رسالة من مواطن مغربي إلى هشام جيراندو المقيم في كندا

أحمد رباص
قبل اكثر من يوم واحد، نشرت على حسابي الفيسبوكي ووزعت تدوينة جاء فيها: “فؤاد اليوتوبر، صاحب قناة “مغربي في بروكسيل”، يرتكب الأخطاء كما يتنفس. عوض affiche قال défilé، وعوض indicatif قال négatif. وهكذا..”
في اول تعليق على هذه التدوينة، قال الصديق عزيز قابيل: “شاهد على حقائق يتكلم حتى بالزنزونية أو بالإشارة أو بالدارجة أو بالعرنسية.. المحتوى وقائع حقيقة يفهمها المتلقي ؟ هل الأخطاء اللغوية تبطل المحتوى؟”
للإشارة، حرصت على نقل ملاحظتي المتضمنة في تدوينتي إلى اليوتوب، وتحديدا إلى اليوتوبر المعني من خلال فضاء الشات الخاص بالفيديو الذي ارتكب فيه “مغربي من برلين” الأخطاء التي ذكرت منها نموذجين. وعلى خلاف السيد قابيل تجاوب أحد المستعملين إيجابيا مع تعليقي حيث قال: “الجيل الصاعد مشى فيها مع هاد الأميين”.
لنعد إلى الفيسبوك لمتابعة النقاش مع الصديق قابيل. فعلى تعليقه الأخير، رددت بما يلي: “انت من مشجعي الأدعياء أصحاب “السنطيحة.”.أنا قيمت فقط الشكل، أما المحتوى فلي اليقين أن جدتي كانت تحكي لنا أشياء أهم بكثير من ترهات مغربي في بروكسيل التي اعتبرتها “وقائع حقيقية يفهمها المتلقي”. وفي نظري ، لن يكون الأخير سوى ضحية “الحلايقية” ويجب إنقاذه من تأثيرهم الهدام”.
بعد ذلك، انصرف اهتمامي إلى شؤون أخرى في انتظار ما سبرد به محاوري على كلامي الأخير لأعرف موقفه بالسلب أو بالإيجاب. لكني تفاجأت بكونه، وإن تأخر تدخله، بدل أن يقوم بهذا أو ذاك، اختار أن ينتهز هذه الفرصة ليوجه رسالة إلى هشام جيراندو، المغربي المقيم في كندا.
في بادئ الأمر، خرجت بارتسام مؤداه أن الرسالة إياها أقحمها صاحبها في موضوع يظهر مختلفا عن فحواها. ولكن سرعان ما اهتديت إلى فائدة الوقوف مليا عند تلك الرسالة لأنها بمثابة امتداد لتدوينتي الأولى بعدة مبررات لعل أهمها هو مسالكها النقدي وإن ركزت أكثر على مجمل المضمون الوارد في مواد هشام جيراندو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
في الاول، خاطب قابيل هشاما مباشرة وهو يقول: آجي نقوليك: المسترزقون و المدَّعون وُجِدوا ويوجدون وسوف يتواجدون عبر الأزمنة والعصور، في مختلف بقاع العالم، و هذا ليس بحدث خارق غير متوقع…
وزاد قائلا: فهناك أولئك الذين يسِرُّون عكس ما يعلنون، و هناك من يكتشفون أنهم عكس ما ظنوا و يظنون… فيتبين معدنهم لمن حولهم بل وحتى لأنفسهم، في الشدائد و المحن.
وبصيغة ممعنة في المباشرة، أضاف قابيل: أنت لا تخبرنا بشيء جديد، لكن الجديد بالنسبة إليك، هو إضطرارك لإجترار الماضي كي تتبث لنفسك أنك لازلت كما كنت أو كما ظننت نفسك، قبل أن تجرك أوهام العظمة إلى ضفاف العمالة تحت ذريعة محاربة الفساد.
