اخبار جهوية

رسالة الوقفة الاحتجاجية النسائية للجبهة المغربية لدعم فلسطين بالبيضاء للمرأة الفلسطينية

من قلب مدينة الدار البيضاء التي يجتمع وتختزل في ساكنتها المواطنين والمواطنات المنحدرين من كافة ربوع المغرب، وبهذا يمكننا بحق القول تحية لنساء المغرب إلى نساء فلسطين

أن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إذ تنظم هذه الوقفة التضامنية/ الاحتجاجية النسائية مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الحرب العدوانية الهمجية التي تشنها عصابات الجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة الغربية، بدعم صريح من الامبريالية الأمريكية وأنظمة الغرب الاستعماري البائد وتواطؤ الانظمة الرجعية العربية، تريد من خلالها أن تشد على أيادي المرأة الفلسطينية التي كانت نسبة الشهيدات بالإضافة إلى الاطفال كبيرة جداً من جراء الإبادة الجماعية التي يقترفها الكيان الصهيوني في غزة الصامدة.

أمام هذا العدوان الهمجي والاجرامي غير المسبوق في التاريخ المعاصر، فإننا نحيي عاليا شجاعة وبسالة المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني الأسطوري الذي يرفض مخطط الاستئصال والتهجير، ففي قلب هذا الصمود الملحمي للشعب الفلسطيني، يبرز الدور البطولي للمرأة الفلسطينية الحاضرة في كل مجالات الفعل المقاوم بدءا من صيانة الأسرة كعماد مركزي للمجتمع، الى المشاركة في العمل المقاوم بالسلاح، مرورا بدورها الإسعافي، التربوي، الثقافي، الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي، فالمرأة الفلسطينية حاضرة نديا مع أخيها الرجل في كل مجالات الكفاح من أجل التحرر الوطني ،،،،

إن أواصر العلاقة الكفاحية بين الشعب المغربي والشعب الفلسطيني تضرب بجدورها في عمق التاريخ حيث شكل المغاربة ما بين 20 إلى 25 في المائة من الجيش الذي قاده صلاح الدين الايوبي واسترجع القدس من يد الصليبيين في في يوليوز من سنة 1187 ميلادية، ومنذ ذلك العهد أي منذ القرن الثاني عشر رابط المغاربة في القدس إلى يومنا هذا في حارة المغاربة وباب المغاربة دفاعا عن المسجد الاقصى.
كما أن العلاقة الكفاحية بين المرأة الفلسطينية والمرأة المغربية قد تجسدت في مرحلة الكفاح المسلح عبر العمل الفدائي في السبعينات من القرن الماضي الذي شكل الرافعة الأساسية الذي انجزت من خلاله الثورة الفلسطينية تثبيث الكيانية الوطنية للشعب الفلسطيني التي كانت مهددة بالتدويب في دول جوار فلسطين من خلال مخططات الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية والدول التي تدور في فلكها لتشطيبها، وعلى سبيل الذكر لا الحصر في تلك المرحلة الفارقة يبرز الدور الريادي للمناضلة القيادية ليلى خالد التي قامت بعمليات فدائية ذات صدى في روما وفرانكفورت للفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية، وفي نفس السياق دخلت المغربية المناضلة نادية برادلي وأختها إلى تل ابيب من أجل تنفيذ عدة عمليات فدائية، إلا أنه إنكشف أمرهما واعتقلتا وعذبتا وحكم عليهما بالسجن وأطلق سراحهما فيما بعد..
والٱن وانطلاقا من معركة طوفان الأقصى وسيرورتها الكفاحية الثورية تسطر المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها تحولا تاريخيا نوعيا باقدامها إلى نقل المعركة لمستوطنات الكيان الصهيوني واسقاط ما يسمى بالجيش “الاسرائيلي” الذي لا يقهر، وهذا يؤشر على أفق جديد في نضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق اهدافه المشروعة.

إن تذكيرنا الموجز على عمق هذة العلاقة الكفاحية التاريخية، يفسر بحق لماذا يعتبر الشعب المغربي القضية الفلسطينية بمثابة قضيته الوطنية،
وإن تنظيم الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع لهذه الوقفة التضامنية النسائية مع المرأة الفلسطينية يستمد مشروعيته من دورها وموقعها الاستثنائي في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، ففضلا عن الجوانب التي سبق ذكرها لا ننسى كذلك الأسيرات في سجون الاحتلال ومعاناتهن المهينة لكونهن نساء، وأيضا دور المرأة في الحركة من أجل إطلاق سراح الأسرى، الأم، الزوجة، البنت، الأخت… وهذا ما يفسر لماذا يستهدفها جيش الكيان الصهيوني هي والاطفال بالتقتيل الاجرامي؟
— لأن المرأة الفلسطينية هي التي تحافظ على التاريخ وعلى الذاكرة وبالتالي على الأرض،
— لأن المرأة الفلسطينية ترعب الكيان الصهيوني لأنها خصبة الولادة من أجل مستقبل القضية.
— لأن المرأة الفلسطينية ذاكرة للحفاظ على التراث والمقدسات الإسلامية والمسيحية ضد محاولات الصهينة،
— لأن المرأة الفلسطينية تودع الشهداء بالزغاريد فداء للوطن.
— لأن المرأة الفلسطينية من خلال صمودها وما تتعرض له من إبادة كشفت زيف إدعاءات المنتظم الدولي حول “حقوق الانسان” ولكن في نفس الوقت فجرت انتفاضات الشعوب على الصعيد الأممي لنصرة فلسطين.
— لأن المرأة الفلسطينية والاطفال وجهان لعملة واحدة: هي استمرار القضية عبر الاجيال حتى النصر من أجل الحق في عودة اللاجئين إلى أراضيهم وتقرير المصير واطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وبناء الدولة الديمقراطية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

فتحية مرة أخرى للمرأة الفلسطينية على هذه الدروس التي قدمتها لنا وللعالم ومحورها أن السلام يبدأ من فلسطين ولا استقرار للعالم دون ذلك، ودون تحقيق مطامح الشعوب في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة.

عاش التلاحم النضالي بين المرأة المغربية والمرأة الفلسطينية، وستبقى الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع عنوانا لهذا التلاحم
وعاشت المقاومة حتى النصر
المجد والخلود للشهيدات والشهداء والشفاء العاجل للجرحى والجريحات

الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
الدار البيضاء في 18 نوفمبر 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى