وجهة نظر

كيف نفهم تصدر جبهة اليسار الجديدةً للانتخابات بفرنسا ؟ذ.عبد الرحيم جدي

ليس مهما ان تكون هذه القراءة للمشهد السياسي الفرنسي ..مطابقة او غير مطابقة …لكم قرانا من دراسات للمستشرقين لتاريخنا الحضاري .. حتى ولو كانت على هامش الموضوع ..المهم ان الذاتية العربية تقرا فرنسا …ذلك هو الكسب .

لعل ابرز ما ينبغي التذكير به هو الالتقاء العملي بين سياسة حزب ماكرون “معا جميعا ” “والتجمع الوطني” …في محطات اساسية : لقد صوت حزب لوبين ضد الزيادة في الحد الادنى للاجور ..كما ساند رفع سن التقاعد الى 64 سنة ..ناهيك عن انتخابات تفصيلية بمجلس الامة .. هذا فضلا عن مساندته المطلقة الى جانب رءيس الدولة للحكومة الصهيونية في عدوانها على الشعب الفلسطيني ..
الخلاصة الموضوعية ان أقصى اليمين بفرنسا يقوم بدور الكفيل لسياسة ماكرون الذي لم يتردد في مغازلته باستعمال قاموسه السياسي خاصة ما تعلق منه بالهجرة واسلوب التعاطي معها ..وجاء زمن الانتخابات الاوروبية … و تم تعزيز تسويق فكرة اكتساح اقصى اليمين للانتخابات .. والحال انه لم يتجاوز ربع مقاعد البرلمان الاوروبي ..اذ ان موسسات البرلمان بقيت بيد احزاب الوسط والخضر .. والهدف هو تبرير الدعوة الى حل البرلمان واعطاء الشعب فرصة لانتخاب من يريد ..
هذا التبرير .. ” حق اريد به باطل ” كما نقول ..فالرءيس الفرنسي استند الى الفقرة الثالثة من الفصل 49 من الدستور..لتمرير جميع مشاريع القوانين الاساسية اي دون اغلبية برلمانية .. حتى ولو لم تكن القوانين المعنية ذات طابع استعجالي وتدبيري ..كما هو شأن قانون رفع سن التقاعد الى 64 سنة ..ورغم ان بعض الصناديق الفرعية الاجتماعية ..توفر فاءضا ماليا . وإذن الرءبس يعاني ازمة شرعية نيابية وجاءت فرصة انتخابات البرلمان الاوروبي ..ليقامر بمستقبل قاعدته البرلمانية ..في افق شراكة ما مع اليمين المتطرف …
كل الموشرات اوحت بان اليمين المتطرف سيكتسح الانتخابات ..وانه سيكون مدينا لماكرون بهذه الهدية …. حتى ان زعيم التجمع الوطني بدا يتحدث عن حقه في رئاسة الحكومة …
لكن ماذا وقع ؟
تكتيكات محدودة لكن حاسمة ..ضمنت تفوق جبهةًاليسار ..
فمن جهة طعن اليسار في مصداقية الاعلام ..بادلة مقنعة ..من اوكرانيا الى غزة الى ساحات النضال العمالي الفرنسي …مما يعني انه استثمر في نسف ادوات الهيمنة … في مقابل تغذية وتعزيز قنوات التواصل غير التقليدي ..الذي يوفر حرية واسعة ..
من جهة ثانية ..حصر النقاش والسجال في مطالب عملية كسن التقاعد والرفع من الحد الادنى للاجور …بمعنى خاطب الحس الطبقي لدى الشعب الفرنسي ..اما اهم نقطة في برنامج الهجوم على اليمين ..هو التوجه الى الغاءبين عن التصويت – 16 مليون من الشباب – وتعبءتهم في المعركة .. كل زيادة في عدد المصوتين ..تصب في صالح اليسار …وكان لميلونشو دور حاسم في هذا التكتيك ..الذي اوضح ان العزوف السياسي هو حاصل رفض للعبة العقمية سياسبا …وليس بسبب عدم التسيس والامبالاة ..
باسم التحالف الموضوعي ..ودماء شهداء فلسطين … اعلن تضامني مع الجبهة الفرنسية …في محطاتها القادمة …امين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى