رد إيران بين الالتزام الأخلاقي من جهة و الاختراق و الغطاء القانوني من جهة أخرى-يوسف بنصباحية

خطابات و مواقف كثيرة تتحدث عن سبب تأخر الرد الإيراني، ذهب بعضها إلى التشكيك في جدية خطاب إيران بحتمية الرد و درجته القاسية. لكن الامر لا يؤخذ بالعاطفة و الرغبة التي تعترينا جميعا برؤية رد قاسي يثلج صدورنا و يؤلم الكيان الصهيوني. الحرب و السياسة لها قواعدها، و هذا ما يؤخر الرد الإيراني و معه رد حزب الله و جبهات الإسناد. فإيران أمام تحديين كبيرين يجعلها تتردد في الرد. أولهما الاختراق الصهيوني الذي وصل مستوى مقلق داخل إيران خصوصا مع اعتراف الحرس الثوري الإيراني بأن استهداف هنية كان بمقذوف قصير المدى ما يعني انه من داخل إيران. و هذا يدل على أن خلايا عملاء الصهاينة وصلوا لمستوى كبير في التواجد و التخطيط و حرية التحرك و تحديد الاهداف داخل إيران. لأن استهداف هنية بمقر إقامته التي لا تبعد سوى ب كيلومتر و نصف عن القصر الذي يتواجد به خامنئي. يجعل إيران في تحدي كبير يجب الجواب عنه قبل الدخول في أي حرب محتملة. لأن الرد الإيراني لابد ان يعقبه رد إسرائيلي ما لم تتدخل الولايات المتحدة لمنع اندلاع حرب إقليمية. لهذا فقبل التخلص من عملاء إسرائيل بإيران يبقى التردد في الرد مبرر. و هناك معطى ٱخر و هو أن إسرائيل لحد الٱن لم تتبنى اغتيال هنية، و نظرا لأن الهجوم كان داخل إيران. فهناك إشكال قانوني في مواجهة المجتمع الدولي. هل يمكن اعتبار ما ستقوم به إيران رد أم هجوم. و مع نفوذ إسرائيل داخل مجلس الأمن و الدعم الكبير للولايات المتحدة و حلفائهما، قد تجد إيران نفسها أمام مشكل قانوني قد ينتهي بفرض عقوبات عليها تزيد من الحصار الذي تعيشه. لهذا فإيران الٱن في موقف حرج، يجعلها بين نارين. نار الرد الذي التزمت به و بقوته و تبييض ماء وجهها مع العرب و المسلمين و جميع المتعاطفين مع القضية الفلسطينية بسبب اغتيال هنية على أراضيها، و بين نار الغطاء القانوني للرد على إسرائيل. و هذا ما يجعلها تتأخر في الرد.