اخبار دولية

فرنسا من سيحكم وكيف؟.. الجبهة الشعبية الجديدة (اليسار) تتصدر النتائج واليمين المتطرف يحل ثالثا بعد التحالف الرئاسي

تنوير -الحنبلي عزيز

بعد الانتصار التاريخي لليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية التي جرت في 9  يونيو بحصوله على أكثر من 31 % من الأصوات،  و قرار الرئيس إيمانويل ماكرون  حل الجمعية الوطنية بمقتضى المادة 12 من الدستور والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة.

في الدورة الاولى للانتخابات التشريعية تصدر التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية الأحد بحصوله على 34% ، فيما حل تحالف اليسار ثانيا بـ28.1% من الأصوات يليه التحالف الرئاسي بـ20.3%. وكانت نسبة المشاركة الإجمالية في هذه الدورة بـ65.5% وتعد نسبة المشاركة المسجلة حتى اللحظة النسبة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات 1978 التشريعية في فرنسا، باستثناء اقتراع 1986 الذي جرى وفق النظام النسبي وعلى دورة واحدة و ترشح نحو 4000 شخص لهذه الانتخابات التي ستحدد تشكيلة الجمعية الوطنية، وبناء عليها ستنبثق حكومة تسير البلاد. 

بعد تصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقيادة جوردان بارديلا، وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، حاصداً أكثر من 34 في المئة من الاصوات، و الذي صرح بعد الجولة الاولى للانتخابات التشريعية : “ساكون رئيس وزراء يؤمن بالتعايش ..لكن لن اتنازل عن السياسات التي سننفذها ”  وفي رد فعل مارين لوبن “معسكر ماكرون تم محوه عمليا”.

اما جان لوك ميلونشو فقال” لن نسمح بانتصار التجمع الوطني   واذا حصل على المرتبة الاولى ونحن في المرتبة الثالثة سننسحب “ و دعا اثرها رئيس الوزراء غابرييل أتال إلى عدم التصويت نهائيا لحزب التجمع الوطني في الدور الثاني . فيما دعا ماكرون إلى تشكيل تحالف ديمقراطي أوسع في الدورة الثانية!

و عقب إغلاق مكاتب الاقتراع وصدور التقديرات الأولية لنتائج الدور الأول للانتخابات التشريعية، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إلى “تحالف ديمقراطي وجمهوري واسع” في مواجهة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يتصدر النتائج.

وقال ماكرون في تصريح مكتوب إن “المشاركة الكبيرة في الدورة الأولى (…) تظهر أهمية هذا التصويت بالنسبة إلى جميع مواطنينا، وإرادة توضيح الوضع السياسي”، مضيفا “في مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع (يكون) بوضوح ديمقراطيا وجمهوريا في الدورة الثانية”.

تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري (172 إلى 192 مقعدا)، نتائج الدور الثاني  يليه تحالف الرئيس ماكرون (150 إلى 170 مقعدا)، في حين حل اليمين المتطرف الذي كان يُرجح في الأساس حصوله على غالبية مطلقة، ثالثا (132 إلى 152 مقعدا). ولم يستطع أي من الأقطاب السياسية الثلاثة الحصول على الأغلبية البرلمانية و لا تستطيع أي من التشكيلات السياسية الوصول بمفردها إلى الأغلبية المطلقة البالغة 289 نائبا. وبلغت نسبة المشاركة 66,63 بالمائة أمس الأحد، حيث صوت 28 مليونا و870 ألفا و328 ناخبا، وفقا للنتائج النهائية لوزارة الداخلية الفرنسية..

وخلاف ذلك،  اتضح انه ثمة خطر حقيقي يكمن في أن تكون لفرنسا جمعية وطنية متعثرة بدون احتمال تشكيل تحالفات بين معسكرات شديدة الاستقطاب، وهو ما يهدد بإدخال فرنسا في المجهول. وعرفت فرنسا في تاريخها الحديث 3 فترات من التعايش بين رئيس وحكومة من توجهات مختلفة، في عهد كل من الرئيسين فرنسوا ميتران (1986-1988 و1993-1995) وجاك شيراك (1997-2002).

ويخيم حالة من الغموض  في التوقعات بتشكيل ائتلاف حكومي أو اتفاقات حالة بحالة أو اللجوء للمادة 49.3 و بشأن الشخصية التي ستتولى رئاسة الوزراء. في الانتظار، طلب ماكرون من غابرييل أتال البقاء في منصبه “حفاظا على استقرار البلاد” لفترة غير محددة خصوصا مع اقتراب الألعاب الأولمبية بباريس (من 26 يوليو إلى 11 غشت )  ليبقى السؤال فرنسا من سيحكم وكيف؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى