وجهة نظر

صاحب قناة “النهار الأبيض” على اليوتوب يرد على رشيد أيلال ويحرض عليه المسلمين – أحمد رباص

منذ ثلاثة أيام تقريبا، ومستعملو اليوتوب يعاينون الفيديو الثاني ما قبل الأخير لقناة “النهار الأبيض” وقد أفرد، مثل سابقيه الآخرين، للرد على رشيد أيلال، الشهير بكتابه “صحيح البخاري، نهاية أسطورة”، والمعروف هو الآخر بقناته على اليوتوب.
قبل الإيماءة إلى ما جاء في رد الدكتور عبد الرازق، صاحب قناة “النهار الأبيض”، المهاجر المغربي المقيم حاليا بالديار الفرنسية، على أيلال في الفيديو المحدد قبل قليل، أقترح عرض بطاقة تقنية بخصوصها نظرا إلى حاجتنا إليها في خاتمة هذا المقال حيث سوف نقف على ما إذا كان مطلقها وفيا للمبادئ التي تؤطرها.
قناة “النهار الأبيض”، كما كتب صاحبها، تضطلع بعدة مسؤوليات، منها كشف الفضائح بالأدلة العلمية الحديثة. هي قناة سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية.
من مسؤوليتها كذلك توضيح الأخبار التي تهم المغرب والعرب والإنسانية. لهذا تعطي أهمية كبيرة لدروس التاريخ، في محاولة لإعطاء فرصة للفكر، انطلاقا من كون الإنسان هو الكنز الأول.
لهذا تسعى القناة دائما وبكل تواضع – كما يقول – إلى معرفة خفايا الظلم المتسلط على كل إنسان كيفما كانت جغرافيته وعقيدته، دون نسيان ما لفن السخرية من فائدة في الإضحاك والترفيه عن النفس. ولم يبق سوى أن نشير إلى أن أول بث شهدته هذه القناة تم يوم 2022/06/26.
يبدو من نصب نفسه خبيرا في علم الاجتماع متعصبا جدا لعقيدته الدينية، بعيدا عن فضيلة التسامح بحيث يكون أقرب إلى وعاظ السلاطين منه إلى عالم اجتماع يدرس الظواهر الاجتماعية متجردا من أهوائه الذاتية وهواجسه الإيمانية. وهكذا تمتد المسافة سحيقة بينه وعلى الوردي، عالم الاجتماع العراقي.
الدليل على أن الأستاذ عبد الرازق يعاني من التعصب العقدي هو اتهامه رشيد أيلال بكونه يكن حقدا عميقا للمسلمين، مع أنه لولا حب الأخير للناس لما خاطر بحياته وحريته من أجل أن يضيء لهم ما منعهم الظلام من رؤيته.
والمثير حقا أن هذا الشخص الذي يدعي أنه “خبير في علم الاجتماع” يحسم من تلقاء ذاته في إثبات اتهامه ذاك ولم يبق له بعدئذ إلا أن يقول لأيلال: “ما دمت تحقد على المسلمين إلى هذا الحد، فلماذا بقيت تعيش معهم؟”
من خلال هذا السؤال، يمكن أن نستنتج أن عبد الرازق يحاول تأليب جماهير المسلمين وتأجيج كراهيتهم تجاه الأستاذ الباحث، دون مبالاة بمدى خطورة فعلته الشنعاء هاته وتأثيرها القوي على من تزين له بلاهته الإقدام على إلحاق الأذى بأيلال طمعا في الزواج بحور العين.
ما يؤكد مخاوفنا هو أن تهمة الحقد الملصقة بأيلال تطورت على لسان صاحب قناة “النهار الأبيض” إلى سادية مرضية.
لم يكتف عبد الرزاق بكيل التهم المتراكبة لمؤلف “الإسراء والمعراح، أسطورة من؟”، بل ذهب أبعد من ذلك عندما حاول التشكيك في كفاءته كأستاذ، متسائلا إن كان يعمل كمدرس في المغرب. ولا يخفى قصده الثاوي وراء هذا التشكيك حيث تظهر رغبته أكيدة في الحيلولة دون أيلال ومورد رزقه. فمن الحقود بالقوة والفعل؟
بعد مقدمة طويلة كلها ثرثرة وإطلاق الكلام على عواهنه، ينتقل عبد الرازق إلى صلب الموضوع وهو الرد على وصف أيلال لصلاح الدين الأيوبي بالمجرم. في هذا المقام، يقرأ المتحدث على مشاهدي قناته نصا تاريخيا يثبت من خلاله أن الصليبيين ارتكبوا جرائم فظيعة في حق مسلمي القدس عندما هجموا عليها سنة 1099م، وأن أخلاق الأيوبي مخالفة لأخلاق الصليبيين.
بعد الانتهاء من عرض هذه المعلومة اليتيمة التي استثمرها المتحدث للرد على أيلال، عاد إلى عادته القديمة ليغرق في بحر الذاتية مشخصنا كلامه، منتقدا أيلال الذي يستكثر عليه كونه أستاذا. ويا ليت دكتورنا العزيز نبذ هذا الأسلوب البذيء واكتفى بنقد ما قاله أيلال في القائد صلاح الدين الأيوبي اعتمادا على الحجج والوثائق ولا شيء غيرها.
في الختام، يتبين لنا، بالعودة إلى البطاقة التقنية المدرجة أعلاه، أن السيد عبد الرازق عوض “كشف الفضائح بالأدلة العلمية الحديثة” سقط في فضيحة أخلاقية مدوية وأبان عن خبث لا يليق بشخص حامل للدكتوراه ويدعي كونه خبيرا في علم الاجتماع، ولا يتورع عن اعتبار المعتقدات الدينية حقائق علمية، وبذلك برهن على أنه لم يراع للاختلاف في العقيدة مطلبا وارتد عن مهمة “معرفة خفايا الظلم” إلى إلحاق الظلم بالآخرين والتحريض على إذايتهم، لا لشيء سوى لكونهم لا يشاركونه نفس معتقده. ولله في خلقه شؤون!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى