اخبار جهوية

المغرب: ما هو السبب وراء هدم المنازل والمحلات التجارية في إمسوان؟

نشرت السلطات المحلية الجرافات على شاطئ إمسوان، الجوهرة الطبيعية في جنوب المغرب، لهدم المنازل والمحلات التجارية، مما أثار استياء كبيرا لدى السكان. من المستفيد من هذه العملية؟
وكما هو الحال مع قرى الصيد جنوب أكادير، لم تنج إمسوان من عمليات تدمير المنازل والمحلات. وبدأت العملية يوم 18 يناير على شاطئ إمسوان. ينقسم هذا الشاطئ إلى قسمين بواسطة رأس صخري صغير (إمسوان الشمالي وإمسوان الجنوبي)، ويمتد على طول إجمالي قدره 1300 متر، بمساحة 202 هكتار لإمسوان الشمالي و 308 هكتارا لإمسوان الجنوبي.
في اليوم السابق، منحت السلطات شفهيا سكان الشاطئ مهلة 24 ساعة للمغادرة، “دون معلومات مسبقة أو تحذيرات أو مناقشات”، حسبما قال السكان في بيان.
تم استهداف المساكن الرئيسية والمقاهي الصغيرة ونوادي ركوب الأمواج والمطاعم، وكلها تقع على هذا الشاطئ الصغير.
أدى هذا الدمار الهائل إلى إطلاق عريضة حصلت على أكثر من 17000 توقيع، جاء فيها أن “وجود هؤلاء السكان يرتبط ارتباطا وثيقا بنسيج إمسوان ذاته. تعد منازلهم وأعمالهم جزءا لا يتجزأ مما يجعل هذه الجماعة مميزة. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد العديد من السكان على السياحة لكسب دخلهم، وهي صناعة تزدهر بفضل الجاذبية الفريدة لأماكن مثل جماعة إمسوان القديمة“.
سوف تفسح المنازل والمحلات المدمرة المجال أمام منتجعات ساحلية جديدة. وفي ذلك تهديد ضار للمنطقة، بحسب اصحاب العريضة الذين أكدوا قائلين: “نحن مقتنعون بأن هدم إمسوان لإفساح المجال أمام منتجعات ساحلية جديدة هو إجراء ضار يهدد بمحو “الجوهرة” التي تجذب راكبي الأمواج والسياح، داعين الآخرين للانضمام إلى المبادرة حتى يطالبوا معًا “السلطات المعنية بالوقف الفوري لهذه المشاريع المدمرة والإدلاء ببيان لصالح السياحة التي تساعد الشركات المحلية على الازدهار.”
يندرج هذا المشروع في إطار مخطط لإعادة تهيئة المنطقة، كما كتبت هسبريس. وفي الوقت الحالي، لم يتم تقديم أي تفاصيل حول المشروع.
هل يتعلق الأمر بمشروع لصالح المنطقة مع الحفاظ على ثقافتها وتراثها، أم أنه يهدف إلى تحرير المنطقة لصالح عمالقة الفنادق؟ أسئلة تبقى، في الوقت الراهن، دون إجابة. في عام 2021، أنشأ المجلس الإقليمي الشركة الجهوية للتنمية السياحية بسوس ماسة لتطوير منتجات سياحية جديدة بإمسوان. وكان الأمر يتعلق بتنظيم الاستثمارات السياحية بشكل أفضل في المنطقة، مع مراعاة خصوصياتها، وتحسين القدرة على الاستقبال لهذه الوجهة الساحلية الاستثنائية.
شددت السلطات آنذاك على أن جماعة إمسوان، بنشاطها المتركز على الشواطئ وصيد الأسماك وزراعتها التقليدية وتربية النحل وتجارتها المتخصصة، تتمتع بإمكانيات طبيعية كبيرة تشكل إطارا ملائما لتنميتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى