13-التجديد الفكري بين التوطين والإجهاض…محمد صلحيوي
هناك ضرورة إعادة صياغة توجهات مثقفو ومثقفات مغرب الستينيات والسبعينيات، واستمرت إنتاجاتهم/ن تسيج وتهيكل تفكير النخب إلى يومنا؛ وذلك للتمكن من فهم واستيعاب الإجتهاد القطائعي لفكر ظرفية 2011- 2021.
لقد توزع مثقفو/ت قبيل الإستقلال السياسي وخلال بداية الستينيات والسبعينيات إلى إتجاهين :نخب الأحزاب الوطنيةوالتقدمية من جهة أولى،ونخب الطبقة السائدة من جهة ثانية.
ومن الاولى ستظهر التوجهات الديمقراطية.
– نخب الطبقة السائدة ستركز على قيم:
الاعتزاز بالهوية الوطنية، الوطن-الأمة بمضمون الأصالة التاريخية،
وباستمرارية الدولة
وبأن الاسلام أساس الدولة والمجتمع، وبالتعددية الحزبية والنقابية وضد الحزب الوحيد والنقابةالوحيدة، وبحرية المبادرة الاقتصادية.
-توجه القوى الوطنية والتقدمية واليسارية،ركز على :
تقديس الشعب وتمجيد الشهداء والإستشهاد من أجل الوطن،وفضح الخونة وتمجيد الاقتصاد ودمقرطة العلاقات الإجتماعية ودسترة النظام السياسي عبر”المجلسالتأسيسي” .
يمكن وضع هذا التوجه، من حيث العمق، ضمن توجهات التحرر الوطني العالمية وضد الاستعمار والامبريالية، حمل بوادر المواجهة للثقافة التقليدية المحافظة والسائدة المتحكمة بأدواتهاوآلياتها المختلفة.
كان التوجه التقدمي مؤطراَمن طرف أحزاب وجمعيات ونقابات.
أدت هذه التجربةإلى ماأصبح يسمى اليوم “خسوف المثقف العضوي”،الذي برز بقوة
بداية تأسيس الحركة التقدمية،والتي عرفت بروز مثقفين مؤدلجين مرتبطين”بنبض المجتمع وبالفكر الإشتراكي”
إلا أن هذا التوجه حمل
في أحشاءه ثلاثة أعطاب أساسية:
1-لم يحمل رؤية فكرية مفككة لاسس الفكر المحافظ والتقليدي.
2-تبني السجال الايديولوجي والسياسي، وهمش كل التعبيرات والمثقفين غيرالمرتبطين بالأحزاب الوطنية و التقدمية.
3-سعى مثقفو/ت هذا التوجه إلى كتابة التاريخ الوطني بإقصاء وتهميشها وقائع ورموز تاريخية[…..] كيف يمكن للحزب الاشتراكي الموحد أن يساهم في العبور إلى ثقافة المواطنة الشاملة والعدالة الاجتماعية والجهوية والمناطقية؟. ثقافة مواطنة أساسها منظومة القيم التالية:
المواطنة بمعنى المساواة الكاملة– احترام الحقوق والواجبات- سمو الشرعية الشعبية-سمو الوطنية المغربية المتجددة الجامعة والحاضنة-رابطة القانون – احترام الرأي بالاختلاف والتعدد- الانفتاح العقلي. إنها ممارسة اجتماعية مستبطنة تشرعن المساواة بين الأفراد والجهات والمناطق ومكونات مجتمع،ما عبر بالتساوي المطلق أمام القانون، واحترام التميز والاختلاف عبر تحديد واضح للفضاء العام والخاص، في إطار شفافية تجعل حرية الممارسة والفعل مقرونة بالمحاسبة والمسؤولية والاستعداد لتحمل تبعاتها. ثقافة المواطنة تبرز في سيادة العقلنة وفي سمو إنسانية الإنسان.