مهرجان كان 2024، ومرة أخرى نفس السؤال حول التمثيلية المغربية : مَن ذهب على ظهر ميزانية الدولة؟؟ وكيف يُمثَّل المغرب هناك؟؟ وما سر الاتفاقية الفرنسية/المغربية؟؟

📌 ويستمر تباعا عبث تدبير وتبدير “المركز السينمائي المغربي”، وبتواطئ توافقي من طرف وزير الشباب والثقافة والاتصال القادم من صناديق الاقتراع الشعبي.
النازلة لا تحتاج إلى مرافعات ولا إلى مجادلات للبرهنة على سوء التدبير وفحش التبدير، فالشواهد الصُُوَرية والأخبار الشفوية والإعلامية من عين المكان تفضح الظاهر والمُستتِر، بدأً من صورة الملصق الإشهاري، الطويل والعريض، بمدخل “سوق كان” وهو دليل على إرتفاع كلفة الإشهار (أنظر في نهاية المقالة معلومة رسمية عن كلفة خيمة المعرض للمقارنة) وكذلك على عدم إستجابته لمعايير الإعلام والإعلان العصري (هل تمت الاستعانة بوكالة مختصة، ووفقا لطلب عروض عمومي؟؟)، من خلال تكريس الصورة الكولونيالية التي تحمل الجِمال والصحراء وقصور الجنوب مع عنوان بليد “Cash rebate 30%”، وكأن المغرب ليس به سوى الصحراء، وكأننا بسوق باربيس Barbès الباريزي نعلن فيه تخفيضات نهاية الموسم، (أنظر الصورة المرفقة) علما بأن مثلا، الجارة الإسبانية تقدم خصم 40٪ والسعودية تغري المنتجين بأكثر من ذلك.
وتتوالى إضاعة الفرص، وتتابع الخيبات، ولا من يعتبر من تجارب الماضي ولا تجارب الآخرين، (مثلا، شركة MAD solution المصرية حضرت هاذا العام بقوة عبر عدة لقاآت وندوات مُؤطرة من مهنيين ونجوم الشاشة المصرية – أنظر الصور المرفقة، كذلك عبر دراعها الإعلامي المصطنع والمتمثل في “المركز العربي للسينما”، والذي تبرع على المدير بالنيااابة للمركز السينمائي المغربي بإدراجه في قائمة فنكوشية تضم 101 مؤثرا ة في السينما العربية برسم سنة 2024🤣).
📌 وكما جرت العادة (نبهت لذلك في السنة الفارطة)، حضور مغربي ذاتي مستقل، عبر افراد بمعزل عن توحيد إستراتيجية تَموقع/تَواجد مؤسساتي قوي.
– نبيل عيوش، المغربي/فرنسي، يرقص لوحده مع تودة. (يشارك ب فيلم “الكل يحب تودة – Everybody loves Touda” بفقرة “كان عرض أول” وليس بها مسابقة ؛ ومن خلال الڤيديو الإشهاري (مرفق بالمقال) تبيَّنت لي مفارقة بين طرح المشروع الذي يخص فن العيطة المغربي الأصيل ونمط الأغنية بالشريط الإعلاني، والذي به أغنية شعبية عصرية لا علاقة لها بفن العيطة (الأغنية هي من التراث الݣناوي وتمت إستعادتها على مقام النغم الشعبي العصري من طرف كثير من المغنيين والمغنيات على رأسهم زينة الداودية)… ووصلتني أصداء بخصوص عدة إختلالات بالفيلم أبرزها على مستوى السيناريو الغير محبوك … في إنتظار مشاهدته للفصل😉).
– وسعيد بلعربي حميش، المغربي/فرنسي، يعبر البحر وحيدا. (يشارك بفيلم “بعيدا عن البحر – La mer au loin” بفقرة “أسبوع النقاد” خارج المسابقة، وهو ثاني شريط طويل له ( لم يُشاهد شريطه الطويل الأول “عودة إلى بولين – Retour à Bollène”، إنتاج 2017، بالمغرب تجاريا) ؛ الشريط عبارة عن قصة ميلودرامية لمهاجر سري مغربي على خلفية اغاني الراي raï).
– وأنور معتصم، المغربي/البلجيكي، يصارع الريح وحيدا. (يشارك في سوق كان بفيلم “رجل الريح – Atoman” في مرحلة ما بعد الإنتاج، الشريط الذي عان من عدة تأخيرات بسبب مشاكل إنتاجية، والعمل هو قصة بوليسية عن قرصان معلوماتي يقرصن أنظمة معلوماتية لكبار مختبرات الأدوية بالعالم قصد تخفيض كلفة مصل مضاد لوباء كوڤيد 19).
– وأسماء المدير تطوف على الموائد وحيدة. (عضوة لجنة تحكيم “نظرة ما”).
📎ملحوظة هامة : كل المخرجين المذكورة أفلامهم هم منتجون وهم مخضرموا الجنسية، مما يفتح الباب على عدة أسئلة بخصوص الإنتاج الوطني المحلي والبصمة السينمائية المغربية فنا وثقافة … وما الجالية المغربية بالخارج إلا مكون نسبي منها ؟؟؟!!!
🛑وبصدد هاذا الموضوع، تحضرني السينما الإيرانية والتي تلقى دعما وإشهارا غربيا منقطع النظير، بشرط أن تكون وفق توجيهات الغرب، وأن تكون موقعة من مخرجين لاجئين أو مضطهدين في إيران، مع غظ النظر عن ما يُنتج من أفلام جيدة داخل إيران. وهي سياسة مكشوفة النوايا السياسوية. وتلك لعمري نفس السياسة المتبعة من طرف الغرب في تشجيع إنتاجات الجالية المغربية بالخارج، ولو بوجه مختلف وأسلوب مغاير، لكن الهدف واحد….
– والبعثة المغربية الرسمية في هيئة “المركز السينمائي المغربي”، الذي هو في خبر الغائب على مستوى المشاركة في العرمرم من برامج وفقرات المهرجان، والحاضر طبعا في فاتورة مصاريف النقل والإقامة ومستلزماتها الثقيلة على كاهل المال العام، في مقابل ضآلة مردودية هذه التمثيلية إعلاميا وإنتاجيا. مع تسجيل عدة علامات إستفهام بخصوص حضور “الخزانة السينمائية المغربية” وجدواها هناك وهي المشلولة هنا. كذلك الأمر بالنسبة للإنتقائية اللاديمقراطية واللانفعية في إختيار أعضاء الوفد (الظاهر منه والمستتِر) ومدى إسهامهم في تسويق المنتوج المغربي ب”كان”، مثلا مدير “معهد السينما”، ورئيسة “لجنة دعم المهرجانات”، وشركة “Ozz films” الخاصة والحاضرة الوحيدة بشعارها التجاري في كل مكان بخيمة المركز التي وكأنها ڤترينة عرض أثاث منزلي تفتقد لأيتها لمسة إبداع وتميُّز فني جدير بالفن السابع وأصالة الفن التراثي أو العصري المغربي (إنظر الصور المرفقة).
– وطبعا بطل القصة، محمد مهدي بنسعيد، حيث زار وزير ش.ث.ت الرواق المغربي يوم السبت 18 ماي، عقب لقائه بوزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي ( من أب مغربي وأم جزائرية مهاجران بفرنسا) والتوقيع على إتفاق ثنائي فرنسي/مغربي “لتسهيل الإنتاج السينمائي المشترك والتبادل بين المخرجين المغاربة والفرنسيين، والذي يهدف إلى إحداث لجنة مشتركة بين “المركز السينمائي المغربي” ونظيره الفرنسي {CNC} للإشراف على تنفيذ هذا التعاون الذي يصبو إلى تبسيط الإجراءات وتعزيز التعاون من أجل الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز المشاريع السينمائية” {حسب “وكالة المغرب العربي للأنباء”}، هذه الاتفاقية الذي إعتبرها العديد من المتابعين للشأن السينمائي المغربي بغريبة التنزيل والتوقيت؟!
🛑وللتذكير بخصوص هاذا الاتفاقية، فإنها تعود لسنة 1977، وقد تم تفعيلها سنة 1989، ورُسِّم تطبيقها سنة 1990، وبها آآآآنذاااااك بند إحداث لجنة مشتركة كما وردت في بلاغ الاتفاق الحالي، أي أن العملية مجرد بهرجة إعلامية عوَّدنا عليها محمد مهدي بنسعيد (بهرجان مان)*، ويقوم بإشهارها ونشرها على صفحات الفيسبوك والأنستغرام وغيرهما، عبر حساب الوزارة وحسابه الشخصي، وتأتي كلها في صيغة sponsorisée، اي مؤدى عنها من المال العام (انظر الصور المرفقة).
والغريب في الأمر كون موقع وزارة الثقافة الفرنسية الرسمي، وصفحتها بالفيسبوك وكذلك الصفحة الخاصة لرشيدة داتي، لم تُدَوُِن الحدث والإتفاقية (عادة لا تدون المجاملات😉)، إضافة إلى تسجيل سطوع غياب سفيرة المغرب بفرنسا، وهو الأمر الغرييب بروتوكوليا، خصوصا والعلاقات بين البلدين لازالت فاترة؟؟!!
🖍️وفي حديث آخر :
يقول المثل المغربي البليغ : “اعمى بن اعمى لي كيشوف الغيام فالسما و كيدير حنكو فالما”.
توقيع : هشام الودغيري
خبير إعلامي وفني وسينمائي
* “بَهْرَجَان مَان” هي كناية جديدة من توقيعي على وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد مهدي بنسعيد🤗 حقوق التأليف محفوظة لي من الآن فصاعدا🧐
📎للمعلومة بخصوص كلفة كراء جناح بالقرية الدولية ب”كان” يبلغ :
– بالريڤيرا RIVIERA SIDE، خيمة 5 متر مربع + باحة 5 متر مربع، إبتداء من 18425 أورو، مع زيادة 492 أورو عن كل 1 متر مربع للخيمة، و245 أورو عن كل متر باحة،
بالپانتييرو PANTIERO SIDE، خيمة 5 متر مربع + باحة 5 متر مربع، إبتداء من 16750 أورو، مع زيادة 450 أورو عن كل 1 متر مربع للخيمة، 220 أورو عن كل متر باحة
– شكرا لوكالة المغرب العربي للأنباء على تغطيتها بالڤيديو للخيمة المغربية بمهرجان كان.