وجهة نظر

لحسن اللحية: أين الأحزاب مما يحدث في التعليم؟

أحمد رباص

قبل يوم بالكمال والتمام، كان متتبعو قناة “المطرقة” لصاحبها الأستاذ لحسن اللحية على موعد مع بث مباشر لفيديو رائج منذ ذلك الحين على اليوتوب.
ونظرا لما يكتسيه مضمون الفيديو من أهمية سياسية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر منه قطاع التعليم العمومي ببلادنا، بادرت لتفريغه فكانت هذه السطور
عندي سؤال بسيط وليحمله من يحمله على محمل الجد.: أين الأحزاب مما يحدث في التعليم الآن؟ الأحزاب التي دائمآ تتغنى بالتعليم العمومي والمدرسة الوطنية العمومية، أين هي الآن؟ غبر أثرها. يحضرني الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التقدم والاشتراكية، فدرالية اليسار الديمقراطي، الاشتراكي الموحد، النهج العمالي الديمقراطي وجماعة العدل والإحسان.. اين غابت هذه الآن؟
في هذه اللحظة الحرجة، غابت هذه الهيئات السياسية.
أين اختفت الفرق البرلمانية في الغرفة الثانية؟ أين ذهبت؟ يا أحزابنا، إن المدرسة الوطنية العمومية الآن تغرق، تغرق، تغرق..كما قال عبد الحليم حافظ في إحدى أغانيه.. أين توجدون الآن؟ في أي جهة تتواجدون؟ لا بلاغ، لا بيان، لا شيء.. هل تنتظرون تحريك آلة ما؟ هل أنتم متحكم فيكم؟ إذا كان كذلك، قولوها!
عندما نتحدث عن صمت هذه التشكيلة المكونة من الأحزاب المذكورة، يحق لنا أن نطرح عليها هذا السؤال: هل تنتظرون من شخص محدد أن يعطيكم الضوء الأخضر لتتكلموا؟ لم يصدر عنكم أي بيان.. لم تخرجوا بأي بلاغ.
إذن، أنتم كلكم متواطئون، بدون استثناء. وأنتم، عندما تسوقون لنا المدرسة الوطنية العمومية، هل تريدون أن نكتفي ب”أكل الهدرة” هل نحن أسماك يقدم لنا الطعم؟ ومن أنتم الآن؟
بين الفينة والأخرى نسمع نبيلة منيب تتحدث عن التعليم. يا منيب، كفي عن الكلام، يجب أن يتكلم حزبك عبر البيان والبلاغ ويعلن كاشتراكي موحد عن تنظيم احتجاجات وتظاهرات يساند من خلالها مطالب نساء ورجال التعليم. هكذا تسير الأمور.
وماذا عن الفدرالية التي أشجعها؟ هل اجتمعتم لتنشئوا لنا مؤتمرا من المتقاعدين في السياسة؟ وعلى قيادات الفدرالية أن تنزل للشارع لتساند الأساتذة بصريح العبارة. أما عن حزب الاستقلال، فحدث ولا حرج..
اليوم، يا أحزابنا التي تظن أنها تمثلنا وهي لا تمثل شيئا، التعليم في خطر، الوضع في خطر، المدرسة العمومية في خطر. إذا أردتم أن تبقوا أحزابا كرطونية فلكم ذلك. إذا أردتم أن تكونوا أحزابا فاعلة، اخرجوا إلى الميدان واشتغلوا قليلا، وتضامنوا مع الناس، واشتغلوا معهم، لأجل إنقاذ مدرستنا الوطنية العمومية. وعوض تلك الخرجات المناسبتية التي تقومون بها من حين لآخر مع فلسطين وضد الغلاء، أسسوا الآن وقبل الغد جبهة من أجل إنقاذ المدرسة العمومية. لماذا لا تقدرون على تأشيس مثل هذه الجبهة؟
يبدو اليوم أنكم أصبحتم معزولين وبعيدين عن هموم الشعب، ولا تهمكم لا مدرسة عمومية ولا أي شيء آخر. يدرس أبناء قادة هذه الأحزاب في مدارس خصوصية في الداخل ومعاهد وجامعات في الخارج، ولم تعد تهمهم المدرسة الوطنية العمومية ولا غير المدرسة الوطنية والعمومية.. فعندما يشارك البعض منكم في الانتخابات أو عندما لا يشارك البعض الآخر فيها مكتفيا بمساندة بعض الجهات (لا داعي للتفصيل في الأمر)، ماذا تنتظرون؟
هل تريدون إقامة مجتمع اشتراكي وديمقراطي انطلاقا من مكاتبكم؟ هل أنتم فعلا أحزاب؟ هل لكم مقرات في جميع أنحاء المغرب؟ هل تقومون بأعمال في سائر ارجاء البلد؟ “بينوها لينا”..
شوفوا، هذه المعركة المدرسة العمومية هي الفيصل بيني كباحث وبينكم. هذه هي المعركة التي يلزمكم خوضها، إذا رغبتم عن الخوض فيها أغلقوا دكاكينكم، ولن نصدق من الآن ادعاءكم الدفاع عن المدرسة الوطنية العمومية. عن ماذا تدافعون إن لم تدافعوا عنها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى