التفاؤل هو… ما تزرعه في الحقل تحصده في البيدر/ أحمد الخمسي
في قلب الاوضاع 54 بقلم أحمد الخمسي
في السجن، خلال خريف 1976، ونحن في إضراب لا محدود عن الطعام لليوم 17، وبما أن المعتقلين السياسيين تحت مراقبة الإدارة العامة للسجون، مع إجراءات العزل، حتى لا يستمر التنسيق في خطوات التنظيم والتعبئة، وقد تمّ الحرمان من الفسحة، ومن الزيارة. هدف إدارة السجون من ذلك، إضعاف معنويات المضربين، وقطع مسالك التنسيق بين المجموعات المعزولة عن بعضها= رفاق في عين بورجة، ومجموعتان في اغبيلة. مجموعة 26، قيادات التنظيمين (23 مارس وإلى الأمام)، ومجموعة 79.
من المثقفين المؤثرين اليوم في الساحة الثقافية، من وجدوا في مجموعة 79، يتذكرون، ويعلمون لماذا اختارت إدارة السجون من مجموعة 26 القيادية اثنين= الراحل جبيهة رحال البيضاوي و”الروخو” الطنجاوي، ومن مجموعة 79 اختارت ثمانية، ليكون عدد المفاوضين عشرة من سجن اغبيلة، كان كاتب هذه السطور واحد من بين العشرة المفاوضين. والإدارة تعلم جيّدا، من خلال متابعة تصرفات الإعداد ومكانة الاحترام بين المعتقلين، لذلك اختارت من سوف تكون تمثيليتهم جدّية وفعلية ولها صدى المصداقية لدى من يتفاوضون باسهم. واسم جبيهة رحال كافٍ برهانا على مدلول ما أقول. فالظرفية السياسية كانت الدفاع عن القضية الوطنية دبلوماسيا وسياسيا والانتخابات المحلية كانت قيد الاعداد.
بينما استمرت السلطة في تصرف الانتقام من اليسار ومعتقلي اليسار السبعيني، وذلك عبر حراسة نظرية لا تنتهي، فكان شعار الإضراب= السراح أو المحاكمة. لذلك لم يكن التفاوض حول المطلب قضية دردشة.
ولأن التنظيم هو روح آلة لتحويل الإرادة الى القدرة، فقد بقي “المورس” عبر الحائط “خطا “هاتفيا بين المضربين في كل مجموعة. وبقي دور المناضلين المؤازرة والتراص صفا واحدا، كما هي عادة الذين لا يتحدثون كثيرا، لأن تقاليد التنظيم السري علمتهم الاقتصاد في الكلام، حتى لا يعثر النظام على علامات التنظيم من خلال الثرثرة الخاوية. فالسياسة ليست لعب عيال، كانت عملا علنيا أو سريّا. فالصورة عن اليساري هي ما يلخص التصرف السياسي لليساري.
من أجل استباق تنكيل ادارة السجون بالمضربين، ثم الإعداد المسبق لساعات ولحظات انتقام الإدارة من المضربين. ولأن المعنويات تلعب دورا حيويا خلال الإضراب نفسه، فصناعة المعنويات عمل يومي في السرّاء قبل الضرّاء.
فلا عنف لغوي مع بعضنا، ولا استهتار عبر التنكيت، ولا استخفاف بتفاوت التقدير أو عند اهتزاز معنويات البعض. فالقوي يسند الضعيف، بالإنصات أولا، والتفهّم ثانيا، والتعاقد على الموقف الموحد ثالثا، والابتعاد عن “البطولات” الوهمية رابعا، وتذكر الشعب في ظروفه الصعبة اليومية، نموذجا للصبر وتجديد صلابة الموقف خامسا، وبالمعاملة السلسلة مع موظفي إدارة السجون باعتبارهم مواطنين مغاربة فلا رعونة في الحديث ولا حقد في المعاملة، بحيث لمسوا أن وضعيتنا كمناضلين معارضين معتقلين لا يعني أننا ضد الأشخاص، بل من أجل قضايا عادلة تجيب عن آمال الشعب ومطالبه، وهم ونحن من الشعب سادسا، وهذه العوامل مجتمعة تضفي لدينا في كل أوقات المحن، ليس فقط التقبل التلقائي لضرائب مواقفنا النضالية، بل تجعلنا مجرد تلاميذ متابعين لطريق من ضحوا قبلنا من أجل استعادة الاستقلال الوطني ثم ناضلوا من أجل ملء حياتنا السياسية الوطنية بمضامين الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية وسؤدد المغرب، حاضره ندا مساويا لأحسن ما عاشه المغاربة من قبل مرفوعي الرأس بين الأمم والدول. وقد تساوى في التضحية من نجد اسمهما في شارعين متوازيين في الرباط= محمد الخامس وعلال بن عبد الله. من رأس الدولة إلى عمق الشعب.
تلك هي الروح اليسارية التي ملأت جوانب روحنا كمغاربة، لهم الحق ليس فقط في أن يكون بلدهم أجمل البلدان، بل أيضا شعبهم من بين أسعد الشعوب، متضامنا مع الشعوب المضطهدة، وفلسطين نموذج القضية التي تشع فينا نور التضامن، ومنبع التآزر، وقد دلّ زلزال الحوز على أجمل ما في جوانح المغاربة من توادد.
تعلمنا من اليسار أن يكون اليساري لا حاسدا ولا حاقدا، بل في المنافسة من أجل نكران الذات ومحبة الآخرين معاندا.
ما الذي عاشت عليه سامية عباد الاندلسي ومصطفى مسداد ومحمد السمهاري ومحمد بن سعيد وأحمد حبشي و عبد الرحمن زكري وخديجة أبناو وثريا التناني ومحمد المرابط غير هذا النوع من الإنسان؟
البرهنة على المعنويات، والخيط الرفيع للمناضلين الذين لم يعتقلوا عبثا ولم يلتزموا بالخط اليساري في بداية السبعينات صدفة، فقد كانت إدارة السجون تستعمل كل الأساليب للتنكيل، وتسجل جميع أنواع ردود المعتقلين المحسوبين على الموقف السياسي اليساري من خلال أبسط السلوكات اليومية.
ليس النضال زعيق وتفتيش عن هزم الرفاق في مواقع النضال الحزبي. ولا هو شيطنة سرية وعلنية لربح مجرد موقع تنظيمي داخلي، بل النضال إشعاع الدائم بلا مزايدات هو رأس المال الذي يولّد المزيد من الإشعاع بهدوء لا يصيبه التعب، أبد العمر، ولذلك، من يؤمن بقضية عادلة لا يعيش متشائما.
مرة أخرى، خرجت من السجن، وأنهيت الخدمة المدنية، ورجعت إلى هموم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، لم أجد لدى الطلبة الديمقراطيين الوقت الكافي للانتباه لطالب معتقل سابق، رغم أنني لم أكن أغيب عن مواقع التعبئة للمؤتمر الوطني السادس عشر. ولأن الغياب ليس شمتي، وجدتني مستدعى ملاحظا داخل المؤتمر، ولم أسع إلى ذلك، كنت فقط سعيدا بوجود فصيل يمثلني في المؤتمر، فصيل الطلبة الديمقراطيين، لكن الأدهى والأدعى للتفاؤل هو أن يعمل فصيل آخر على توفير بادج ملاحِظ في المؤتمر وهو يعلم أنك ستحضر مدعما لفصيل “خصم” في تحالف “خصم”. فالنزهاء يختارون موقف النزاهة عندما يتأكدون أن نزاهتهم تجاه الغير تدعم مكانتهم المعنوية والرمزية من حيث كونهم مناضلين أولا وأخيرا.
واليوم، لا أحد باق في الحزب، مِمَن يعلم أن المؤتمر السابع عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، عندما رشح الطلبة الديمقراطيون لائحتهم في كلية حقوق أكدال الرباط، ضمن التحالف الثلاثي، من حاز على الصوت الثاني بعد صوت الجندالي، القيادي الاتحادي ساعتها، لا أحد من الذين جاءوا من بعد الجندالي صوتا ثانيا، لا من الاتحاد، ولا من التقدم، غير من حضر ملاحظا غريبا في المؤتمر 16،
لم أخطئ يوما عندما سلكت بعيدا عن النزوع الزعاماتي. من يتذكر الراحل تيريدا يشرفني أن أكون من صنفه. لم يستطع شيطان الزعاماتية أن يقترب من أذني، لأنني كما قلت يوما لأحدهم يوما بداية 2018، “ما ناش طايح مع القطرة من السقف”، بشهادة نبيلة منيب وعبد اللطيف اليوسفي لو يتذكران.
التفاؤل إذن، إباء نضالي وعزة نفس، وثقة عميقة في هذا الشعب الطيب، شاباته وشبابه. وبوصلتنا أؤلئك الذين يقفون رغم القصف والموت بينهم يلتقط أحباءهم ولا يخافون ولا يخونون. جبابرة الشعب الطيب الشجاع في فلسطين.
