دردشة خفيفة مع لحسن اللحية على هامش “قهوة الصباح”

أحمد رباص
الأستاذ لحسن اللحية خصص فيديو صباح يوم أمس للحديث عن لقاء النقابات الأربعة بأخنوش. في النقطة السابعة يطالب بتحديد المهام الأخرى بوضوح، مع أن المهام الأساسية للأستاذ هي التدريس وما يرتبط به من تقويم تصحيح ودعم المتعثرين دراسيا وحراسة الامتحانات كل حسب سلكه.
هذه هي المهام التي تلقى فيها الأستاذ تكوينا وتوجيها بمركز مهن التربية والتكوين. فكيف سمح سي لحسن بإسناد مهام أخرى للأستاذ مع أنه لم يتلق فيها تكوينا رسميا ومقررا؟
والأمر الذي بدا لي غريبا هو أن الأستاذ لحسن اللحية، الذي يدعي أو يدعى خبيرا في المجال، لم ينتبه إلى ثابت بنيوي عرقل كل مبادرة إصلاحية منذ فجر الاستقلال وهو إهمال تفعيل التخصص في المدرسه الابتدائية العمومية وإسناد تدريس جميع المواد لأستاذ تشهد شواهده على مراكمته كفاءات تكوينية وبيداغوجية في تخصص محدد. فكيف يعقل تكليف أستاذ متخصص في الفلسفة بتدريس الموسيقى؟ وكيف يستقيم تكليف أستاذ آخر متخصص في الفرنسية بتعليم تلاميذه الرسم والفن التشكيلي؟
وبما أن الضيم هذه الآيام يلف مثل الضباب أفئدة نساء ورجال التعليم، علق أحد الأصدقاء على ما كتبته أعلاه مباشرة بعد نشره على منصة الفيسبوك قائلا “نظام المآسي يجب سحبه من الجريدة الرسمية لأنه غير شرعي والدليل هو أن النقابات الأربعة تبرات منه وتم تكليف لجنة جديدة لصياغة نظام جديد، معتمدين على كل مطالب الشغيلة وبدون إسقاط أي ملف، ودون ذلك فسيظلون مستمرين في مسرحية “شاهد ماشافش حاجة” بحوار مغشوش لا يلبي مطالب الشغيلة التعليمية المعبر عنها في كل الملفات التي تعد على الاقل بعدد التنسيقيات.
وبنفس الإحساس بالغبن، تفاعل أحد الزملاء مع الفقرة الأولى من هذا المنشور التي نشرتها منفردة في إحدى المجموعات الفيسبوكية التي ظهرت حاليا بكثرة ذات دلالة لا غبار عليها، والتي اشتركت في عنوان واحد وهو “مستجدات التربية والتعليم” وما شابه.
كتب هذا الأستاذ يقول: “تكلم سي لحسن اللحية عن المطالب إلا واحدا أغفله وقد تضرر منه العديد من رجال ونساء التعليم؛ ألا وهو الأثر الرجعي المالي والإداري للمقصيين من خارج السلم، والحال أن العديد منهم قضى عقدين بدون ترقية وهو الآن مشرف على التقاعد”.
اما في فيديو “قهوة الصباح” لهذا اليوم، فقد ظهر سي لحسن متناقضا أو متراجعا عما قاله في الأيام القليلة السابقة. فها هو الآن يوجه نصائح لأخنوش وبنموسى مع أنه بالأمس القريب كان يطالب بأن يقدم الأخير استقالته من على رأس الوزارة. ربما، قد يكون الطمع في منصب هو ما دفع اللحية إلى التخفيف من حدة لهجته في حديثه عن الوزير، والأمر الذي يعزز هذا الافتراض هو أن الأستاذ اليوتوبر الذي لا يتوقف عن توسل الجمجمات نصح بنموسى بالشروع في حملة تطهيرية للموظفين الذين يشاركونه تسيير شؤون الوزارة مركزيا وجهويا وإقليميا. وها أنتم ترون معي كيف أن بنموسى أصبح قادرا على قيادة مثل تلكم الحملة التي تئن الجبال تحت ثقلها، خاصة في هذه الظروف العصيبة، مع أنه لم يستطع الخروج بنظام أساسي منصف وبتسوية للمشاكل العالقة حتى ولو أخذ ما يكفي من الوقت. وكيف يجيز سي لحسن لنفسه أن يطالب السيد الوزير بإنجاز مهمة التطهير تلك وهو يقول بعظمة لسانه أن الشغيلة التعليمية برمتها فقدت الثقة في الوزير المعني؟