وفاة الممثل السينمائي الفرنسي الشهير آلان ديلون الملقب بـ”ساحر النساء” عن عمر ناهز 89 عاما.

متابعة- الحنبلي عزيز
توفي النجم السينمائي الفرنسي ألان ديلون عن عمر ناهز الـ 89 عاما، على ما أفاد أبناؤه الثلاثة صباح اليوم الأحد.وقال الأبناء في بيان مشترك “إنّ ألان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك لوبو (كلب ديلون)، يعلنون بعميق الحزن رحيل والدهم”.
وأضافوا في بيانهم: لقد توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطا بأولاده الثلاثة وعائلته التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”، مشيرين إلى أنّ الممثل توفي “في الساعات الأولى من الليل”.
وأصيب ديلون بجلطة دماغية قبل 3 سنوات وكان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية. وتصدر عناوين الأخبار في صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، التي يُقال أحيانا إنها شريكته، متّهمين إياها بـ«استغلال ضعف» والدهم.ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للممثل الفرنسي.
ولد ألان فابيان موريس مارسيل ديلون يوم 8 نوفمبر 1935 في هوت دو سين قرب باريس بفرنسا. وعاش طفولة شابها الاضطراب بسبب انفصال والديه وهو لا يتجاوز الرابعة من العمر. كان والده يدير قاعة سينما بينما كانت أمه تعمل في صيدلية قبل أن تقرر التفرغ لتربية طفلها ألان. وبعد انفصال الوالدين الذي صادف اندلاع الحرب العالمية الثانية، أودع ديلون لدى أسرة أخرى لتكفله، ثم عاش موزعا بين والديه -اللذين أنشأ كل منهما عائلة جديدة- وهو ما طبع نفسيته بتعاسة ومعاناة دائمتين.
مساره الدراسي لم يكن ناجحا، بسبب عدم انضباطه وتمرده المتواصل الذي كلفه الفصل من مدرسة لأخرى. ويصف هو نفسه هذه الحالة قائلا: «كنت وحشا صغيرا بالغ الشراسة».
اشتغل في مجالات متعددة قبل ان يلتحق بالجيش وهو في السابعة عشرة من عمره بعد حصوله على ترخيص من والديه، الأمر الذي ظل يؤثر فيه لأنه اعتبر ذلك محاولة منهما للتخلص منه بوصفه طفلا مزعجا.
بعد عودته من المشاركة في حرب فيتنام عام 1954 باعتباره جندي مظلات ضمن الجيش الفرنسي، جرّب ديلون العمل في وظائف متواضعة قبل أن يرصده المنتجون ليقدم في عام 1957 أول أفلامه “أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان”، وبعدها فيلم “روكو وإخوته” عام 1960.
وعرف آلان ديون بعد ان نال شهرة عالمية بعد أدائه دور البطولة في فيلم “ظهيرة أرجوانية” (إنتاج 1960)، الذي لعب فيه دور المغامر الوسيم والعابث توم ريبلي، والذي رأى نقاد عدة أنه نجح في تجسيد شخص “بوجه ملاك وروح شيطان”.
برع ديلون في أدوار الجريمة على غرار فيلم «أي عدد يمكنه الفوز؟» 1963، ونال شهرة كبيرة بفيلم «الساموراي» سنة 1967، كما حقق نجاحا ساحقا في فيلم «بورسالينو» عام 1970. كما نجح في أفلام المغامرات مثل فيلم التوليب الاسود 1964 وفيلم زورو 1975.
وفضلا عن الانتشار الجماهيري الذي يعود أساسا إلى جاذبية ديلون والكاريزما القوية التي يتمتع بها، فإنه انتزع ترحيب النقاد خصوصا إثر أدائه في فيلميْ «السيد كلاين» 1976 و«سوان يحب» 1984.
تزوج ديلون من الممثلة الفرنسية (ناتالي ديلون) عام 1964 وانفصلا عام 1969 بعد أن أنجبا طفلاً واحداً، بعدها تزوج الممثلة (روزالي فان بريمين) عام 1987 لينفصلا عام 2011 أيضا بعد أن أنجبا طفلين.
وسبق لمهرجان مراكش السينمائي الدولي ان كرم النجم والفنان الفرنسي الان ديلون رمز العصر الذهبي للسينما الاوروبية. وخلال تسلم الان ديلون «النجمة الذهبية» للمهرجان من الايطالية كلوديا كاردينالي. قال وسط تصفيق الحضور الذين وقفوا لتحيته ان «هذا التكريم يمس شغاف قلبي» لان «الشيئين اللذين افخر بهما في حياتي هما ابنائي اولا وفني ثانيا».
و اعتذر الان ديلون عن مشاهدة فيلم «لا بيسين» (حوض السباحة) الذي عرض في اطار تكريمه قائلا «اعذروني لانني لا استطيع البقاء ومشاهدة اشخاص كانوا اعزاء جدا على قلبي» مثل «رومي (شنايدر) وموريس رونيه صديقي وجاك دوراي مخرجي المفضل، هذا شيء لا يمكنني تحمله».
وكان النجم الفرنسي قد تسلم من يد الامير مولاي رشيد شقيق الملك محمد السادس الوسام العلوي برتبة قائد مع كل من عميد السينما العالمية البرتغالي مانويل دي اوليفييرا (94 سنة) والمخرج الامريكي اوليفر ستون والبريطاني سير ريدلي سكوت.
الجوائز والأوسمة
الجوائز
- جائزة «غولدن غلوب» مرة واحدة عام 1964.
- ديفيد دي دوناتيلو 1972.
- جائزة سيزار لأفضل ممثل عام 1985.
- جائزة بامبي 1987.
- جائزة الدب الذهبي الشرفية في مهرجان برلين 1995.
الأوسمة
- وسام الفنون والآداب الفرنسي 1986.
- وسام الاستحقاق الوطني من رتبة ضابط 1995.
- الوسام العلوي من درجة قائد 2003
- وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط 2005.
- وسام الاستحقاق من رتبة فارس 2023.