مائدة مستديرة بالرباط حول “الإعاقة في السينما الوثائقية”:
تزامنا مع اليوم العالمي للإنسان في وضعية إعاقة، نظمت بأحد فنادق الرباط، صباح الأحد 3 دجنبر 2023، مائدة مستديرة حول موضوع “الإعاقة في السينما الوثائقية”، وذلك ضمن الأنشطة الموازية للعروض السينمائية بالدورة 16 لمهرجان أنديفيلم. وقد شارك في هذه المائدة المستديرة، التي سيرتها الممثلة سليمة بنمومن، الأستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، كل من المخرج الوثائقي رشيد قاسمي والناقد السينمائي عبد الكريم واكريم والناشطة الجمعوية في مجال الإعاقة الأستاذة فوزية عزوزي.
اعتبر المتدخل الأول، رشيد قاسمي، رئيس الغرفة المغربية لصناع الفيلم الوثائقي، أن موضوع الإعاقة متشعب للغاية لأنه ليست هناك إعاقة واحدة بل إعاقات متنوعة ومختلفة من حيث طبيعتها وأشكالها وأسبابها وغير ذلك، ولاحظ أن هناك تطورا ملحوظا على مستويات التعاطي مع الإعاقة والأشخاص في وضعية إعاقة، قانونيا واجتماعيا وسينمائيا…، مقارنة مع الماضي القريب. وانطلاقا من تجربته الشخصية في التعامل مع أشخاص في وضعية إعاقة أثناء تأطيره لورشات تكوينية خاصة بصناعة أفلام وثائقية قصيرة لاحظ أنهم يتميزون بخصوصية معينة (سرعة البديهة مثلا)، الشيء الذي جعله يتعلم منهم الشيء الكثير، خصوصا أثناء إعداد وتصوير أحد الأفلام مع شخص مكفوف نجح في تجاوز إعاقته البصرية جسميا ونفسيا وتصالح معها ومع محيطه الإجتماعي. وختم مداخلته بعرض مقاطع من هذا الفيلم قبل إتمامه بغاية تقريب أجواء إنجازه من المتتبعين للمائدة المستديرة تخللته شروحات وتعليقات.
من جهته شكر الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم جمعية أنديفيلم على ما تضطلع به من مجهودات في التحسيس والتوعية من أجل تغيير النظرة السلبية السائدة تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة، الذين يعانون ببلادنا أكثر من أمثالهم في أروبا، موظفة في ذلك السينما وفنون أخرى. وفي استعراضه لنماذج من الأفلام العالمية والمغربية، التي يزخر بها تاريخ السينما، لاحظ أن تيمة الإعاقة كانت ولازالت حاضرة بقوة وبأشكال مختلفة في السينما منذ عشرينيات القرن الماضي. فهناك أفلام أبدعها أو شارك في إبداعها أشخاص في وضعية إعاقة، كما أن هناك أفلام حضرت فيها الإعاقة كتيمة رئيسية أو ثانوية. ولم يفته في تحليله الوقوف عند بعض الأفلام المتميزة (“بمقدورنا أن نكون أبطالا” فيلم وثائقي للمغربية هند بنصاري، نموذجا) التي قدمت صورة إيجابية عن قدرات أشخاص في وضعيات إعاقة نجحوا في إثبات ذواتهم رغم كل المعيقات، الشيء الذي ساهم في تغيير النظرة الدونية السائدة عن الإنسان الحامل لإعاقة ما.
أما الأستاذة فوزية عزوزي فقد تساءلت في مستهل مداخلتها عن نسبة الإعاقة ببلادنا معتبرة أن ما يقارب 7 في المائة من الساكنة هم في وضعية إعاقة. كما لاحظت أن هناك زخما من القوانين المتعلقة بالإعاقة، إلا أنها لا تزال في غالبيتها حبرا على ورق. فهذه القوانين لم تفعل بعد ولم يستفد منها الأشخاص في وضعيات إعاقة وأسرهم والجمعيات المهتمة بشؤونهم. ولم يفتها التأكيد على ضرورة إنتاج أفلام وثائقية بأسلوب مبسط لكي تصل إلى الجميع، وخصوصا إلى سكان البوادي والمناطق المعزولة والبسطاء من الناس الذين لا معرفة لهم بهذه القوانين وبالدعم العمومي المخصص لمن هم في وضعية إعاقة.
أحمد سيجلماسي