وبعد أن أشار مرة أخرى صديقي المدون الجريئ إلى أن أمثال جيراندو لا يعدون ولا يحصون، خاطب كاتب الرسالة “صاحب دعوته” بخطاب أورده في ما يلي كما هو: “أخبرك بخلاصة الأمر لعلك تفقه أنت ومن هم على شاكلتك، يا من تدَّعون محاربة الفساد، و أنتم غارقون فيه من رأسكم لأخمص قدميكم، وهو مسار نحو الحضيض، مراحله موضوع دراسات وأبحاث في مكاتب ما، ولعلها ستخرج يوما إلى الوجود.
و إليك نبذة سطحية لعلك تستفيق.
👈 مدخل إلى تاطوايريت :
1 -مرحلة “شوفوني” :
و هي مرحلة تنبني على محاولة لفت الإنتباه والإقناع بالتميز،ىوذلك عبر الإنخراط في إنبطاح شديد أو تمرد طاغ، يطبعهما التطرف الذي يفتقد للمصداقية، في إطار ال self-marketing، بغية الحصول على عرض و التفاوض حوله.
2- مرحلة “التطور والتَحوُّر” :
في غياب تفاعل إيجابي تأتي خيبة الأمل ثم الغضب، و يقع الإختيار على شخص من محيط الملك، لصب جام الغضب عليه، إذ يُعتبر “العقبة” التي منعت الوصول إلى الهدف.
و هنا أحيلك على حقد زكرياء مومني على السيد الماجدي ثم السيد الحموشي ، و حقد أبو بكر الجامعي وعلي المرابط وإدريس فرحان و آخرون و على رأسهم سياسيون على السيد فؤاد عالي الهمة و على السيد الحموشي.
وكيدورو كيدورو و كيوصلو للحموشي حتى تم الإجماع على ضرورة التخلص منه، بشتى الطرق’ السب و القذف، التشكيك في النوايا، خلق الفتن بينه و بين مسؤولين آخرين… ووالو واش صورو شي حاجة… و غادي نفهمك من بعد علاش!
3- مرحلة “اليأس والتهور” :
في غياب تفاعل الملك مع الحملات الممنهجة ضد محيطه، بمختلف أشكالها، يتم الإيمان بضرورة إستبداله ب “حليف”، ستتحقق معه الأماني فور توليه زمام الأمور، فتأتي التعاقدات مع جهات أجنبية قصد إضعاف الملكية و هزيمة المخزن.
سؤال رقم 1 :
دبا أنت أ جيراندو فين واصل بالضبط؟
سؤال رقم 2 :
محيط ملك المغرب علاش خاصو يتبدل بالسلامة وعلاش كلشي باغي يفتي فشكون يبقى وشكون يمشي ؟
عطيوني أ العولاما شخص واحد من محيط ملك المغرب اللي خارج فمجلة فوربس على أساس الثروات الطائلة اللي جمع إثر الفسااااااااد اللي كيمارس!ىمكاينش…حتى واحد ما مكلاصي على لائحة أغنياء العالم. إيوا أين يتجلى هذا الفساد؟!
هاك واحد النويطة أخرى ديها معاك: هل تعلم أن المخزن كائن حي؟ ‘هل تعلم أن إستمراريته رهينة بقدرته على التكيٌّف والموازنة؟ هل تعلم أن هناك صفات مشتركة تجمع بين كل المسؤولين المقربين من جلالته والمنتمين إلى محيطه؟ الذكاء المتقد، نكران الذات، الصبر، نظافة اليد.. وكلهم… أي نعم، كلهم، تدرجوا في مناصب مختلفة بوزارة الداخلية… أم الوزارات. وكلهم عاشوا الحرمان في مراحل معينة، و واجهوا الضربات والتحديات وهي تمارين يُراد لها كإعداد وإستعداد…
محيط الملك ماشي عاتَّاجا… محيط الملك… قشدة الأنتلجانسيا…’ما مطلوبش منك أنك تفهم أ جيراندو مول أكبر راية ف 2006… لأن ذلك ليس في مصلحتك…”