ذ.محمد صلحيوي-ظرفية2011-2022: الأعطاب الفكرية في لوحة اليسار المغربي…(7)
إن الرابط النظري الذي يجمع الأسئلة الستة (أسئلة الأرضية التأطيرية للمائدة المستديرة)، هو:إن الدمقرطة والمواطنة والوطنية والمصالحة التاريخية والتعاقد والعدالة الاجتماعية والمناطقية: فلسفة(تصور ومعتاد فكري ووعي جماعي) وآليات،بتغييب الأولى تفقد الثانية معناها وجدواها،لذلك كانت الفكرة المقصود إيصالها:منطق وماهية الربط بين الخطاب الديموقراطي والممارسة الميدانية،أي منطق الفعل الميداني.
“الإندماجيون العدديون” مثلاَ،وهم (التيارات المنحدرة من الحركة الإتحادية) داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي سابقا؛ يقولون ويرفعون شعار “الوحدة الإندماجية” لتعديل ميزان القوى المختل،لكن البارز في إستراتيجيتهم أنهم يريدون التوحيد بدون مشروع فكري، وحدتهم سلسلة محطات(مؤتمرات) لتدوير المسؤوليات والبرنامج جاهز على الدوام:النضال الجماهيري والإنتقال الديمقراطي والإصلاحات الدستورية والسياسية والاجتماعية. الإجتهاد الفكري داخل اليسار مرفوض، فليس في الإمكان أبدع مما كان.
مسيرتهم ليست فيها مراجعات ولا منعرجات ولا محطات فكرية. تغيير العقليةفي مفهومهم مرفوض ومرذول، ولا يمكن أن يدخل في تركيبة جدلية راديكالية.
بالمنطق الفكري،حمولة ظرفية 2011-2022،تؤكد أن من بين كل الاختيارات المطروحة في الساحة الوطنية، سيظل الاختيار النضالي الشعبي السلمي الحضاري هو الاختيار التاريخي الصحيح. وإقول اختيارا تاريخيا لأنه أكبرمن تكتيك يطبق على زمن سياسي قصير(الزمن السياسي المباشر) ،وأكبر من إستراتيجية تشمل مرحلة-ثقافيةقتصادية اجتماعية سياسية-بل
معطى يطرح متطلبات الزمن الطويل،أي الزمن الثقافي،بعبارة أخرى إختيار يطرح الخروج من الثقافة المكرسة خلال الزمن الطويل الماضي وبكل إستبطاناته الإقصائية ،والتأسيس لزمن طويل مستقبلي.
فبعد الذي رأيناه من التجارب الوطنية الفاشلة، وبعد الذي لازلنا نعاني منه من عجز وعطالة وقصور ذاتي في مجتمعنا المغربي الحاضر،وبعد الذي شهدناه- أيضا- في بعض التجارب ،أصبحت القناعة القطعية والثابتة، بأن لا حل لكافة هذه المعضلات، ولا دمقرطة حقيقيةولا أمل في الوحدة اليسارية، إلا بالطريق الشعبي وبحركته الإجتماعية.