ولأن النضال لم يكن نضال مواقع، فبعض الأصدقاء، الذين تمتد صداقتنا أربعين سنة، أقل أو أكثر، يلاحظ منهم من يأسف أن “الخمسي لم يأخذ موقعه الذي يستحقه في اليسار”..ساعتها يبتسم الخمسي، ثم تأتي لحظة موالية ليلاحظوا أن الخمسي سعيد بنضاله مكتف بعزة نفسه، غير مكترث بموقع من المواقع…
في يوم ما جاء مواطن من الرباط الى تطوان، نهاية 1995، وقال له إننا في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية نرغب في أن تكون أنت مسؤول الفرع، عليك أن تترشح… فكرتُ في الأمر وحسبت حسابات “الحركة الوطنية” وتقاليدها في المراوغة ما بين الحقل والبيدر، وحسبت حساب مراسلي الصحافة بتطوان في الحقل والبيدر، وراهنت على المعقول والجدية مقابل مراوغات “الحركة الوطنية”. في الاجتماع ظهر “للحركة الوطنية” أن يكون لها رأي مختلف وتصوت وفق حساباتها. لكن الحقل كما البيدر في تطوان ظهر له أن يكون المسؤول ساعتها الخمسي وليس غيره. رغم تصويت “الحركة الوطنية” على غير الخمسي. ساعتها، وبعدها، استمر المعقول، ولم يسبق لنقابة الصحافة أن اشتغلت بمقر خارج الرباط إلا في تطوان، وبعدها اشتغلت وجدة لتتبع التقليد الجيد في الاشتغال الجيد بمقر. بعد الرباط وتطوان.
ليس التفاؤل اتكاء على جنب الراحة، بل اشتغال بسعادة المؤمن بقضيته. لا يتأفف ولا يرى في من يختلفون معه في الرأي أو الموقف أو الموقع خصوما. بل ينصت لهم، يتفهم اعتمادهم على حيثيات مختلفة وخلاصات مختلفة لمقدمات مختلفة، ويأسف كون قناعته بما يراه هو قناعة راسخة، ويتمنى للظروف أن تكذب ما يذهب إلى الاقتناع به، ربحا للاحترام في وقت الاختلاف.
وفي مستوى آخر، ذات يوم، توصّل باستدعاء المحكمة بصدد جريدة الأنوار، وهو يعلم أنه ما قصّر في متابعة صياغة المقالات المنشورة، في أي عدد من الأعداد، هذا الأمر. لأنه يعلم وهو مدير النشر فهو المسؤول عم يمس صواب حرية التعبير من عيوب تمس بكرامة الناس المعنيين بسوء التدبير في المؤسسات. ولأن نفسية الضحية ما تسربت يوما إلى نفسيته ولا اشتغل بفكر المؤامرة، لكن يعلم أن ممارسة السياسة في الاعلام وفي غيره، صراعٌ طبقيٌ بلغة قانونية وبحنكة مرافعة واستنادا على محيط اجتماعي داعم.
اتصلت بصديق محام وترافقنا إلى المحكمة، لنبحث عن الملف، كان هذا الأمر في أجواء مراجعة دستور 1996. من الطبيعي أن تبحث السلطة عن أساليب التضييق على منظمة العمل وموقفها أصبح معروفا ووضعية الانشقاق أيضا.. وميل الأنوار إلى المنظمة لا غبار عليه ولو بالاعتبارات الضرورية لمن ساهموا في تأسيسها وهم لا علاقة لهم بالمنظمة سوى تقدير النزهاء من أبناء الشعب…الخ… وكان بالتالي الهدف هو أن تعلم المحكمة أن الأنوار ليست معزولة عن المحيط المدني وليس من السهل التطاول على حقها في الصدور… ولكن كان علينا أن نتأكد من طبيعة المشتكي وموضوع الدعوى. ظهر أن أحدا أفتى على أحد رؤساء الجماعات القروية باقليم تطوان أن يشتكي بالأنوار لمقال صدر على صفحاتها يهم جماعته.
في أول جلسة، اتصلت بعدد من المحامين فرادى قصد تسجيل أسمائهم للدفاع عن الأنوار. كان الهدف هو تنويع الانتماءات الحزبية للمحامين كي تعلم المحكمة أن هؤلاء الأساتذة ما كانوا ليترافعوا من أجل الأنوار لو كانت جريدة ابتزاز أو كيد أو مجانبة للجدية في نشر القضايا والتظلمات. ولأن الممارسة في وضوح تام بين الفئات المهنية والمجتمعية، ظهر أن الحس السليم (بصيغة طوماس بين)، موجود بين القضاة أنفسهم. وظهر أن رئيس الجماعة القروية لم يكن يتقن الموضوع الذي جاء في الشكاية باسمه ضد الأنوار. وفي الجلسة الموالية تم حفظ الملف.
من حسن الحظ أن الإجازة والدراسة في السلك الثالث/حقوق لم تذهب هباء. بقي منها الحرص على سلامة التعبير لتحصين جرأة الموقف. وهو ما جعل الفلسطيني يلال الحسن ويا من لم يكن يعرف “اليوم السابع” الآتية من باريس، ينشر عنوان مقال للخمسي في صفحة الغلاف بداية 1989.
تذكرت بالمناسبة ما قاله عبد الله العروي عن لقائه بادريس البصري، الذي سأله عمّ إذا كان عنده مشكل ليبادر الوزير بحله، واستطرد العروي أن ادريس البصري كان يعلم أن العروي موقوف عن التدريس في الجامعة، ولكن العروي أجابه أن لا مشكل لديه.
ذات يوم، بمجرد ما رآني الصديق عبد القادر الشاوي، وهو يسلم بحرارته المعهودة، خاطبني معاتبا= واش أنت مريض؟ فهمت القصد.. وضحكت بملء قهقهتي وانعطفت نحو الفكاهة مجيبا إياه= كوفيد ما ادى مني لا حق ولا باطل. لأنني ما استعطفت يوما أحد. فلم أخطئ، كنت سأخطئ لو ساهمت في تبييض وجوه متسخة في اتحاد كتاب المغرب عبر الاذاعة.
وفي السنة الماضية، التقيت بالصديق عبد القادر الشاوي ، وهو بالمناسبة ضمن الهيأة العليا للسمعي البصري، من شأنه أن يعلم بالمنع حسي مسي للخمسي من سماع صوته منذ أزمة اتحاد كتاب المغرب… في قنوات القطب العمومي… وضمن الدردشة سألته= هل تتذكر أنني بعثت إليك مقالين مترجمين خلال فترة البيريسترويكا؟ قال= نعم نشرناهما في “على الأقل”. سألته= هل تعلم أن الروسي صاحب المقالين من هو؟ قال= لا أتذكر. قلت له= ألم تلاحظ ساعة سقوط الاتحاد السوفياتي بعد نشر المقالين، كان هو القاضي الذي ترأس المحكمة التي حاكمت غورباتشوف؟ قال الصديق الشاوي= لم أنتبه إلى ذلك. قلت= يمكنك العودة إلى المجلة وتتأكد من العددين والمقالين. إنه ألكسندر زوركين. كان يرأس مجلة سوفياتية ظهرت في عهد غورباتشوف وتصل طبعتها الفرنسية الى المغرب= الأزمنة الحديثة.
طبعا، الصديق العزيز عبد القادرالشاوي لم يجادلني فيما ذهبت إليه بصدد أصل مصطلح “التعادلية” وهو الذي درس فالفتيلة والقنديل ايديولوجية حزب الاستقلال، وهو الذي كنا ننتظر سلسلة مقالاته الخارجة من السجن تحت اسم مستعار. أو لم ينتبه أصلا، لما نشرته حول كتاب توفيق الحكيم، المنشور سنة 1955. وهو السفير النشيط الذي ترك بصمة قوية في الشيلي، كان ممكنا أن يحيلني على خوان بيرون، الذي استعمل المصطلح باللغة الاسبانية (Justicialismo)، لأن البيرونية (1946-1966) تعني الحركة الوطنية التعادلية الارجنتينية. وساعتها سنصبح في قضية الأفكار المستوردة التي اتهم بها يمين الحركة الوطنية يسارها الاشتراكي.
تلك، جملة من تفاصيل الرصيد الذي يستند عليه المتفائلون، لا وقت لهم للانشغال بالمواقع في الزحام والضجيج… فالشغل النضالي والتنويري لا يهدأ ولا يترك الوقت لمن يشتغل كي ينافس رفاقه ورفيقاته بينما مجالات الاشتغال متعددة… ومثل السياسة العمومية التي بقيت على هندسة ليوطي حيث يتزاحم البرجوازيون فوق المناطق الساحلية تتسع فقط 20 في المائة من التراب الوطني، لتبقى ما يسمونها مناطق المغرب غير النافع بنسبة 80 في المائة. وبالمناسبة، يوم اخترت مناطق قضاء الخدمة المدنية طلبت المناطق الجبلية فاختارت لي وزارة الشؤون الادارية ساعتها (1977) منطقة سهلية غتية بلا متاعب في النقل… ؟؟؟ وساعتها في أول لقاء بالمؤسسة التعليمية حيث الخدمة المدنية، وأول فرصة للتعارف مع الاساتذة، استفسرت الشخص الجالس جنبي عن المادة التي يدرسها ليشرفني حسي مسي أيضا أنه إطار في (دي إيس طي). أجبته بأريحية وابتسامة= فرصة سعيدة. مرحبا. كان عمري ساعتها 23 عاما. ولم يكن قد مضى على خروجي من السجن سوى سنة وثلاثة أسابيع.
لذلك، رغم تكتم سيدي خيري، والخمسي، ففي هلوسة استثنائية قال أحدهم، ذات يوم، إن النادي السينمائي (العين الذكية) تسيطر عليه منظمة 23 مارس…
لم يصبني الخوف قط في وطني، لأنني ما فكرت يوما أنني “سأخون وطني” ولا يمكن، لأن “فوق هذه الأرض ما يستحق الحياة”.