وجهة نظر

حصاد فيسبوكيات أحمد رباص

١) تعليقي على صديق شاركنا على الفيسبوك صورة فنجان قهوة وكوب ماء على سطح مائدة صقيل ولامع: كان يمكن لنكهة فنجان القهوة هذا أن تكون ادبية لو كتب لنا صاحبها سطرا او سطرين عما صاحب رشفاتها المتتالية من افكار ومشاعر على شكل تأملات او خواطر سانحة بالخاطر او بززا..
٢) أحيانا، عندما أريد نقل مقال منشور في موقع إلكتروني إلى فيسبوك، مثلا، تتم العملية بنشر الرابط على الصفحة دون صورة. وبما أن الأمر يتعلق بخلل تقني يصعب علي علاجه، ألتجئ إلى عملية تعديل المنشور لأضيف الصورة، فتظهر الأخيرة يتصدرها رابط يؤدي بك طرا بعد نقرة بسيطة إلى المضمون. هذا ما قمت به في المرة ما قبل الأخيرة مع مقال لي نشرته مؤخرا جريدة “اتنوير” بعنوان “Le téléphone arabe”. لكن أحد المتتبعين الكرام كان له من حيث الشكل رأي عبر عنه في تعليق هذا تصه:
“اقترح أن تضع الموضوع مباشرة كبوست أو منشور دون وضع الرابط فقط أو تضع الرابط كدلالة على مصدر الموضوع المنشور فيه، نتمنى أن تحقق لنا هذا الطلب لتتم الاستفادة من قراءته دون الحاجة إلى الدخول إلى الرابط.”
وكتبت بدوري أرد عليه بجواب لم يقرأه في حينه أقول له فيه: “يكفي أن تضع اصبعك على صدارة الرابط الزرقاء لتكون مباشرة أمام المضمون المضاء في جميع الأحوال. ويكفينا شر الأتعاب التي نحن بفضل جود وطيبوبة التكنولوجيا في غنى عنها..
وأظن أنك لا تجهل كيف أن “دفشة” أصبع خفيفة فوق الصورة من شأنها أن تنزل الرابط إلى الأسفل مكتسيا لونا أزرق بينما تصعد الصورة إلى الأعلى.
تحياتي.”
٣) مؤسف.. في ترتيب قامت به اليونسكو للدول العربية بناء على مؤشر معرفة القراءة والكتابة عند من يتحاوز سنهم 15 سنة احتل المغرب المرتبة الأخيرة قبل الصومال.
٤) اعتقد أن المعلم، من الابتدائي إلى الجامعي، لا يجلس في أيام تقاعده مع لاعبي الورق والضامة إذا كان من المتمرسين على القراءة.. بهذه الممارسة يمكن له أن يبدع ويبهر القراء ويتألق وهو متفرغ لها في حل من صداع الرأس ديال الخدمة..
٥) تبدأ تدوينة قصيرة منشورة على صفحة “فلسفة الغياب” الفيسبوكية هكذا:
“عندما يصاب المدخن بسرطان الرئة فإنه يشعر بتأنيب الضمير”.
لكن، في نظري، المدخن إذا أصيب بسرطان الرئة لا يؤنب ضميره، بل يشعر بأنه جنى على نفسه، وأما تأنيب الضمير فيشعر به من أساء إلى غيره وأذنب في حقه..
٦) في هذه الأثناء (ستدس سبتمبر) ، تتحدث كل الفضائيات الإخبارية عن زيارة بلينكن لكييف وتأكيده على استمرار بلاده في تزويد أوكرانيا بالسلاح، وبالأمس فقط سمعنا ناطقا باسم الخارجية الأمريكية يتوعد كوريا الشمالية بالويل والتبور إذا قبلت إمداد روسيا بالسلاح. حلال علينا وحرام عليكم! يا له من منطق!!
٧) وعلاش ما تقدرش توظف المهارات والذكاءات والموارد وكل ما تعلمته في مواكبة الأحداث من يوم لآخر بكفاية وتبين على أن قدرتك على التفلسف والتنظير فيه وحوله تستوعب كل الهوايات والمجالات وتظهر بذلك قمينا بالحكمة وتختلف عن المتفلسفة القابعين في أبراجهم العاجية كطه عبد الرحمن؟؟
٨) إلى أدمين إحدى ألصفحات النقابية على الفيسبوك:
طلبت منكم أن تنشروا على صفحتكم الرابط المتضمن لبيانكم فما كان منك إلا إحالتي على نصه المنشور في موقع “تعليم.اورغ” وكأن لا علم لي بذلك.
من موقفك هذا استنتج :
١- غرابته، لأن كل الهيئات السياسية والنقابية والمدنية ترحب بإخضاع بياناتها وبلاغاتها لقراءة صحافية وتعبر عن شكرها وامتنانها؛
٢- انطلاقك من نزعة منغلقة ظاهرة من خلال رفضك لظهور اسم وعلامة منبر إعلامي متميز على صفحتكم الفيسبوكية؛
٣- تبخيسك لمجهود بذل لتقديم البيان على شكل مقال صحافي؛
٣- تثبيطك عزيمة الصحافيين ودفعهم لإهمال بياناتكم وبلاغاتكم والاستنكاف عن الترويج لها إعلاميا وصحافيا؛؛؛
إلخ…
٩) اقعد مع القاعدين واصمت مع الصامتين
فلن تنال من عزيمتنا يا أخسر الخاسرين
أمثالك نعرفهم كما نعرف أولادنا أجمعين
ولست في نظرنا إلا واحدا من العدميين
١٠) لا خوف على المخضرمين إذا حدث انقطاع الخط كما ينذرنا به عبدة طوطم البومة الكهنة الجدد المأجورون من طرف سدنة المليار الذهبي الجهنمي.
١١) تصوروا قاربا أحد جانبيه نظيف بينما الآخر متسخ.إذا لم يتم الاعتناء بالجانب الملوث ينتقل ركابه إلى الجانب النظيف فينقلب القارب ويغرق بمن فيه.
١٢؟) الغياب سهل والحضور صعب كذلك الهدم وكذلك البناء تفسير ذلك أن الغياب والهدم كلفتهما شبه منعدمة بينما مقابلاهما البناء والحضور غاليان.
١٣) مقال “الأمة الجاهلة ضد الفلسفة” لصديقي عزيز الحدادي كلماته كتموجات ماء زلال يصدر عنه خرير عذب ويجري عبر جدول تحت أشعة الشمس بين مروج مزدانه بالأزهار البرية.. ورغم عمر نص المقال المقدر بست سنوات تأبى راهنيته الهشاشة لأنه صيغ بمفاهيم هي مفاتيح لفهم واقع مرير لم يرتفع بعد..
١٤) يبدو معنى عبارة “علاقات رضائية” منخورا بدودة الذكورية إذ ترسخ في أذهاننا أن الجنس اللطيف إذا رضي فعلى الجنس الخشن الهجوم فورا..
١٥) هل من العدالة أن تتم معاقبة العاجز عن الدفع وكأنه ممتنع عنه؟ أليس فاقد الشيء لا يعطيه؟ وهل يجوز اقتطاع المبلغ عسفا من حرية المعدم؟
١٦) قال سقراط: “ليس لدي أي اهتمام بما يهتم به معظم الناس: المسائل المالية، إدارة الممتلكات، المناصب الاستراتيجية، نجاحات التحدث أمام الجمهور، القضاء، الائتلافات، الوظائف السياسية. لم أتبع هذه الطريق […]، بل هذه الطريق التي سأحقق بها، لكل واحد منكم على وجه الخصوص، أعظم فائدة من خلال محاولة إقناعه بأن يهتم أقل بما له مما يكونه، حتى يجعل من نفسه متميزا ومعقولا قدر الإمكان.”
١٧) طريقة تسيير الدولة المغربية لشؤون التربية والتعليم تطغى عليها البيروقراطية والتحكم كثيرا. مثلا، يتم استعمال الموارد البشرية اعتمادا على شهادات ودبلومات ومواصفات دون النظر إلى الكفايات والمهارات. وهكذا يتم وضع التافهين على رأس النبهاء والنوابغ..ولهذا يقع إهمال واقعة بديهية وهي أن الوزارة بقدها وقديدها تكون في خدمة المدرس لأنه هو المحور التي تدور عليها رحى التعليم. ولكن، ما نعاينه على أرض الواقع مخالف لذلك إلى حد المفارقة..
١٨) يقول فاصل على قناة الحدث السعودية: الأحداث لا تهدأ. منطقيا، هذه العبارة كاذبة؛ لأن الحدث إذا توقف أو هدأ نكون عندئذ أمام لاحدث، أمام سكون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى