مجلس الأمن يفشل في تبني قرار وقف إطلاق النار مرة أخرى
كانت نتيجة التصويت متوقعة نظرا لاستمرار إدارة بايدن في تبرير الحملة الإسرائيلية الدموية على غزة.
فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مرة أخرى في اعتماد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار الذي تشتد الحاجة إليه في غزة وسط ضغوط تمارسها الدول المؤثرة، بما فيها الولايات المتحدة.
استخدمت الولايات المتحدة، التي دعمت أو بررت مراراً وتكراراً القصف الإسرائيلي الوحشي لغزة والقتل العشوائي للفلسطينيين، حق النقض (الفيتو) ضد نص القرار.
“بينما تدعم الولايات المتحدة بقوة السلام الدائم الذي يمكن أن تعيش فيه إسرائيل وفلسطين بسلام وأمن، فإننا لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار”، يقول روبرت وود، نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مضيفا أن “ذلك لن يؤدي إلا إلى زرع بذور الحرب القادمة، لأن حماس ليس لديها الرغبة في رؤية سلام دائم، أو رؤية حل الدولتين”.
صوت 13 عضوا في مجلس الأمن لصالح القرار، بينما امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.
وقبل التصويت، نبه مرة أخرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى الوضع في غزة، محذرا من مزيد من التدهور في المنطقة.
وقال غوتيريس: “إن التهديد الذي تتعرض له سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة في غزة لم يسبق له مثيل. لقد قُتل بالفعل أكثر من 130 من زملائي، والعديد منهم مع عائلاتهم”. وأضاف: “هذه أكبر خسارة في الأرواح في تاريخ منظمتنا”.
كما جدد التزام الأمم المتحدة ببذل كل ما في وسعها لتوصيل المساعدات إلى غزة، مشيدا بعمال الإغاثة الإنسانية الأبطال الذين “يظلون ملتزمين بعملهم على الرغم من المخاطر الهائلة التي تهدد صحتهم وحياتهم. لكن الوضع ببساطة أصبح لا يمكن الدفاع عنه”.
قبل ساعات من التصويت، قالت السلطة الفلسطينية إنها تأمل في أن يرى المجتمع الدولي يدعم قرار مجلس الأمن الدولي المدعوم عربيا والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار لإنهاء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلية والحرب الدموية في غزة.
وحثت الرئاسة الفلسطينية اليوم جميع أعضاء مجلس الأمن على التصويت لصالح القرار ودعم وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن الرئاسة الفلسطينية تأكيدها أن التعادل “جاء لاعتماد هذا القرار” لإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين العزل.
لا يزال المدنيون في جميع أنحاء غزة يواجهون وضعاً مدمراً وسط هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين، بمن فيهم الأطفال.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش برسالة إلى مجلس الأمن الدولي يؤكد فيها ضرورة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لإنهاء الوضع المدمر في غزة.
وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أن “الوضع يتدهور بسرعة إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل وعلى السلام والأمن في المنطقة”، مضيفا أن مثل هذه النتيجة “يجب تجنبها بأي ثمن”.
إلى جانب عدوانها المتواصل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الاعتداء على المصلين الفلسطينيين، ومنعتهم من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وقال شهود عيان لوكالة وفا، في وقت سابق اليوم، إن قوات الاحتلال فرضت إجراءات عسكرية مشددة على أبواب المسجد لمنع المصلين من دخول الحرم الشريف.
للتذكير، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 16200 شخص في غزة والضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر.
وبحسب التقديرات الرسمية، فإن عدد الأطفال الذين قُتلوا خلال الحرب الدموية بلغ 40% من إجمالي القتلى الفلسطينيين العزل.