وجهة نظر

ذ.محمد صلحيوي -ظرفية 2011-2022: الأعطاب الفكرية في لوحة اليسار المغربي.(11).

أشرت في معرض حديثي عن العقلية المركزية ،إلى أن وعي هذه العقلية يشكل العطب الذي لازم الحركة الوطنية وسليلاتها.ومن هنا تأتي أهمية إعمال العقل النقدي للأسس الفكريةوالثقافية التي تشتغل بها هذه العقلية المركزية،وتعرية طبيعتها كأدلجة للتردد والتكبيل.
يدرك الجميع أن الشعب المغربي شعب مقاوم، تلك المقاومة التي إنطلقت منذ بداية التغلغل الإستعمار، ولعل المثال الاوضح والأقوى والجذري،كانت تلك الثورة الوطنية(الحركة الوطنية الأولى بتعبير الأنتربولوجي عبد الله حمودي)والتي خاضها المغاربة بمنطقة الريف،بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي،وتلتها مقاومة جيش التحرير؛وخاض الشعب المغربي نضاله السياسي والاجتماعي قبيل الإستقلال وبعده،وإلى اليوم، لكن، بإيديولوجية محافظة لدى قواه الحزبية،بوعي منهاأو باستبطانه.
ولعل المتغير الهام الذي حدث خلال  ظرفية 2011-2022  هو أن الحراك الشعبي المغربي وبمختلف دينامياته،  كشف المحافظةكتيار ثقافي داخل القوى المصنفة معارضة،إذ إنتقلت أغلب تيارات هذا القوى -وبوجود “إشراقة” -إلى مواقع سياسية مناوئة لتطور الحركة الإجتماعية،بعد ما كان طيف من هذه القوى المسماة وطنية وتقدمية،ولمرحلة، يخوض نضالا، إلى حد ما، لتحقيق الإصلاح الديموقراطي، بينما  واصلت أطراف يسارية عدميتها السياسية، وبين هذين الحدين القصويين تطور وببطء وعي ديمقراطي يساري مناقض فكرياَ،وفي نفس الآن،للنزعة الاقتصادوية  وللنزعة الإيديولوجية الكلاسيكية الطبقوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى