ذ.محمد صلحيوي -ظرفية 2011-2022: الأعطاب الفكرية في لوحة اليسار المغربي.(12).
بالتأكيد كانت 2002- 2022،وضمنها مرحلة 2007-2021، مرحلة مضنية وقاسية، إذفرضت تأمل “المعنى” من قولنا: “الأحزاب الوطنية والتقدمية واليسارية المغربية”، والذي قاد إلى الخلاصة والقناعة التالية:إذا دفعنا منطق تفكير أغلب مناضلي ومناضلات التعددية المغربية، بمافيها الحساسيات الأكثر راديكالية،إلى حدوده القصوى، ستجد حزب الإستقلال،بكل عناده الفكري وزعاماته التاريخية، ساكن/ظاكنة مخيلتهم/ن وممارساتهم/ن.ونصل في المحصلة الجوهرية التالية:إن الإختلاف داخل التعددية المغربية في الدرجة السياسية، وليس في الطبيعة الفكرية والتصور آتية.
المهمة الكبرى إذن هي إحداث القطيعة الفكرية البانيةمع هذا المخيال الأحادي ومع أساس الممارسة الناتجة عنه.
هناك مؤشرات حقيقية في هذا الإتجاه، لكنها محتاجة لإرادة قوية للمفكرين والمثقفين لتحويلها إلى رؤية فاعلة.
والمطلوب ترجمة الإرادة الفردية الحاملة لتلك “الإشراقة”إلى رؤيةجماعية،والدعوة القويةللوضوح المفاهيمي والإصطلاحي والمقولاتي وبالقطيعة مع مفاهيم التعويم والغموض والتردد.
“لا للوصاية والتعالي على النضال الشعبي السلمي الحضاري،ونعم لتبنيه والتعلم من دينامياته لصياغة مستقبل الوطن المتجدد”٠
جاء الوضوح في صيغة منظومة شارحة:
1-لاتفكر بمنطق الأقواس(فتح القوس وإغلاق القوس) في وصف سلوك الدولة،
بل،باستراتيجية النضال الشعبي الديموقراطي السلمي الحضاري، كاختيار لمواجهة إختيار الطبقة السائدة.
2-تبنى مضمون العدالة الإجتماعية والجهوية والمناطقية وتجاوز للمطلحات المضببة خصوصاً مفهوم “المجالية” الملتبس.
3-الإنفتاح السياسي التأسيسي لتكريس التعدد والإختلاف داخل الحقلين السياسي والإجتماعي،(لا نناشد ونتوسل بشعار الإنفراج أوالإنفجار ).
4- لا ندعو إلى مجرد إصلاحات ترقيعية من موقع الإعتدال.والدعوة لتعاقد جديد وشامل ومن موقع يساري،بين الدولة والمجتمع،يحدد وطن الغد.
5- الدعوة لإحداث القطائع مع الماضي،وبنقد وقراءة راديكالية لتجربة الحركة الوطنية و التقدمية واليسارية المغربية.
6- النضال من إجل حرية معتقلي الحراك الشعبي بالريف وكل المعتقلين السياسيين والصحافيين والمدونين،وفتح ورش المصالحة التاريخية الحقيقية مع الريف ومع كل الجهات المهمشة.
7-حزب يساري شعبي وليس شعب اليسار الوهمي.
8-تغيير أسس الممارسة السياسية وليس إنتاج خطاب جذاب يدغدغ المشاعر ولا ينتج فعلاَ سياسيا تغييرياَ.
فداخل المجتمع يصنع مستقبل الوطن، محركه القوي هو الحراك الشعبي كما يقول المؤرخ إبراهيم ياسين وإشعاعه مختلف الديناميات. ولسنا أمام ظرفيةعابرة.