الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء سطات تطالب بفتح تحقيق حول ملابسات وفاة السجين شكيب رشدي
في بيان صدر بتاريخ 20 يناير 2024، أدان المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء سطات الاعتداءات العدوانية والانتقامية التي يتعرض لها سجناء الحق العام بسجن عكاشة، والتي أودت بحياة الشاب شكيب رشدي، وطالب بفتح تحقيق حول ظروف وملابسات الوفاة.
وبينما كان أعضاء المكتب يننتظرون الخطوات التي ستتخدها المندوبية العامة لإدارة السجون بعد تولي المغرب مسؤولية رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة، من أجل تصحيح مسارها حول ما كان يتم فضحه من لدن المعتقلين السياسين الذين كانوا نزلاء بسجن عكاشة، ومنهم المعتقل السياسي ناصر الزفزافي ونور الدين العواج وسعيدة العلمي..، من ممارسات التعذيب الخطيرة التي يتعرض لها المعتقلون وصلت حد الاغتصاب والتحرش الجنسي والتهديد والممارسات الحاطة بالكرامة؛ تتغاضى المندوبية العامة لإدارة السجون عن اتخاذ أي قرار في مواجهة سلوكات انتقامية وعدوانية تكرس نفس منطق التنكيل والاعتداء الجسدي، ولكن هذه المرة في حق الشاب شكيب رشدي البالغ من العمر 26 عاما من فراشة درب السلطان أو ما يسمى بقيسارية الشمال، بالدار البيضاء، شاءت ظروف الفقر والحاجة والهشاشة والقهر و البطالة، وتلفيق التهم ان ترمي به في السجن المدني بعين السبع المعروف بعكاشة، ليقضي بها سنتين ظلما وعدوانا، حيث ظل هذا الشاب مند اعتقاله وحيدا نزيل زنزانة الكاشو مصفد اليدين، يتعرض لاعتداءات شنيعة من بعض الموظفين، وعلى رأسهم احد المسؤولين المعروف بساديته وعنفه وممارسته كافة انواع العنف والتنكيل في حق السجناء.
ويذكر البيان أن ما تعرض له هذا الشاب، وحيد أمه المعروف بطيبته ودماثة خلقه والأب لطفلين، من تنكيل وتعذيب و اعتداء جنسي، وإذلال لم يستطع معه العيش، بات حديث السجناء بسجن عكاشة وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بالداخل والخارج، حيث أكدت هذه المصادر كلها أن الفقيد شكيب رشد تم الاعتداء عليه تقريبا ثلاثة أيام قبل وفاته من طرف 8 أعوان داخل زنزانته، قاموا بتعذيبه واغتصابه ونزع ملابسه، وأغلق عليه الباب وترك وحيدا دون علاج، مصفد اليدين وبدون أكل أو مساعدة بالرغم من طلبه لها، ليضع حدا لحياته فجر الحادي عشر من يناير 2024, بواسطة خيط يستعمل كحزام للسراويل الرياضية.
إن المكتب الجهوي لجهة الدار البيضاء سطات يعتبر هاته الممارسات السادية والمرضية و السلوكات المهينة والحاطة من كرامة السجناء والمنتهكة لحقوقهم, والماسة بسلامتهم الجسدية والنفسية وبحقهم في الحياة، التي تتم بسجن عكاشة على مرآى ومسمع ومباركة من المندوبية العامة لإدارة السجون، والتي مست بأحد أقدس حق من حقوق الانسان، وهو الحق في الحياة، ممارسات ممنوعة ومحرمة دوليا، ومجرمة تشريعيا وطنيا، والتغاضي او السكوت عنها، وعدم المعقابة عليها تكريس لسياسة الإفلات من العقاب، وتشجيع للممارسات الخارجة على القانون إبان الاحتجاز، وتسهيلا للانتقام من كل من يرفضها او يفضحها ويطالب بالإنصاف.
ولذلك فإن المكتب الجهوي لجهة الدار البيضاء السطات للجمعية المغربية لحقوق الانسان وهو يعزي عائلة الشاب واصدقاءه وذويه والنزلاء معه، يعبر عن تضامنه مع كل السجناء والمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب والمعاملة المهينة والحاطة من الكرامة والممارسات اللانسانية، .يعبر عن إدانته الصارخة للاعتداءات العدوانية والهمجية الممنهجة التي طالت الفقيد شكيب رشدي منذ دخوله السجن، باعتبارها تعذيبا له وفعلا انتقاميا يستهدف تطويعه وامتهان كرامته وإذلاله وإخراس صوته لكونه يرفض المعاملة المهينة والحاطة من كرامته من لدن موظفي السجن، كما رفض الظلم قيد حياته، والإهانة ومصادرة بضائعه البسيطة من طرف أحد أعوان السلطة بالمنطقة حيث يبسط فراشته.
ويطالب بفتح تحقيق عاجل ومعمق حول ظروف وملابسات الوفاة وحول ما يروج لما تعرض له الفقيد شكيب رشد قبل الوفاة بزنزانته بالجناح 6 من تعذيب وحشي من لدن ثمان عناصر من أعوان وموظفي السجن بزعامة أحد المسؤولين المعروف بساديته وممارساته الشادة والعنيفة بحق السجناء، وحول الاعتداء الجنسي الذي تعرض له، وتحديد المسؤوليات بخصوص ما مورس بحق هذا الشاب من جرائم وحشية وخطيرة، وبخصوص ما يقع بالسجن من ممارسات وسلوكات بحق السجناء والسجينات التي باتت معروفة وممنهجة بسجن عكاشة، وترتيب الجزاءات عنها ،وجعل حد لها و لإفلات مرتكبيها من العقاب.