وجهة نظر

سعيد عمارة :”ليس كل ما نحلم به أو نتمناه يتحقق” ماذا لو لم يكن والدي غنيا؟؟؟

صحيح لم يكن كذلك لم يكن سوى فقير متغطرس أناني ولم يوفر لي سوى تعليم عمومي لا يرقى إلى تعليم أبناء الأغنياء و الميسورين الذين سيحالفهم الحظ مستقبلا لإستكمال دراستهم بالخارج (أكرانيا،كندا،فرنسا،أمريكا…)،ولن يعودوا إلى المغرب حتى يتحصلوا على شواهد عليا تفوق تكويننا و شواهدنا الفقيرة و التي لا تجرأ على منافسة شواهد أبناء لفشوش في أي مباراة مع العلم أن المباريات الوظيفية أصبحت تفصل تحث الطلب من أجل الظفر بها مسبقا لتكريس تقافة توريث المناصب و الوظائف بوطننا الحبيب و في المقابل تفقير الفقير و توريثه الفقر و القهر و البؤس و البطالة.
ليس بالجديد علينا أن نسمع أن إبن الوزير أو إبن المحامي أو القاضي أو العميد أو رئيس الحكومة قد وظف أبنائه أو أحد أفراد عائلته أو حاشيته و معارفه في إطار تبادل المعروف و الجميل بين الكبار تحث شعار : (مرة عندي مرة عندك)،غير آبهين بالمواطن الفقير البسيط الذي يُنظر إليه إلا أيام الإنتخابات باعتباره صوتا يوصل إلى أموال الشعب التي تعتبر المسلك السهل نحو الإغتناء السريع على حساب الطبقة المنكوبة .
لم يكن والدي رجل علم ولا رجل سلطة ولا رجل سياسة حكم عليه المجتمع بأن يكون رجل أمي يكافح و يكابد من أجل لقمة عيشه و دفعته غريزته الجنسية بأن ينجب أطفالا منهم من سيتعلم و منهم من لم يحالفه الحظ و حتى من تعلم لن يحالفه الحظ مستقبلا عندما سيتقدم إلى وظيفة عمومية سينافسه فيها أبناء من يتحكمون في زمام الأمور وسيقصى ككل مرة حتى يصل السن غير المسموح به للترشح لأي مباراة فيرضى بأمر الواقع و يسجن نفسه خادما تحث رحمة من ورثوا الغنى و المناصب قانعا بما يقدموه من فتات نظير خدماته التي سيقدمها كعامل أو فلاح في غياب تام للقوانين و الحقوق المعمول بها في قانون الشغل،أما إن حالفه الحظ و حصل على شهادة الباكالوريا في الأبواب أمامه موصدة و محكمة الإقفال إلا في صفوف الجيش أو الأمن أو الدرك أو القوات المساعدة الوظائف التي لا ينظر إليها الأغنياء أو أبنائهم فيكرسوا بذلك مقولة الوطنية للفقراء حراس المعبد و خيرات الوطن للأغنياء و أبنائهم.

وادي زم -سعيد عمارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى