وجهة نظر

الحلقة العاشرة… *نيشان إلى المؤتمر الوطني الخامس.. شعار المؤتمر : “نضالنا اليساري من أجل الشعب و الوطن والديموقراطية”.

رددناخلال ثمانينات القرن الماضي،شعار:”من عهد الخطابي لعهد حمامة،،نستلهم المثال،، ياجيل أنوال،، نزيل بالقتامة،، ونزرع الأمل..” عكس ذلك الشعار/النشيد،جماع سردية وطنية حاضنة للوطن، كل الوطن، ماضيه وحاضره؛ كان ذلك الشعار بنفس ثلاثية جريدة أنوال:” الخبز الوطن والديموقراطية”؛ سار النهر الانوالي في مساره الطويل،حمل معه بذور الوطنية المتجددة، والمصالحة التاريخية الحقيقية مع الريف ومع كل الجهات المهمشة،والعدالة الاجتماعية والجهوية والمناطقية،و مبدأ التعاقد الحضاري الجديد بين الدولة والمجتمع،ومرجعية يسارية بديلة؛وترك في طريقه عوامل التكلس الفكري والسياسي؛جاء الشباب الفبرايري،وشباب الحراك الشعبي الحضاري السلمي ليعطي للنهر الانوالي زخماَ وقوة ووضوح الرؤية،وكان التخليد المعبر والحامل لدلالات تطور نوعي حقيقي.
فجاءثالوث:
الشعب والوطن والديموقراطية..
-الشعب:خرج حزبنا من مقولة”شعب اليسار الطبقوية،وتبنى” مركزية الحركة الإجتماعية”بكل حمولتها النضالية،وفي قلبها تجاوز الثقافة السياسية المهيمنة المكبلة لتقدم الشعب المغربي.
-الوطن:من جهة، تجديد الوحدة الوطنية لتصبح حاضنة وجامعة لكل بنات وأبناءالوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه ،ومن جهة ثانية الوحدة الترابية جنوباَ وشمالا.
-الديموقراطية:فلسفة وآليات لدولة الحق و القانون، دولة العدالة الاجتماعيةوالجهوية والمناطقية.
لقدحصل،وبالنتيجة، إجماع داخل الحزب على أن المؤتمر الوطني الخامس ،محطة مفصلية،ستحددبقراراته، ماإذاكنت إجتهادانه ستأخذ طريقهاإلى الشعب والوطن، أم أنها ستجهض؟ففي الفكر والسياسة لا شيئ محصن، خصوصاً من العوامل الذاتية للحزب.
فاجتهاد الحزب الوطنية غير مسبوق منذ أزيد قرن.
أقول،بذلت مجهوداَت حقيقيةلإثارة انتباه مجموعة من الرفاق إلى الفكرة التالية:يصعب في وضعنا الحزبي الإجتهادي والتجديدي الحالي،الإقدام على تقديم أرضية مقابلة لأرضية السيادة الشعبية،  لاعتبارين:فكري وسياسي،مادام الحزب قد بلور أطروحة تنحو منحى القطيعة مع الماضي التجريب والتكرارية.
وأقول ثانية،وبثقةتامة، إن تجربة الحزب الإشتراكي ألموحد ، خلال تجربته النضالية بين مؤتمريه، الرابع والخامس(ولا علاقة للحديث هنامع مضامين الثقرير الأدبي الذي سيناقشه المؤتمر) ،هي، أقوى تجربة في تاريخ مسيرة منظومة الأحزاب الوطنية والتقدمية واليسارية المغربيةمنذ عقود وأجيال؛هذه الخلاصة الدامغة لاسبيل لدحضها بأي شكل من الأشكال.
لكن السؤال هنا هو:هي أقوى بأي معنى؟
بالتأكيد،لايتعلق الأمر بقرارات سياسية تاريخية، إنفرد الحزب الإشتراكي ألموحد بالإقدام على اتخاذها، فهناك من يحاجج بقرارات سياسية في تاريخ الأحزاب الوطنية والتقدمية واليسارية المغربية،مع العلم أن الحزب الإشتراكي ألموحد إتخذ في التجربة المعنية  قرارات سياسية وبقوة تاريخية.
والأكثر توكيداَ،أن الحزب الإشتراكي ألموحد لم”يقد تأطيراَوتوجيها” معركة إجتماعية كبرى، كما يحفظ التاريخ السياسي هذا الدور لبعض القوى،مع العلم، أنه-الحزب الإشتراكي ألموحد ومن خلال أحد مكوناته قبل اندماج2002-كان في أجوائها وسياقها٠
إن قوة وفرادة تجربة الحزب الإشتراكي ألموحد خلال تجربته الحالية، ومن خلال منجزه الذي تقدم”تقدمه أرضية” السيادة الشعبية “الحالية، والذي تبلورت مؤشراته واقعياَ من التجربة السابقة(2012 -2017 )،تكمن-التجربة- من حيث الشكل والجواهر،في انتباهه المبكر وتبنيه القوى لمنطلق:الرؤية اليسارية “الكامنة”في المخاض الذي يعتمل في أعماق حركة المجتمع المغربي، ما أهل الحزب لإنتاج مقولات ومفاهيمي وأطروحة عاكسة وشارحة لهذا الوعي.
إن ذلك الوعي،مكن الحزب،من المواجهة والمطارخة الجذرية لثالوث ماضي الوطن، وفي صلبه عطب”تكرارية” تجربة القوى القائلة بالتغيير وسقوطها في الشرعية التاريخية الإنتقائية المعيقة والمحافظة ثقافياَ،وحاضر الوطن بكل متغيّراته الفكرية وبكل إستبطاناته، ومستقبل الوطن بكل متطلباته.
في رحاب هذه الرجة الإجتهادية، أعيد طرح مفاهيم الوحدة الحزب الاغلبية والأقلية، والقيادة الحزبية، وفي صلبها دور الفاعل القيادي بسؤال :إنحياز لأطروحة أم ديمومة مراعاة التوازنات الداخلية التنظيمية؟.
إن واقع تجربة الحزب الإشتراكي ألموحد،من خلال تجربته الحالية، يؤكد تلازم الإجتهاد الفكري والثمن والتكلفة التي يجب تقبلها إدارتها.
#محمد صلحيوي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى