الرباط تستمتع بليلة شعرية وموسيقية كرواتية
احتفالا بالثقافة والموسيقى، استضافت سفارة كرواتيا بالمغرب ليلة يوم أمس حدثا بعنوان “المشهد الشعري الكرواتي” بأكاديمية المملكة المغربية بالرباط.
أتاح هذا الحدث للجمهور فرصة الانغماس في النسيج الغني للأدب والموسيقى الكرواتية.
ويهدف الحدث إلى تقديم نظرة ثاقبة للشعر الكرواتي المعاصر، بدءً من الشخصيات المؤثرة في القرن العشرين وحتى الشعراء المعاصرين الذين تتوافق أعمالهم مع روح عصرنا.
في كلمتها الافتتاحية، سلطت السفيرة ياسنا ميليتا الضوء على التراث الأدبي الغني لكرواتيا، مؤكدة على الهوية الثقافية الفريدة للبلاد والتي تشكلت من خلال تاريخها المعقد.
وقالت: “من ملاحم العصور الوسطى إلى الشعر الرومانسي والنثر المعاصر، يشهد الأدب الكرواتي على حيوية شعب حافظ على تراثه بينما يتطلع إلى المستقبل”.
كما أشادت السفيرة بالشعر المغربي، خاصة بالشاعرة الأمازيغية “العاطفية والحساسة” مرريدة نايت عتيق.
وسلطت ميليتا الضوء على براعة نايت عتيق الشعرية، مشيرة إلى قدرتها، على الرغم من عدم قدرتها على القراءة أو الكتابة، على التعبير عن نفسها بلغة “بسيطة وحسية ومشبعة بجودة قديمة وخيالية”.
في غضون ذلك، تناول عبد الجليل الحجومري، السكرتير الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، العلاقات التاريخية بين المغرب وكرواتيا، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، عندما أنشأت كرواتيا، التي كانت تعرف آنذاك بجمهورية دوبروفنيك، قنصلية لها بطنجة.
وشدد على تراث كرواتيا الغني متعدد الثقافات، المتأثر بالثقافات الرومانية والبندقية والعثمانية والنمساوية الفرنسية الرومانية.
بالإضافة إلى ذلك، سلط لاجومري الضوء على دور الأدب في تشكيل الهوية والمجتمع الكرواتي، مؤكدا على التأثير الدائم للشعر على البلاد.
واختتمىكلمته قائلاً: “إن الأحداث الثقافية مثل حدث اليوم ستثير بلا شك فضول الباحثين الشباب، وتشجعهم على استكشاف موقع كرواتيا الفريد كدولة تقع على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، وأرض الكاتدرائيات والمساجد والأضرحة”.
مهد الحجومري وميليتا المسرح لأمسية مزجت بين القراءات الشعرية وحفل البيانو الرائع.
ناقش الأكاديميون والشعراء الكرواتيون المتميزون فاندا ميكسيتش وبرانكو سيجيك وبرانكتيكا راديتش تطور الشعر الكرواتي، مشيرين إلى فترات مختلفة وشخصيات مؤثرة.
وشمل ذلك بداية الشعر الكرواتي الحديث في أوائل القرن العشرين، والذي تأثر بالحداثة الفرنسية، وخاصة أعمال الشعراء مثل أنطون غوستاف ماتوس.
قبل الحرب العالمية الثانية، بدأ الشعراء في تبني الاتجاه التعبيري تحت تأثير التعبيرية الألمانية، تلاه تحول بعد الحرب إلى الموضوعات الثورية.
وأضاف الشعراء أن الخمسينيات شهدت تغييرات مع مجلات مثل “كروجوفي”، وبحلول السبعينيات، أكدت مفاهيم مثل “الحيوية” على النهج المنفتح للشعر، مما أدى إلى إثراء المشهد الأدبي في كرواتيا.
بعد ذلك أبهر الشعراء الجمهور بقراءات لقصائد عدد من الشعراء الكرواتيين.
استمرت الرحلة الثقافية بحفل بيانو رائع قدمه الثنائي الكرواتي لعازفي البيانو كوسجينكا توركولين وإيفا ليوبيسيتش لوكيتش، بأسلوب “البيانو ذو الأربعة أيادي”.
نقل أداؤهم الحضور إلى قلب الموسيقى الكلاسيكية الكرواتية حيث قاموا بأداء مقطوعات “يوميات سمكة ذهبية” لإيفان كونسيتش، ومقدمة فرانو باراك، ورقص الفالس، من بين مقطوعات أخرى لملحنين كرواتيين آخرين.
لم يكن هذا الحدث احتفالاً بالثقافة فحسب، بل كان أيضا فرصة للتبادل الثقافي والحوار. وأتيحت للحاضرين فرصة التواصل مع الفنانين والأكاديميين.
مع اختتام البرنامج الثقافي، تمت دعوة الضيوف إلى حفل كوكتيل، حيث واصلوا تبادل الأفكار حول الأمسية الساحرة.