حق الاستاذ في الكدح لمواجهة الظلم الاجتماعي-الحروني علمي
#دفاعا_عن_الأساتذة: يا ديمقراطيو/ات المغرب انتبهوا/ن
كونيون نحن كوكبيون، فوق وطنيين، لا نعترف بالحدود التي رسمتها فوهة البندقية، معاهدة برلين الإمبريالية، حدود الوهم المصطنعة الموروثة المفصلة على مقاس الرأسمال المحتكر للأرض و للثروة والمال، المال “الوهم”، مال “الكليك/النقر” الإفتراضي، كما تحدث عنه مقطع من فيلم دومان (Demain) لسيريل ديون (Cyril Dion)..
فعلى نحو التوجه ” الكوكبي”، كان موقف عالم المستقبليات، الفقيد المهدي المنجرة، متقدما وعميقا وإيجابيا من ” الهجرات” بما فيها هجرات الأدمغة، هنا وهناك، بحيث يراها بعين وزاوية كونية واسعة، فالرجل لا يعتبرها سلبية كما يراها بعض ” الوطنيين” ذوي النظرة الضيقة المنغلقة داخل الحدود القطرية المرسومة.
من حق الناس اختيار المكان الذي يرتاحون فيه، المكان الذي ينتجون فيه ويستهلكون بأريحية وبحرية. الحرية بالقيمة والحمولة التي تحدث عنها محمد بن عبد الكريم الخطابي حين قال ” لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية، وكل ما سواها باطل”. فـأينما وجد ” الظلم فهناك وطني” كما قال يوما الثائر الأممي غيفارا، وحيثما ” وجدت الحرية والكرامة فذاك وطني” وأينما توفرت شروط الحياة الكريمة فتمة موطني.
وبما أن ” الرفيق هو من ينغص من أي مظلومية في العالم” (غيفارا)، فواجب على المناضل/ة أن ينغص من الظلم الذي يتعرض إليه ” الأستاذ/ة ” من خلال ” اللاعدالة الأجرية” والمس بالكرامة والسياسة الممنهجة وضعه في قفص الإتهام، وليس بالسخرية على وضعه الإجتماعي المتردي وبالنيل من شأنه ونعته بأقدح النعوت والصفات السوقية.
و للأستاذ، كما لغيره، أن يكدح، حيثما توفرت شروط الكرامة، لمواجهة الظلم الإجتماعي، والعوز و الفقر و “البطالة المقنعة”، يكفي الأستاذ/ة المواطن/ة ما يعانيه من ظلم وعسف ومس بالكرامة، وتحميله مسؤولية الأوضاع البئيسة لقطاع التعليم، أوضاع سببتها سياسات عمومية، طبقية تحكمية، لا شعبية ولا ديمقراطية، قطاع يكون المواطن وفق ما النموذج والنمط الذي يخدم مصالح الرأسمال النيوليبرالي الغربي، أوضاع حاطة بالكرامة وسالبة للحرية.
مهنة أستاذ، بقدر ما هي مهنة نبيلة، مهنة بناة الإنسان- المواطن، وظيفة “حصرية” على أبناء وبنات الشعب من ” الطبقة الكادحة ” المقهورة، بقدر كونها دائما مستهدفة من تسلط قوى طبقة الإستبداد، منذ فجر الاستقلال، وعلى امتداد التاريخ النضالي للأساتذة، منذ مارس 1965، ومرورا بـ 1979 و1984 و1984…، ألم يتهموا بالتحريض على “الفوضى”؟، ألم ينعت الاستبداد الأساتذة بالأوباش؟ وألم يكف الأساتذة ظلما ما نالوه من استهداف للنيل منهم واتهامهم بـ ” افتقاد الحس الوطني” في كل محطات نضالات حراك التعليم؟ على غرار ما وقع مع حركة الاساتذة المتدربين ومع التنسيقية الوطنية لمن فرض عليهم التعاقد…
لننتبه للخطاب الذي يروجه الآلة الاعلامية المخزنية
لاستهداف حراك التعليم وحراك طلبة الطب والصيدلة وكسر شوكة الحراكين معا، كانت خطة التسلط هي استهداف إحدى حلقات الحراك ” الأستاذ- الأسر-الطالب/التلميذ” باستخدام بروباغاندا إعلامية موجهة ومأجورة. ففي حالة حراك التعليم كان الترويج لـ ” مصلحة التلميذ” لخلق فجوة بين التلميذ والأستاذ/ة بقصد الضغط المعنوي على الأساتذة والنيل من سمعتهم وتأليب الرأي العام ضده، فيحين تم استخدام سياسة الجزرة لتحييد حلقة ” الطبيب/الصيدلي الأستاذ ” أثناء حركة طلبة الطب والصيدلة.
فالحذر ، اذن ، كل الحذر، من الخطاب الملغوم الذي تروجه الآلة الإعلامية المخزنية والدعاية الرسمية المكثفة لاستهداف تماسك ووحدة كل من حراك التعليم وحركة طلبة الطب و الصيدلة ، وذلك عبر افتعال ونهج وتشجيع وتكريس سياسة وأساليب التفرقة والتعارض بين مصلحتي قطبي المنظومة التعليمية بادعاء المراعاة القصوى لأولوية ” مصلحة المتعلم والتلميذ ” عما سواها ، إمعانا ، طبعا ، في تعزيز عزلة الأستاذ، ومن ثمة ضربه والالتفاف على مطالبه المشروعة….، وأملا في فصل الأساتذة – الأطباء/الصيادلة ، باتباع سياسة الجزرة، وإغداق بعض الامتيازات عليهم ، وإبعادهم عن مساندة ومؤازرة حركة طلبة الطب والصيدلة في معركتهم البطولية لصيانة ” مضمون ومدة سنوات تكوينهم” لحرمانهم من حق اختيار مواقع مريحة في التوظيف بما فيها خارج الوطن وغلق الأبواب في وجههم لخدمة الرأسمال الخصوصي المستثمر في قطاع الصحة بشركات مجموعة أكدطال وما شابهها.
فيا ديمقراطيو/ات المغرب اتحدوا/ن.
العلمي الحروني – الهرهورة – 13 غشت 2024