“ طوفان القدس “ او ملحمة خلخلة ميزان القوى لفائدة المقاومة الفلسطينية .

ذ.عبد الرحيم جدي
قبل استعراض معالم الاداء العسكري الذي دشن منعطف التحول في ميزان القوى العسكري لفاءدة المقاومة الفلسطنية …من خلال عملية طوفان القدس .. اريد تذكير من يدرفون دموع التماسيح على الشعب الفلسطيني بدعوى ان الكفاح المسلح لن يجلب له الا المزيد من الدمار والحصار .. تذكيرهم ان الحكومات الاسرائلية بمختلف تلويناتها ومنذ اتفاقات اسلو على الاقل .. تصر وبعناد على رفض كل حل سياسي يفضي الى تمكين الشعب الفلسطيني من تاسيس دولته المستقلة ..بل وتتفنن في ممارسة كل اشكال العقاب الجماعي ضده سواء من خلال هدم البيوت فوق رؤوس اصحابها ..او الحصار والتجويع ناهيك عن القتل اليومي للفلسطينين بدون محاكمة ..والعمل حثيثا على وضع اليد على المسجد الاقصى وتوسيع المستوطنات …طبعا مع مباركة العم سام الذي نقل عاصمته الى القدس مع اطلاق قاطرة التطبيع الاجباري للتغطية الشاملة على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
.. لم يبق للفلسطينيين من خيار للبقاء الا المواجهة المسلحة سواء بالضفة الغربية او قطاع الغزة .ويمكن ان نستنتج بكل موضوعية ان الغطرسة الصهيونية في التعاطي مع الفلسطينيبن ساهمت بنسبة وافرة في احياء روحهم الفداءيةً ..بمن فيهم من كان يمني نفسه بالسلام مقابل الارض.
بالرغم من ان عملية سيف القدس خلال سنة ٢٠٢١ وحدت الفلسطينيين على امتداد الرقعة الفلسطينية ضد الاحتلال وبمنهج المقاومة الا ان الاحتلال المصاب بعمى لاشرعية الوجود استنتج من الحدث ان عليه الاسراع بتهويد كل فلسطين مع المزيد من حصار وتجويع قطاع غزة..هكذا اصبح الكفاح المسلح ..بمختلف اشكاله ..هو الامكان الوحيد المتاح للفلسطينيين للتعبير عن حقهم في الوجود.
مثلت عملية “طوفان القدس”
خيارا جريءا ومدروسا بعنايةلانتزاع المبادرة العسكرية من الاحتلال ..استغلت بذكاء انغماس الوية جيشه في تصفية الفداءيين بالضفة الغربية ..و خططت في سرية تامة هتكت سمعة مخابراته..واخترقت المستوطنات المحيطة بغلاف غزة ، في يوم السابع من اكتوبر تيمنا بذكرى اختراق الجيش المصري لخط برليف .. كان الصيد ثمينا وفاق كل الانتظارات ..لاول في تاريخ الصراع مع العدو تؤتي عملية هكذا عدد من الاسرى والقتلى والمصابين ..
ما هي النتائج المنظورة ،سياسيا وعسكريا لهذا الحدث التاريخي ؟
لعل ابرز تداعياته ..هي نهاية نتنياهو ومعه اليمين المتطرف انتخابيا /سياسيا ..وكعادته سيختم هذه النهاية بالعمل على تدمير كل غزة ..على ما يتضح من قراره ان جيش الاحتلال في حرب ولا يحتاج للرجوع الى الحكومة ..
نصرة مقاومي غزة عسكريا لن تاتي عمليا الا من جبهتين : الاولى والمهمة من جنوب لبنان والمعركة الان امتحان حقيقي لشعار حزب الله حول وحدةًالساحات ومحور المقاومة ..صحيح انه اطلق قداءف ضد الاحتلال بمزارع شبعا .. كما اطلق بعض مقاومي الجهاد الاسلامي صوريخ من ذات الجنوب الا ان جنون الصهاينة لا تردعه مثل هذه المناوشات الخجولة ..
اما الجبهة الثانية فالامل فيها معقود على ان يحول ماءة الف عسكري فلسطيني برام الله بنادقهم الى العدو الحقيقي .. امين .؛