رياضة

رحال لحسيني :النصر لأسود الاطلس.. لقيم التحدي والجمال الإنساني!

تقترب ساعة مباراة نصف النهاية الثانية لكأس العالم لكرة القدم (قطر 2022) بين منتخبي المغرب وفرنسا، وتنتظرها الجماهير الرياضية وكل الجماهير والشعوب التي تفاعلت بشغف وانبهار ساطع مع هذا النجاح المبهج للمنتخب المغربي، وبحماس منقطع النظير.

كل هذا الفرح المستحق، والقيم والقناعات الإجتماعية (والرسائل السياسية) المقتنصة من غفوة أزمنة الهزيمة والبؤس والإستغلال والأنانية المفرطة والإنتهازية المشينة والجشع البشع المتواصل، التي حملتها هذه الطفرة الرياضية الاستثنائية غير المتوقعة في تفاصيل حدوثها، على الأقل، والتي زاد من وهجها الإنسياب الانساني الطيب لشباب وطاقم المنتخب، والانطلاقات القيمية المميزة التي وحدت الجموع وأعلت رايات الطموح والتحدي والأمل في القدرة على أن يكون للإنسان المغربي العربي الأمازيغي الأفريقي مساحة للانفلات من قيوده الذاتية والموضوعية المتراكمة، النفسية والواقعية الناتجة عن عطب الحضارة التي تأبى المضي قدما في زمن الإحباطات المزمنة..

كل هذا الفرح الجماعي، يقوم بعض منتهزي السياقات (المفرحة والحزينة والإنتصارات والأزمات أيضا) بدء من صغار أصحاب المقاهي، ومقتنصي فرص التذاكر والأسفار والمهام والمواقع والصفحات والمسؤوليات، والإعلام الموجه لنسف الفكرة وقلب الحقيقة الطارئة بنسب مجهودات هذا الفريق الموشح بالأمل والتلقائية إلى غير حيثياته وأهله، مرورا بمفبركي الأغاني غير الصادقة، إلى دعاة الوطنية المزيفة والغيرة على الهوية والإنتماء الجغرافي واللغوي والعقائدي الذين يعدون العدة لشحن الصدور في اتجاه تضاد حضاري منغلق ومظاهر عنصرية مقيتة… وغيرهم.

كل من جانبه، يحمل معول هدمه الواعي أو “البريئ” لكبح جماح هذا البهاء الرياضي والإنساني والاستشراف المحلق في سماء الحلم المحتمل والممكن جدا.

بعض البؤس ينتشي بالإساءة دوما، لكنه حتما يندحر، أمام الكثير من الطيبة و التمني والإصرار..
النصر حليف “أسود الأطلس” ولقيم الثقة والعزيمة والإنتصار والجمال الإنساني البديع التي نحثها هؤلاء “الأطفال الطيبين” في وجدان الوطن (الجغرافي والشاسع) الممتد في شرايين العالم أجمع!

رحال لحسيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى