أخبار وطنية

لحظات مؤثرة ومفجعة: أهم الأحداث التي طرأت خلال عام 2023 في المغرب

ينما نودع عام 2023، حان الوقت للتأمل في اللحظات السعيدة والأحداث الأليمة التي شهدها المغرب طوال العام. من لحظات الفرح والانتصار إلى لحظات الحزن والدمار، كانت الأشهر الاثني عشر الماضية مزيجا من المشاعر بالنسبة للمغاربة. لنقم بإلقاء نظرة على الأحداث المؤلمة والمفجعة التي عرفها المغرب خلال عام 2023.

لنبدأ باللحظات المفجعة
التي من أبرزها زلزال الحوز الذي جسد في عام 2023 مأساة غير مسبوقة للمغرب حيث ضرب منطقة الحوز وأبعد منها بقوة 7 درجات.
أودت الكارثة بحياة ما يقرب من 3000 شخص وخلفت آلاف الجرحى. وكان الدمار واسع النطاق، وأثر على قرى في مناطق مثل الحوز وتارودانت وشيشاوة ومراكش وورزازات واليوسفية وتنغير وأزيلال وأغادير. أدت الطبيعة المعزولة والمتناثرة لهذه القرى في جبال الأطلس إلى زيادة تعقيد جهود الإنقاذ والإغاثة، مما أدى إلى تأثير أكبر.
ومن الأحداث المفجعة إساءة المعاملة التي تعرض لها أطفال والتي أشرت على فشل نظام العدالة.
بالفعل، صدمت البلاد بالحالة المثيرة للقلق المتمثلة في تعرض فتاة تبلغ من العمر 11 عاما في تيفلت للاغتصاب الجماعي والحمل على أيدي ثلاثة رجال بالغين. وأثار الحكم اللاحق على الجناة بالسجن لمدة عامين فقط موجة من الغضب والانتقادات.
لم يسلط هذا الحادث الضوء على الانتشار المروع لإساءة معاملة الأطفال فحسب، بل سلط الضوء أيضا على الحاجة إلى إعادة تقييم طريقة تعامل النظام القضائي مع مثل هذه الجرائم.
في نفس الإطار المأساوي، تندرج قصة الجيت سكي التي واجه فيها شابان مغربيان نهاية مروعة أثناء نزهة على متن دراجة جيت سكي بالقرب من السعيدية عندما دخلا عن غير قصد إلى المياه الجزائرية. أودى إطلاق نار من البحرية الجزائرية بشكل مأساوي وبلا رحمة بحياة الصديقين، اللذين كان أحدهما يحمل الجنسية الفرنسية.
كان الضحيتان ضمن مجموعة من أربعة أصدقاء مغاربة قرروا الترفيه عن أنفسهم بركوب الدراجة المائية بعد الغداء في مرسى السعيدية بالمنطقة الشرقية بالمغرب. وفي الوقت نفسه، تم إلقاء القبض على أحد الناجين، فيما أنقذ خفر السواحل المغربي آخر.
أثار الحادث غضبا في البلاد، حيث طالبت أسر الضحايا بالعدالة والمحاسبة.
ولا ننسى إضرابات المعلمين المستمرة التي تسببت في تعطيل السير العادي للعملية التعليمية التعلمية منذ بداية الموسم الدراسي في سبتمبر. واحتج آلاف المعلمين على قرارات الحكومة، وخاصة “النظام الأساسي الجديد” المثير للجدل، مستشهدين بمهام إضافية دون تعويض مناسب.
أدى عدم الرضا الذي أبان عنه المعلمون والمظاهرات اللاحقة إلى إصابة التلاميذ وأسرهم بالإحباط.
ورغم قرار الحكومة “تجميد” النظام الجديد ومنح المعلمين زيادة في الأجور قدرها 1500 درهم، إلا أن الإضرابات استمرت وطالب المعلمون بالتخلي الكامل عن الإصلاح الجديد.
ومن اللحظات السعيدة، نذكر الرحلة التاريخية نحو كأس العالم، إذ استولى المنتخب المغربي لكرة القدم على قلوب المغاربة أينما كانوا وبقية عشاق الكرة في أرجاء العالم، بفضل ملاحمه التي صنعت التاريخ في كأس العالم قطر 2022.
خلافاً للتوقعات، أصبح أسود الأطلس أول فريق إفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم.
أفرز هذا الإنجاز التاريخي سعادة وإثارة وفخرا واسع النطاق، حيث تدفقت الجماهير المغربية في جميع أنحاء البلاد للاحتفال بهذا الإنجاز. واستمر الزخم الإيجابي حتى عام 2023، مما أحدث تأثيرا إيجابيا ودائما على كرة القدم المغربية.
في نفس السياق، اندرج الفوز بكأس أمم أفريقيا تحت 23 سنة، حيث حقق المنتخب المغربي لكرة القدم تحت 23 إنجازا تاريخيا في بطولة كأس الأمم الإفريقية، بعد فوزه على مصر في نهائي مثير. وجلب الفوز فرحة عارمة للبلاد، وأضيف هذا الأداء الرائع إلى إنجازات الكرة المغربية وأظهر مزيدا من المواهب الواعدة في مجال كرة القدم المغربية.
كما أدى الأداء الرائع للفريق في البطولة القارية إلى حصوله على مكان متميز في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.
إضافة إلى الإنجازات الرياضية للبلاد، شهد عام 2023 أول مشاركة للمغرب على الإطلاق في كأس العالم للسيدات الذي نظمته الفيفا.
هكذا، قدمت لبؤات الأطلس أداءً قوياً في البطولة التي أقيمت في أستراليا ونيوزيلندا. وحقق المنتخب إنجازا رائعا بتأهله إلى الدور الثاني من كأس العالم.
أثارت رحلة المنتخب الوطني النسوي الأمل في مستقبل كرة القدم النسوية في المغرب.
كما كشفت آثار زلزال الحوز عن الروح المرنة للمغاربة الذين أظهروا وحدة وتضامنا ملحوظين بعد الكارثة.
اتحدت البلاد لدعم المتضررين من الكارثة، حيث ساهم الأفراد والجماعات بالإمدادات الأساسية، مثل الماء والغذاء والبطانيات، وتطوعوا بلا كلل، فضلا عن التبرع للمنظمات غير الحكومية والصندوق المغربي الخاص للإغاثة من الزلزال.
ومن الأمثلة البارزة على الكرم والتضامن المغربي محمد عقيل، وهو رجل مسن فقير يتحدر من مدينة تزنيت، أظهره مقطع فيديو متداول على نطاق واسع وهو ينقل تبرعا بنصف علبة دقيق على ظهر دراجته. وحصل على الجائزة الاستثنائية للتضامن في حفل توزيع جوائز الكاف لعام 2023 تقديراً لمساهمته في جهود الإغاثة.
ورغم الزلزال المدمر، استضافت مدينة مراكش الحمراء المغربية بنجاح الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وبنك النقد الدولي.
جمع هذا الحدث أكثر من 14 ألف مشارك من 150 دولة، مما وفر منصة لصانعي القرار الاقتصادي والمالي العالمي لمعالجة القضايا الحاسمة التي تتراوح بين سياسات التمويل والنمو الاقتصادي.
تم تنظيم هذا الحدث في مراكش بعد شهر واحد فقط من وقوع الزلزال، وقد أظهر صمود المدينة الحمراء وتصميمها في مواجهة الشدائد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى