وجهة نظر

عمر الشرقاوي.. من مساندة الحراك التعليمي إلى الانقلاب عليه أحمد رباص

في خضم الأزمة غير المسبوقة التي يتخبط فيها حاليا قطاع التعليم العمومي والتي فرملت عجلته، أطل علينا مؤخرا الدكتور عمر الشرقاوي من قناته الرسمية بمرافعة يدافع فيها عن فوزي لقجع وينفي ما راج عنه في الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي اشتراطه استخلاص 300 درهم كرسوم من الأسر التي يدرس أبناؤها في السلك الثانوي التأهيلي قبل الزيادة في أجور الأساتذة.
وبطريقة مباشرة، دافع الشرقاوي عن لقجع عندما حاول هدم أساس هاشتاغ تعليم الأجيال قبل المونديال، مدعيا انعدام أي علاقة بين التعليم والمونديال وعدم استقامة حرمان قطاع من موارده المالية وضخها لحساب قطاع آخر.
لنؤجل الرد على هذه الترهات إلى آخر المقال، ودعوني أعرض عليكم الرد الحاسم على لقجع من طرف البروفيسور عبد الجبار الأندلسي المقيم بالديار الأمريكية.
قال الأندلسي إننا أمام حكومة غائبة ووزير منتدب يصول ويجول في المغرب. وزير منتدب قام بقرصنة ميزانية البلاد بأكملها، هو من يعطي لمن يشاء ويحرم من يشاء.
وأضاف البروفيسور أن وزيرا منتدبا يدخن في الأماكن العمومية يتكلم في التعليم والصحة والأوراش الكبرى في البلاد، مع أنه ليس سوى مسؤول عن الميرانية، وكان حريا به أن ينسحب ليفسح المجال لوزيرة المالية لأن دوره ينحصر في أن يمدها بالأرقام والبيانات لتقوم هي بتقديمها.
وزير منتدب في وزارة المالية – يواصل صوت اللجنة العلمية – هو من يتكلم في الرياضة. ويتساءل: عن أي رياضة يتحدث؟ وها هو وزير التعليم يخرج ليقول إن كل ملاعب البلاد لا تتوفر فيها معايير الفيفا وغير مؤهلة لاحتضان مباريات كأس العالم، يلاحظ البروفيسور. وهكذا جاءت 2030 كموعد لإتمام الإبادة التي تسبب فيها اللقاح المفروض عنوة. ولم يبق سوى جعل المونديال قضية وطنية. وكل من تكلم في هذا الموضوع يعامل كمن ينتقد الخردة (يقصد اللقاح الفاسد) بتقديمه للمحاكمة والحكم عليه بالسجن النافذ أوالموقوف التنفيذ.
نحن لسنا ضد المونديال، ولكننا نرفضه كوسيلة لسرقة ونهب أموال الشعب، يقول الأندلسي بصريح العبارة.
اليوم يخرج لقجع ليقول للمغاربة لا توجد أموال لتفعيل برنامج الدعم الاجتماعي وكأنهم يطلبون منه صدقة، بل من حقهم أن يطالبوه بالتعويض عن التداعيات المترتبة عن اللقاح.
ويتوجه الأندلسي إلى لقجع قائلا له: لا تظن نفسك بارعا في قراءة الميزانية. لست على شيء، المغاربة يطالبونك بالتعويض عن الإبادة واللقاح الفاسد الذي جلبتمونه، أما ذلك الدعم فبإمكانك أن تأخذه لتقامر به.
لا تعتبر نساء التعليم ورجاله بمثابة حائط قصير، بل هم حاليا أولى بالتقدير والاحترام لكونهم قلبوا الطاولات على النقابات.

و حسب مصدر خاص بلغة الأرقام، فإن التقديرات المالية تشير الى ضرورة تعبئة الحكومة ل 500 مليار سنتيم سنويا، في حال إذا أقدمت الحكومة على زيادة تتراوح بين 1200 و 1800 درهم.
ذات المصدر أوضح أن فوزي لقجع، ربط أي زيادة بتسريع تطبيق مقتضيات القانون الإطار، خاصة شق تحصيل رسوم مالية على المتمدرسين في المستوى الثانوي، بما يعادل 300 درهم للتلميذ شهريا، وهو ما تتخوف الحكومة من تطبيقه، خوفا من احتجاج الأسر.

أكتفي بهذا القدر مما قاله عبد الجبار الأندلسي لفوزي لقجع وأعود إلى عمر الشرقاوي الذي اسمعه يقول للناس في كل مرة بأنه قبل أن يصبح أستاذا جامعيا في القانون مارس الصحافة.
أستغرب من أستاذنا الألمعي كيف غاب عنه التوازن المفقود بين التعامل مع قطاع كرة القدم بسخاء وتهميش قطاع الصحة والتعليم، في هدم سافر لمقولة “العقل السليم في الجسم السليم”. وإذا كان صناع القرار عندنا يفكرون بهذه الطريقة، فلماذا وافقوا على إلحاق الرياضة بوزارة التعليم؟ وحتى وإن سكتوا عن ذلك، فلماذا يحجمون عن النهوض بالمدرسة العمومية لكي تكون فعلا مشتلا تحظى فيه مختلف المواهب بالمقابلة اللازمة عملا بمبدإ وشرط التكامل بين سائر المجالات في بناء الحضارة.
لست أدري لماذا عطل السيد عمر الشرقاوي دماغه حتى لا يفطن إلى أن الاستقرار الاجتماعي في عرف صناع القرار في بلادنا مضمون بالإبقاء على الأمية، بالتجهيل، بالتضبيع، بالتخدير وبالتنويم، ومفقود بنشر العلم والمعرفة؟
وعندما نعلم أن السيد عمر الشرقاوي عضو في “العصابة الإعلامية” مع رضوان الرمضاني ويونس دافقير، نهتدي مباشرة إلى الأجوبة المناسبة على تلك الأسئلة المثارة أعلاه. وما يؤكد هذا الاستنتاج هو أن الدكتور الصحافي، الذي عرف بمقالاته المنافحة عن الحكومة، وقف إلى جانب أبطال وبطلات الحراك التعليمي منذ انطلاقه، لكنه سرعان ما أدار ظهره لهم عندما بدأ الوزراء ورئيس مجلس النواب يخرجون من جحورهم مكشرين عن أنيابهم، مرحبين بحوار مغشوش إذا ما أحسن نساء ورجال التعليم النية. وهل يلذغ المؤمن من نفس الجحر مرتين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى