية وسطحية،ولم تَنْفذ للبنية الشاملة بكل أبعادها ودلالاتها وامتداداتهاالمجالية والزمنية، وبالتالي ستبقى الأزمات والتوترات والتشنجات مستمرة ما لمتربط بأزمة ومتطلبات نظام التربيةوالتكوين ومتطلبات النظام المجتمعي العام السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

* من حوار عبد الرزاق بن شريج في جريدة العلم اليوم 2022/9/7 اجرى الحوار المربي والصحافي المقتدر المحجوب أديوش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى