حفل تكريم الأستاذ أحمد بوتوار مدير ثانوية بخريبكة أحيل على التقاعد
حفل تكريم من طراز خاص على شرف الأستاذ أحمد بوتوار مدير ثانوية بخريبكة أحيل على التقاعد بحد السن؛ عاش الحضور المتنوع ورفاقه بالخصوص في هذه المناسبة لحظات وجدانية اختزلت سنينا مع الرفقة الطيبة والصداقة الصادقة التي جمعته بهم حوالي ثلاثة عقود من الزمن؛ تقاسموا معه الانخراط في العديد من المواقع الشبيبية والحزبية والحقوقية؛ ناهيك عن مهنة التعليم النبيلة التي جمعتهم أيضا؛ الرجل كرس حياته وهو يوفق بين الوفاء لمهنته مدرسا وإداريا؛ والوفاء لأسرته الكريمة فظل رب أسرة مثالي ربى ابنته البارة هديل أحسن تربية ولم يبخل عن نجله المهندس سامي بواجب الرعاية والأبوة حتى اعتليا أعلى المراتب في تكوينهما المدرسي و الأكاديمي؛ كما كان وفيا للواجهات النضالية والتواجد الفعلي في المواعيد التنظيمية والنضالية وفيا لشارة النصر وللقبضة النضالية؛ كيف لا وهو الذي اختار الانخراط شابا في النقابة التلاميذية وفي أنشطة ا.و.ط.م طالبا؛ وممثلا للطلبة للأساتذة في مركز التكوين CPR غير آبه بالتهديد والوعيد طيلة هذا المسار المحفوف بمخاطر الانتقام وما قد يكلفه من طرد ومواجهة المجهول في مصيره الاحتماعي…
واصل الرجل مسيرة النضال والكفاح منحازا للعدل ومتشبثا بتحصين ما تحقق من حقوق وانتزاع ما اغتصب منها وهو يقتحم عالم الوظيفة والشغل؛ فلم يستقل قط من تحمل مسؤوليته في المطالبة بتحسين ظروف الشغل مهنيا وماديا من خلال الانخراط الواعي المسؤول في العمل النقابي من مختلف الواجهات محليا وإقليميا ووطنيا حيث أنه بدأ نضاله النقابي من بوابة النقابة الوطنية للتعليم cdt وله تجربة مهمةفي fne قبل أن يعود إلى البيت الكونفدرالي.
ولأن المناخ العام لممارسة الحقوق تؤطره الاعتبارات السباسية وإيمانا منه بضرورة خوض الصراع لانتزاع الحقوق الاحتماعية والاقتصادية والثقافية والمجالية.. فقد اقتحم أيضا العمل الحزبي من خلال م.ع.د.ش حزب الأنتلجنسيا الصغير بواقفه التاريخية الكبيرة مرورا بحزب اليسار الاشتراكي الموحد الذي تحول إلى الاشتراكي الموحد لاحقا وهي تجربة حزبية تحمل فيها الرجل مسؤولياته التنظيمية بتجرد ونكران للذات باعتبار هذا الإطار يشكل له ولرفاقه نافذة للإطلال على أحلام الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. كما انخرط سي احمد في العمل الحقوقي من واجهة ج.م.ح.إ هذا الإطار الجمعوي الذي راكم تجربة كبيرة في نشر حقوق الإنسان والدفاع عن ضحايا الانتهاكات.
وطيلة هذه المسيرة التنظيمية المحترمة لم يتخلف سي احمد عن المحطات النضالية فتجده في الصفوف الأمامية للمسيرات الاختجاجية أو في مركز دوائر الوقفات معتليا منصة الخطابة أو مرددا لشعارات المطالب جاهرا جريئا بصوت الحق …
هذه البطاقة تغني الحضور عن الحجاج على استحقاق التكريم الذي حظي به في مؤسسته التي يشتغل رئيسا لها؛ فقد غصت قاعة الحفل عن آخرها بالمدعويين ولم يتأخر أحد عن الحضور باستثناء ثلاثة عناصر تعذر عليهم ذلك لظروف قاهرة؛ تكريم بنفحة فلسطينية بارزة من خلال تزيين القاعة بعلامات لا تحتاج إلى فك شفراتها؛ أما الحضور فقد كان متنوعا حضر قدماء المؤسسة ومنهم من تحمل عناء السفر مئات الكيلومترات وحضر أصدقاء المحتفى به في حدود ما أتاحته له لجنة التنظيم كما حضرت أسرته الصغيرة ممثلة في الأستاذة نعيمة بلحاج المفتشة والخبيرة التربوية المعطاء الأكاديمية الملتزمة والمرأة التي راكمت بدورها تجربة نضالية كبيرة؛ وابنته هديل فيما غيبت الالتزامات التكوينية؛ وقد تحسر س احمدفي لحظة إنسانية حساسة على تعذر حضور كثير من الأصدقاء والرفاق والزملاء الذين تربطهم به علاقات متينة لأن الجهة المنظمة للحفل حصرت العدد في رقم محدد لم تمنح المحتفى به إلا رقما ضئيلا أمام كم أصدقاء الرجل ورفاقه وهو المعروف بتجسير العلاقات وتشبيك الصداقات وغنى الامتدادات…؛
لقد كان حفلا بديعا قدمت فيه كلمات مؤثرة واستمتع فيه المدعوون بين فينة وأخرى بوصلات غنائية من طرف أحد الأساتذة الذي أبدع في تقديم أغان ملتزمة لمارسيا خليفة بالإضافة إلى بعض المقطوعات من الأغاني المغربية الأصيلة…
تخلل العرس التكريمي كلماته مختارات لغوية بالفرنسية من طرف بعض الضيوف المتقاعدين جميلة تناسب سياق الحفل.
عاش الحضور الكثيف لحظات وجدانية صافية استعدت فيها شريط أحداث جمعتهم مع سي احمد الذي ظل وفيا للجميع في كثير من المحطات ولم يزده ااتقدم في السن إلا مزيدا من النضج ومزيدا من الإصرار على مواصلة المسير على درب الكفاح الأفقي والعمودي مهنيا ونضاليا وإنسانيا.
فشكرا للجنة التنظيم على هذه المبادرة المستحقة وهنيئا لكم على نبل الصنيع داخل المدرسة العمومية التي تحتاح إلى تكريس ثقافة الاعتراف.
وطوبي لهذا الرجل العظيم على هذا المسار المحترم وله فعلا أن يفتخر رفاقه واصدقاءه لمسيرتك كما جاء في مستهل كلمته. وانتم الحفل التكريم بنعي استاذين توفيا كانا يعملان مع المكرم بنفس للمؤسسة بمنح تذكارين لابنيهما كانا من الضيوف كعربون عرفان لروحيهما الطاهرة والترحم عليهما وعلى شهداء فلسطين الابية… تقاعد مريح للأستاذ أحمد بوتوار.