حوارات

الخن الطالب عمر ..معاناة عسكري فار من البوليساريو بين تنكر الدولة وتماطل القبيلة

محمد يوسفي/ العيون

لم تعد قصة الخن الطالب عمر خافية على من يتابع الشأن العام المرتبط بقضية الصحراء. فتصريحاته لوسائل الإعلام منذ عودته جابت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

فر الطالب عمر كما يروي في خراجته الإعلامية من إحدى النواحي العسكرية للبوليساريو، بزيه العسكري وسلاحه الناري، مخلفا وراءه عائلته، مقدما على مصير مجهول يلفه أمل عيش أفضل.

يقول الطالب عمر، في تصريح خصنا به، أنه «بعد فراري من البوليساريو سنة 2020 عبر الجدار العازل، وبعد نقلي لمدينة أكادير تعهد لي جنرالات بالجيش المغربي هناك بأني سأجد السكن والعيش الكريم بمدينة العيون، خاصة أنني عسكري ولست مدني، لكني لازلت بدون عمل او سكن منذ ذلك الحين، وأعيش أنا وزوجتي عند بعض أقربائي وأقتات على إعاناتهم».

«لازالت على تواصل أمي وإخوتي بمخيمات تيندوف، لكنني لا أحكي لهم عن معاناتي، فقصتي أصبحت معروفة لدى الجميع» يضيف ذات المتحدث.

وبعد عودته إلى أرض الوطن، لم يجد الخن الطالب عمر من الشغل إلا عقدة لمدة ستة أشهر كحارس أمن خاص، ستنتهي قريبا ليعود إلى وضعيته الأولى، بلا مدخول قار، ولا سكن اللهم المبيت لدى الأقرباء، وحتى بطاقة الإنعاش المنتشرة بشكل او بآخر لا يستفد منها، في ظل ارتفاع مهول لمعدلات البطالة بالصحراء التي تتبوأ فيها الصدارة على الصعيد الوطني، ناهيك عن زيادة نسب التضخم وغلاء المعيشة.

يقول الطالب عمر في تصريحه لجريدة تنوير، أن مطلبه الأساسي هو «السكن والعيش الكريم، إسوة بالعائدين الذين سبقوني».

وحول تعامل السلطات، يجيب المتحدث عن سؤال الجريدة، أنه لم يرى من المسؤولين سوى التسويف والتماطل، وأن ملفه لازال قيد الدراسة لدى الداخلية وغيرها من “طرق التسويف” «بل لم نعد نجد من يجيبنا».

وعن طرقه أبواب القبيلة، يجيب العسكري السابق في صفوف البوليساريو، العائد أرض الوطن، أنه ذهب عند منزل شيخ القبيلة التي ينتمي إليها، حيث «وجدت أفراد القبيلة مجتمعين هناك والذين قالو لي: اطمئن سنجد لك حلا وسيذهب عدد من كبار القبيلة وأعيانها عند والي الجهة ويطرحون عليه ملفك ووضعيتك».

لكنه يستدرك بالقول «بعد ذلك لم أرى أحدا منهم، بل إنني أتصل ببعضهم لكنهم لا يجيبونني، وتركوني إلى مصيري».

يذكر أن مدن الصحراء شهدت أفواجا من العائدين طيلة العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من هذا القرن. واستفاد عدد من هؤلاء من سكن وبطاقة الإنعاش، منهم من تم إدماجهم في بعض القطاعات، ومنهم من نال رتبا عليا، لكن وتيرة العائدين خفت خلال السنوات الأخيرة، خاصة منذ عودة البوليساريو للعمل المسلح نهاية سنة 2020.

كما أن دورا عديدة بمدن العيون والداخلة وطانطان أعدت للعائدين المحتملين، تدعى “ديور العائدين” لازالت مغلقة منذ زمن بعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى